المكتبة السريانية تودّع الموسوعي واللغوي بنيامين حداد
الموصل - سامر الياس سعيد
بعد صراع مع المرض الذي ادركه وارغمه على الاعلان قبل عدة اشهر في منشور له على موقعه التواصلي (فيس بوك ) بكونه اصبح مثل مكوك الحائك في التنقل ما بين منزله والمشفى، اعلن في دهوك الاثنين الماضي عن رحيل الموسوعي والكاتب واللغوي بنيامين حداد عن عمر ناهز 90 عاما لتكون صورته الاخيرة التي نشرها الدكتور عامر الجميلي قبل نحو اسبوعين مفتتحا للكثير من الهواجس بكون الرجل ماض لرقدته الاخيرة لامحالة ..حداد الذي اثرى مراقي الثقافة بالكثير من مداد قلمه الذي نشره بمجالات عدة متوقفا في محطات نحو موسوعته المتكاملة لابراز الاديرة والحواضر المسيحية التي ارتكزت على ثمان اجزاء وبحسب الاحرف الابجدية حيث نشرت قبل عدة اعوام تواصلا مع معاجمه وتحقيقاته التاريخية لعدد من المخطوطات حيث لم يتوقف مع محنته المرضية التي تزايدت في غضون الاعوام القليلة الماضية عن استقبال الباحثين ليتيح لهم الغوص في غرف منزله التي امتلات بالكتب والمصادر المهمة حتى تجاوزت تلك العناوين لمئات الاف من الكتب وجعلتني اقف امامها متسائلا عن مصيرها بعد رحيله حيث كنت احد المشاركين بتكريمه في العام الماضي من جانب اتحاد الكتاب والادباء السريان بدرع الاتحاد الذي اتاحه لنخبة من المشتغلين بحقل الكتابة والادب بمناسبة ذكرى اليوبيل الذهبي لتاسيس الاتحاد.
تعـــــــود معرفتي بالحـــــــــــــداد لســــــنوات اعقبـــــــت نزوحنـــــا وبالتحديد في عام 2016 حينما بادرته بالطلب لاجراء حوار موسع معه على خلفية ان اغلب العناوين التي صدرت عن دار المشرق الثقافية والتي كان احد اعضاء هيئتها التحريرية الى جانب كونه رئيس تحرير مجلة التراث الشعبي التي كان يحررها لوحده رافدا اياها برسوماته التوضيحية المهمة
ومن ضمن من تحدث عن مسيرته الادبية الاديب واللغوي نزار الديراني الرئيس السابق لاتحاد الادباء والكتاب السريان حيث قال في استذكاراته عما جمعه بالراحل فقال عرفته منذ النصف الثاني من سنة 1975 حين انتميت الى الجمعية الثقافية السريانية وأنا لم أتجـــاوز العشرين من العمر ... واكبت السير معه في جمعية اشور بانيبال واتحاد الأدباء والرهبنة الانطونية الهرمزدية .. وكنت سعيداً حين كرمناه (اتحاد الادباء والكتاب السريان ، مركز يونان هوزايا للدراسات المستقبلية) بوسام الاتحاد والمركز ، وأعتبرته قدوة لي ومعلما تعلمت منه الارادة في التواصل في حقل العطاء ... استمرت صداقتنا وبين حين لآخر كنت أتواصل معه أسأله ويسألني عن ما قرأته وما كتبته وفي كل مرة يحثني على الاستمرار وان لم يكن هناك من يشتري الكتاب أو يقرأه لأن المستقبل كفيل بايجاد من يقرأه ، وحينما أطلب منه مراجعة كتابي او المشاركة في نشاط ما .. لم يكن يتردد بالموافقـــــــة. وآخر لقاء لي معه كان في شهر تشرين الاول2023 في داره في دهوك وحيث وجدت عند المدخل مجموعة من كتبه يهديها لمن يزوره..
وبالاشارة الى تقاليد الكاتب باهداءاته لكتبه التي تصاعدت وتيرة نشرها مع الاعوام الاخيرة لاسيما مطبوعيه الاخيرين وهما (المسمار الرابع) وهو عبارة عن رواية قصيرة يشير فيها الكاتب لشي من ذكرياته التعليمية الاولية اضافة لكتابه المملوء بعلامات الاستفهام والذي يحمل عنوان (من نحن ؟ نحن واحد مجزأ) ففي مدخل منزله الواقع بمحلة (كري باصي) بمدينة دهوك كان الراحل يخصص اريكة خشبية متواضعة في مدخل منزله حيث يضع عليها مجموعة من كتبه ليقدمها كاهداء لمن يزوره ..
في السياق ذاته يضع المؤرخ الراحل الاب سهيل قاشا سيرة ذاتية لبنيامين حداد في سياق كتابه المعنون مسيحيو العراق الصادر عن دار الوراق للنشر حيث يقول قاشا عن حداد بكونه مولود في بلدة القوش عام 1931 وخدم في سلك التعليم قرابة ال30 عاما وخهو خبير في المجمع العلمي العراقي هيئة اللغة السريانية له من النتاج المنشور منذ عام 1960 ما يبلغ286نتاجا تضمن بحوثا ودراسات مقارنة باللغتين العربية والسريانية كما تضمن قصصا قصيرة بالعربية والسريانية وبحوثا في التراث الشعبي والتاريخ والفن والنقد اضافة لاعمال مترجمة من السريانية والانكليزية الى اللغة العربية عين مسؤولا عن شعبة تدريس السريانية في العراق وزارة التربية وسبق وعمل في الهيئة الادارية للجمعية الثقافية للناطقين باللغة السريانية وسكرتير مجلتها .