وكلُّ جنوبٍ للجنوبِ عضيدُ
علي السوداني
بات من الواضح والمبين أن كيان اللقطاء واللملوم المتوحش بدأ يضعف ويتآكل ، وأعراض المرض والهزال ستظهر على جسمه الركيك في الزمان المنظور الذي سنعيشه ، فتشفى قلوبنا وتطمئن نفوسنا ويعم السلام والبهجة والخير في كل الأرجاء ، وستنهض الأمة العربية بأسبابها كلها نهضة مذهلة لتشكل رقمأ وقطباً كونياً جديداً ، وهو أمر منتظر ويكاد يرى ويلمس بعيدأ عن جلد الذات والتلذذ بالمهانة والذيلية وطور المحميات الغبية الخائنة .
من علامات موت وانحسار الكيان الدخيل على الخارطة هو طريقة احتفالهم بأي حدث يسمونه نصراً ، مثل الإعلان عن مقتل قيادي مقاوم ، بل أن الوهم يذهب بكبيرهم المتوحش عفنياهو ليقول أن الضغط العسكري على حماس هو الذي جعلها تتنازل عن شروطها لوقف النار ، في الوقت الذي يرى فيه العالم أن ما يسمى بالضغط العسكري على غزة والضفة الغربية المحتلة هو عبارة عن زيادة مروعة بأعداد الشهداء وأغلبهم من الأطفال والنساء والعزل .
عفنياهو ووزير حربه القبيح غالانت خرجا قبل ثلاثة أيام على شاشات التلفزيون وحوائط التواصل والتناطح الإجتماعي ، بوجهين باسمين وبكتفين تكادان ترقصان وبمؤخرتين لم يسعهما الخبر الذي يتحدث عن نجاح سلاحهم الجوي الأحدث على مستوى العالم ، بقصف وإحراق مجموعة من خزانات الوقود بميناء الحديدة غربي جمهورية اليمن العظيم !!
لقد خدعتهم ألسنة اللهب العالية وصورت لهم الأمر على أنه نصر كبير ، في الوقت الذي استعمل فيه هذا الكيان اللقيط أكثر من عشرين طائرة هي الأقوى والأكثر تطوراً على وجه الأرض ، وبمعونة غير خافية من رعاة المجزرة الأمريكان وذيلهم الانكليزي المريض ، وهم يواجهون يمناً عزيزاً محاصراً منقسماً على نفسه وليس لديه دفاعات جوية وأرضية مؤثرة ، لكنه الشجاع الكريم الأبي النبيل البطل صاحب الغيرة والضمير والشرف الرفيع هو والذين معه من أحرار الأمة والأصدقاء .
إن لم تتوقف المحرقة الوحشية النازية الهمجية بغزة المعجزة ، فإن مصير قطعان ولقطاء إسرائيل المجرمة ، سينزرع فوق كفوف عفاريت ومع أول تصفيق سيكون جمعهم قد صار عصفاً مأكولاً ، وسيبدأ عندهم موسم حزم ورزم حقائب السفر والعودة إلى أوطانهم الحقيقية التي أتوا منها ، ويومها سيهدأ الشرق كله ويظهر الحق مثل قمر جميل مكتمل .
