الزمان - طبعة العراق - عربية يومية دولية مستقلة
www.Azzaman-Iraq.com
في دور العجزة… حكايات وجع كتبها ابناء بلاشرف 

بواسطة azzaman

في دور العجزة… حكايات وجع كتبها ابناء بلاشرف 

 هند الحافظ

 

  شهد المجتمع العراقي في السنوات الأخيرة ظاهرة مؤلمة وغير مألوفة على القيم والتقاليد الأصيلة، تتمثل في تخلي بعض الأبناء عن آبائهم وأمهاتهم بإيداعهم في دور رعاية المسنين، أو ما يُعرف بـ”دور العجزة”. هذه الظاهرة، التي كانت نادرة الحدوث في مجتمعات تتسم بروابط أسرية قوية واحترام بالغ لكبار السن، أصبحت اليوم تطفو إلى السطح لتشكل صدمة أخلاقية ومجتمعية تتطلب دراسة جدية ومعالجة شاملة، تتعدد أسباب هذه الظاهرة:  ولكن أهمها هو  ضعف الوازع الديني والأخلاقي ففي بعض الحالات، يغيب الوعي الديني والضمير الأخلاقي الذي يحثّ على برّ الوالدين والعناية بهما  و الخلافات العائلية حيث تؤدي النزاعات داخل الأسرة، سواء بين الأبناء أو بين الزوجين، إلى تحميل الآباء المسؤولية وتهميشهم ضمن “حلول” قاسية بالاضافة الى  المشاكل الاقتصادية التي تجعل تفكير الابناء مادي ويعتبرون ان رعاية والديهم عبئا  أقتصاديا ،  تعد  هذه  الظاهرة   انهيار القيم الأسرية ،فرمي الوالدين يُمثل كسرًا لواحدة من أهم قواعد الأخلاق الاجتماعية والدينية، مما يسبب الأذى النفسي للأبوين:  حيث يشعر الوالدان في دور الرعاية بالخذلان والنبذ، مما يفاقم حالتهم الصحية، فعندما تصبح الأسرة عاجزة عن حماية أفرادها، تتراجع القيم المجتمعية لصالح الفردانية والأنانية، رمي الآباء والأمهات في دور العجزة دون رضاهم يمثل جرحاً أخلاقياً عميقاً في بنية المجتمع العراقي، ويعد خرقاً خطيراً للقيم الدينية والاجتماعية التي تكرّم كبار السن وتحث على برّ الوالدين. ورغم أن هذه الظاهرة لا تزال محدودة نسبياً، إلا أن تفاقمها يفرض على المجتمع وقفة جادة لمعالجتها بمسؤولية وحكمة.                               ومن أبرز الطرق المقترحة لمعالجة هذه  الظاهرة المؤلمة نشر  التوعية الدينية والأخلاقية

فيجب على المؤسسات الدينية والاجتماعية تكثيف جهودها في نشر قيم البر والإحسان إلى الوالدين عبر الخطب والدروس الدينية،وتوضيح خطورة العقوق وآثاره في الدنيا والآخرة وتعزيز احترام كبار السن باعتبارهم رمزاً للتضحية والخبرة، وتعزيز الوعي المجتمعي والأسري

من خلال تنفيذ حملات إعلامية توعوية تظهر مشاعر الأذى والحزن التي يشعر بها الوالد حين يُرمى بدار للعجزة.

وإدراج مفاهيم الاحترام والرعاية الأسرية في المناهج الدراسية وتسليط الضوء على نماذج مشرّفة من الأبناء الذين قاموا برعاية آبائهم رغم الظروف الصعبة ، كما يجب المطالبة بسن تشريعات قانونية

تُجرّم التخلي عن الوالدين دون سبب شرعي أو صحي.

وتحميل الأبناء المسؤولية القانونية عن إهمال أو إساءة معاملة كبار السن.

ومنح دور رعاية المسنين سلطة قانونية بإشعار الجهات المختصة في حال وجود حالات “رمي قسري” ،  ولا يمكننا ان نتجاهل  أن  الفقر يعد سبباً خفياً وراء كثير من حالات التخلي، لذا  نطالب

بتوفير رواتب تقاعدية كافية لكبار السن،

لدعم الأبناء ذوي الدخل المحدود الذين يتحملون مسؤولية رعاية آبائهم وتوفير خدمات طبية ونفسية مجانية لهم ولا سرهم.                                           ان رعاية الوالدين ليست عبئاً، بل شرف، وهي اختبار حقيقي لقيم المجتمع وتربيته.، ومعالجة ظاهرة رميهم في دور العجزة تحتاج إلى جهود جماعية تشمل الدولة والأسرة والمؤسسات الدينية والمدنية. فكما ربونا صغاراً، يجب أن نرد لهم الجميل وهم في أضعف مراحل حياتهم ولاننسى ان الحياة كما تدين تدان  فمن يُحسن اليوم لوالديه يعطي درسا مجانيا ً لابنائة بأن يبروا به غدا.

 


مشاهدات 166
الكاتب  هند الحافظ
أضيف 2025/05/27 - 3:23 PM
آخر تحديث 2025/05/29 - 3:50 AM

تابعنا على
إحصائيات الزوار
اليوم 296 الشهر 38241 الكلي 11032245
الوقت الآن
الخميس 2025/5/29 توقيت بغداد
ابحث في الموقع
تصميم وتطوير