أمومة
ثائر علوان
استيقظت مبكرا تجر نفسها بخمول مستفزة، أحضرت لوازم العجين، جثت على ركبتيها تحت الشجرة، عجنت مرتجفة مدمده، طفلها يعبث بالقرب منها، تراقبه بطرف عينها الناعسة. ازداد شغبه، زاغت بنصف عينها تجاهه. تسلق الشجرة؛ انفرجت عينيها بحدة صائحة ناهيته عن التسلق، ظل ينتقل من غصن لغصن، اهتزت الأغصان تساقط فتات الأوراق المتيبسة مع بعض الحشرات على العجين. صرخت: «ربي يأخذك ويخلصني منك» زالت الأوساخ عائدة للعجين. سقط الطفل على الأرض صارخا، رمقت تناثر الدماء، ظلت تصرخ لا طمة على خديها، حضنت الطفل وهرعت الى الخارج نائحة.