الزمان - طبعة العراق - عربية يومية دولية مستقلة
www.Azzaman-Iraq.com
فقدنا البوصلة 

بواسطة azzaman

فقدنا البوصلة 

عبد الكاظم محمد حسون 

 

من مفارقات القدر أنه نجد العراق خلال العهد السابق قد  مر بظروف صعبه كلفته الكثير ..دخل الحروب وخسر الارواح وخسر الكثير من الفرص وانهيار العملة وتهدم البنية التحتية وأصبحت العلاقات الخارجية للبلد مع الجيران في اسوء حالاتها وفوق هذا كله تدهورت نفسية الإنسان وتزعزع بنائه من الداخل فأنخفض مستوى التعليم والثقافة وأصبح اكثر اتجاها للعشائرية وعدم قبول ثقافة الأخر إضافة إلى إنخفاض مستوى الخدمات ومستوى المعيشة وإنتشار الأمراض وحتى وصوله  الى حالة الجوع في ظروف الحصار الجائر وعانى منه ما عانى العراقيون من الظلم والحرمان بسبب السياسات الفردية والدكتاتورية تحت شعار القائد  الضرورة وكانت آمال العراقيين الغير المعلنة تتضمن التخلص من هذه المرحلة والانتقال  إلى مرحلة  جديدة من خلالها يتنفس العراقيون الصعداء ..وفعلا تم التغيير بأيادي ليس من الداخل على الرغم من محاولات كثيرة قام بها الشعب ، الا ان النظام اجهضها  ولكن جاء التغيير  من وراء الحدود وعبر المحيطات على أفراد اثبت الزمن انهم غير حريصين على وحدة العراقيين وعلى تحقيق مستقبلا مزدهر لهم  فخلقت الطائفية والمحاصصة تحت حكم ديمقراطي ناقص المعالم  هيمنت فيه الاحزاب الدينية التي تتبنى  الإسلام السياسي والاحزاب القومية وحدث ما حدث من قتل وتهجير بسبب الصراعات الطائفية وهجمات الحركات التكفيرية المدعومة من الخارج  ومنذ اكثر من عقدين توالى على حكم العراق اكثر من حكومة ناتجة عن انتخابات يشوبها هيمنة الاحزاب الكبيرة ، الا ان تلك الحكومات سارت بالعراق دون دليل او بوصلة فغاب عن ناظرها الطريق الصحيح  فلا بناء تحتي ولا برامج واعدة لبناء عراق جديد وترى الفساد ينهش بهيكل الدولة ومؤسساتها المختلفة ..فلا صناعة  ولا خطط زراعية متكاملة لدرجة ان فائض الحنطة على سبيل المثال  لهذا العام تم اهداء قسم منه الى دول   شقيقة دون أن تعاني تلك الدول من أزمة مجاعة  ودون ان  تفكر الحكومات بأستغلاله للتصدير او إيجاد أماكن لخزنه او تصنيعه كأعلاف او مواد غذائية مصنعة بسبب عدم قيام الحكومات بأنشاء مخازن تتوفر فيها شروط الخزن  لحفظ  الفائض منها  لتكون خزين استراتيجي للمستقبل طالما تشكل رغيف الشعب  .. وترى البضائع المستوردة على الرغم من ردائة نوعها تنافس المنتج الوطني الذي يكاد ان يكون معدوما لقلة أسعارها خاصة البضائع  الصينية او من دول الجوار فهربت العملة العراقية الصعبة خارجا دون أن تحدث استثمار حقيقي داخل البلد . ان وجود البوصلة مهمة وضرورية  لتحرك الحكومات من خلال رسم برامج واعدة تنهض بالعراق والعراقيين لبناء وطنهم والتحول من بلد ريعي وحيد المصدر للدخل. ، الا وهو النفط إلى بلد كثير ومتنوع الدخل من خلال خلق بيئة استثمارية واعدة وبناء الصناعة والزراعة  والنقل والسياحة والاتصالات وتقديم خدمات فعالة والنهوض بالإنسان العراقي وانتشاله من الواقع الطائفي والمحاصصاتي نحو بلد ديمقراطي حقيقي ليكون نموذج في المنطقة وان ينهض بشكل يعطي للعراق وجهه الحقيقي كبلد حضاري عمره اكثر من( ٦٠٠٠ )سنة ان بناء البلد ليس أمرا سهلا وإنما يحتاج إلى قيادة وطنية حازمة يحمي ظهرها الشعب وان هذه القيادة يجب أن تكون منتخبه بشكل نظيف تمثل تطلعات الشعب وامانيه وتضمن مستقبله ومستقبل أجياله من خلال إيجاد صندوق سيادي او صندوق الأجيال لضمان مستقبلهم بعيدا عن تذبذبات اسعار النفط حيث العالم اتجه إلى الطاقة النظيفة..على العراقيين استئصال أفة الفساد هذا المرض السرطاني الذي نهش النظام من الداخل وأوقف التطور الحقيقي فلا تقدم ولا عدالة  اجتماعية والفساد موجود ولا مكان للتنمية وهنالك ايادي فاسدة تعبث بثروات العراقيين ولا مكان للتخطيط السليم دون أن يكون الإنسان المناسب في الموقع المناسب سواء كان موقع تنفيذي او تشريعي .. هنالك دول كان واقعها اقل مستوى من واقع العراقيين وما مروا به ، الا انها نهضة وأصبحت من الدول المتقدمة بهمة قياداتها وشعبها منها فيتنام وماليزيا وسنغافورا وغيرها من الدول التي كانت محسوبة على العالم الثالث .


مشاهدات 137
الكاتب عبد الكاظم محمد حسون 
أضيف 2025/05/27 - 3:22 PM
آخر تحديث 2025/05/29 - 4:21 AM

تابعنا على
إحصائيات الزوار
اليوم 294 الشهر 38239 الكلي 11032243
الوقت الآن
الخميس 2025/5/29 توقيت بغداد
ابحث في الموقع
تصميم وتطوير