الزمان - طبعة العراق - عربية يومية دولية مستقلة
www.Azzaman-Iraq.com
‭ ‬تحليلات‭ ‬كسب‭ ‬العيش

بواسطة azzaman

‭ ‬تحليلات‭ ‬كسب‭ ‬العيش

نزار محمود

 

على‭ ‬شاشات‭ ‬التلفزة‭ ‬نشاهد‭ ‬يومياً‭ ‬عشرات‭ ‬ما‭ ‬يسمون‭ ‬بالمحللين‭ ‬السياسيين‭ ‬الذين‭ ‬يساهمون‭ ‬الى‭ ‬درجة‭ ‬كبيرة‭ ‬بتشكيل‭ ‬الوعي‭ ‬والرأي‭ ‬العام‭ ‬حول‭ ‬ما‭ ‬يجري‭ ‬من‭ ‬أحداث‭ ‬سياسية،‭ ‬وفي‭ ‬ذات‭ ‬الوقت‭ ‬بتلميع‭ ‬صورة‭ ‬هذا‭ ‬السياسي‭ ‬أو‭ ‬تشويه‭ ‬صورة‭ ‬ذاك‭.‬

والمحللون‭ ‬السياسيون‭ ‬هم‭ ‬بشر،‭ ‬لهم‭ ‬حاجاتهم‭ ‬وقدراتهم‭ ‬وميولهم‭ ‬ومصالحهم‭ ‬وظروفهم‭ ‬التي‭ ‬تتشارك‭ ‬في‭ ‬صياغة‭ ‬ما‭ ‬يذهبون‭ ‬اليه‭ ‬من‭ ‬تحليلات‭ ‬وما‭ ‬يهدفون‭ ‬اليه‭ ‬من‭ ‬نتائج‭. ‬كما‭ ‬أنهم‭ ‬قد‭ ‬يكونون‭ ‬يعملون‭ ‬لحساباتهم‭ ‬الخاصة‭ ‬أو‭ ‬هم‭ ‬موظفون‭ ‬لدى‭ ‬جهات‭ ‬حكومية‭ ‬أو‭ ‬مؤسسات‭ ‬إعلامية‭ ‬أو‭ ‬سياسية‭ ‬أو‭ ‬أمنية،‭ ‬والتي‭ ‬تعمل‭ ‬جميعها‭ ‬وفق‭ ‬أجنداتها‭ ‬الخاصة‭ ‬وحسب‭ ‬ظروفها‭ ‬ومصالحها،‭ ‬وما‭ ‬تتميز‭ ‬به‭ ‬بعضها،‭ ‬أحياناً،‭ ‬من‭ ‬مواقف‭ ‬خاصة‭ ‬مبدئية‭.‬

ويساعد‭ ‬التحليل‭ ‬السياسي،‭ ‬بصورة‭ ‬عامة،‭ ‬على‭ ‬فهم‭ ‬ما‭ ‬يجري‭ ‬في‭ ‬خلفياته‭ ‬وتعاشقاته‭ ‬التي‭ ‬يصعب‭ ‬على‭ ‬الكثيرين‭ ‬وغير‭ ‬المختصين‭ ‬وللوهلة‭ ‬الأولى‭ ‬الوصول‭ ‬الى‭ ‬ذلك‭. ‬بيد‭ ‬أنه‭ ‬قد‭ ‬يكون‭ ‬أداة‭ ‬خادعة‭ ‬ومضللة‭ ‬في‭ ‬فهم‭ ‬حقيقة‭ ‬ما‭ ‬يجري‭.‬

من‭ ‬جانب‭ ‬آخر‭ ‬فإن‭ ‬حرفة‭ ‬التحليل‭ ‬السياسي‭ ‬الجيد‭ ‬تحتاج‭ ‬الى‭ ‬اشتراطات‭ ‬موضوعية‭ ‬وشخصية‭ ‬وبنى‭ ‬تحتية‭ ‬إن‭ ‬صح‭ ‬التعبير‭. ‬اشتراطات‭ ‬موضوعية‭ ‬في‭ ‬مؤهلات‭ ‬المحلل‭ ‬السياسي‭ ‬بما‭ ‬يمتلكه‭ ‬من‭ ‬معارف‭ ‬وما‭ ‬يقدر‭ ‬عليه‭ ‬في‭ ‬تشبيكها‭ ‬والخروج‭ ‬باستنتاجات‭ ‬منطقية‭ ‬تفسر‭ ‬ما‭ ‬يجري‭ ‬وما‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬تؤول‭ ‬اليه‭ ‬الأمور،‭ ‬وشخصية‭ ‬في‭ ‬تأثيرات‭ ‬شخص‭ ‬المحلل‭ ‬وسمعته‭ ‬وبراعة‭ ‬أسلوبه‭ ‬وقدرته‭ ‬على‭ ‬كسب‭ ‬الثقة‭ ‬به‭ ‬وإقناع‭ ‬الآخرين‭.‬

كما‭ ‬تتمثل‭ ‬البنى‭ ‬التحتية‭ ‬بقدرة‭ ‬وسمعة‭ ‬المؤسسة‭ ‬الإعلامية‭ ‬التي‭ ‬تظهر‭ ‬ذلك‭ ‬المحلل‭ ‬السياسي‭ ‬وتوصل‭ ‬تحليله‭ ‬ورأيه‭ ‬تجاه‭ ‬حدث‭ ‬أو‭ ‬موقف‭ ‬أو‭ ‬شخصية‭ ‬ما‭.‬

واقع‭ ‬حال‭ ‬عمل‭ ‬المحللين‭ ‬السياسيين‭:‬

ان‭ ‬واقع‭ ‬حال‭ ‬النسبة‭ ‬الكبيرة‭ ‬من‭ ‬المحللين‭ ‬السياسيين‭ ‬تذهب‭ ‬باتجاه‭ ‬أنهم‭ ‬كسبة‭ ‬عيش‭ ‬أو‭ ‬ممثلين‭ ‬لتيار‭ ‬سياسي‭ ‬معين‭ ‬أو‭ ‬أنهم‭ ‬موظفين‭ ‬يبرعون‭ ‬في‭ ‬تلميع‭ ‬صور‭ ‬ساسة‭ ‬أو‭ ‬سياسيين،‭ ‬أو‭ ‬أنهم‭ ‬فنانون‭ ‬في‭ ‬تنويم‭ ‬متابعيهم‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬تقارير‭ ‬تحليلاتهم‭ ‬السياسية‭ ‬التي‭ ‬تطويها‭ ‬تسارع‭ ‬وتجدد‭ ‬الأحداث‭.‬

كما‭ ‬أنهم،‭ ‬ومن‭ ‬أجل‭ ‬بقائهم‭ ‬واستمرار‭ ‬تطورهم،‭ ‬عليهم‭ ‬أن‭ ‬يكونون‭ ‬حاذقين‭ ‬في‭ ‬اختيار‭ ‬موضوعاتهم‭ ‬وعرضها‭ ‬بأساليب‭ ‬ترضى‭ ‬عنها‭ ‬مؤسسات‭ ‬تمويلهم‭ ‬وتجذب‭ ‬اليها‭ ‬نفر‭ ‬من‭ ‬المستمعين‭ ‬والمتقبلين‭.‬

ورغم‭ ‬كل‭ ‬ما‭ ‬أوردنا‭ ‬يبقى‭ ‬للتحليل‭ ‬السياسي‭ ‬دوراً‭ ‬مهماً‭ ‬لا‭ ‬غنى‭ ‬عنه‭ ‬في‭ ‬المساعدة‭ ‬على‭ ‬فهم‭ ‬ما‭ ‬يجري،‭ ‬وما‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬يكشف‭ ‬من‭ ‬اتجاهات‭ ‬في‭ ‬تطورات‭ ‬الأمور‭. ‬كما‭ ‬أن‭ ‬القدرة‭ ‬والكفاءة‭ ‬والصدق‭ ‬والأمانة‭ ‬في‭ ‬التحليلات‭ ‬السياسية‭ ‬ستبقى‭ ‬مكان‭ ‬احترام‭ ‬واهتمام‭ ‬كبيرين‭.‬


مشاهدات 156
الكاتب نزار محمود
أضيف 2024/07/07 - 1:32 PM
آخر تحديث 2024/07/27 - 3:50 PM

تابعنا على
إحصائيات الزوار
اليوم 349 الشهر 11712 الكلي 9373784
الوقت الآن
السبت 2024/7/27 توقيت بغداد
ابحث في الموقع
تصميم وتطوير