الصحافة السريانية تاتلق بالرموز وتوثيق المحن
مطبوعة تضيئ ذكرى حداد وسفروثا تبكي محرقة العرس
سامر الياس سعيد
برغم عقود على انطلاق الصحافة السريانية وداب القائمين على الاحتفاء بها لاسيما مع اطلالة شهر تشرين الثاني حيث بمفتتحه يقف الصحفيون السريان وقفة استذكار واجلال لاوول صحيفة سريانية صدرت في العالم حيث انطلقت من مدينة ارومية الايرانية وهي صحيفة زهريري دبهرا التي معناها اشعة النور لتنطلق تلك الاشعة من حقبة القرن الثامن عشر نحو اقاصي العالم مبرزة مهامها في تسليط الضوء على قضايا المسيحيين وارهاصاتهم وما يعانون منه لتثبت تلك الصحافة لاحقا بكونها صحافة لاتموت برغم تشتت ابنائها ومعوقات تكلمهم بغتها نتيجة الكثير من التحديات التي مروا بها وللمصادفة فقد تزامن اصدار عددين من ابرز المطبوعات السريانية حيث تضطلع كلا من مجلتي سفروثا الناطقة بلسات اتحاد الادباء والكتاب السريان الى جانب مجلة الكاتب السرياني وهي لسان حال المكتب السرياني في الاتحاد العام لادباء وكتاب العراق والمطبوعتين تمتلكان تاريخا ثريا من خلال ما ابرزته من جوانب الاحتفاء برموز اللغة والتراث السرياني فضلا عن اصدائهما للمحن والاستهدافات والاحداث التي مر بها المكون فقد خصصت مجلة سفروثا عددها الاخير بالرقم 29-30 والمجلد الخاص بعامي 2023-2024 لمحنة محرقة عرس الحمدانية حيث توشحت صورة الغلاف الرئيسي باخر لحظات ذلك العرس الذي نجمت عنه كارثة انسانية ستبقى تذكرها الاجيال بالكثير من الالم والحزن وحفل العدد الذي تربو عدد صفحاته على 450 صفحة وتضمن مقالات باللغات السريانية والعربية والكردية والانكليزية حيث استهلها رئيس الاتحاد روند بولص بافتتاحية العدد باللغة السريانية الى جانب مقالات لابرم شبيرا وملكو خوشابا واكد مراد اضافة لمواد ادبية لكلا من غسان شعبو وامير بولص ودنيا ميخائيل وكريم اينا وابراهيم حنيش وميخائيل ممو وابلحد ياكو وعبد الله نوري وايمان عيسو وبشار البغديدي وجبو بهنام وجميل الجميل وجنينا حيدووراما اسطيفان وسهام يدكو وفائق بلو ونوئيل الجميل.
وبينما تضمن القسم العربي الافتتاحية التي كتبها رئيس الاتحاد بعنوان حريق عرس الحمدانية فاجعة تنتظر الاجوبة وشهادات عن الحادث دونها كلا من الكاهن بطرس شيتو والاب مازن متوكا كما كتب خالص ايشوع عن الحادثة منوها الى ان بغديدي الجراحات والامل وكما ابرزت مجلة سفروثا تغطية مراسل جريدة الزمان امجاد الناصر للحادثة رابطا اياها وحادثة عبارة غابات الموصل التي جرت يوم 21 اذار 2019 كما كتب الصحفي سامر الياس سعيد عن توثيق الادباء والفنانين للماساة وكتب الاديب طالب زعيان عن الانسانية كضرورة وقانون وتسائل الكاتب رمزي هرمز ياكو من لبنان عن من يتحمل النتائج الماساوية لمحرقة بغديدا وكتب نوئيل الجميل مقالته المستوحاة من وحي الفاجعة نحو عرس السماء وحفل العدد ايضا باضاءات عن تاريخ البلدة حيث كتب الاثاري عبد السلام سمعان الخديدي عن بخددا منذ نشوئها حتى القرن الاول الميلادي كما سلط الشاعر والاديب الدكتور بهنام عطا الله الضوء نحو بخديدا في العصور المتاخرة والى الوقت الحالي فيما تناول الشاعر نزار حنا الديراني اتجاه الفاجعة في مجسات شعرائها وكانت للشعراء مساحة في تناول الفاجعة حيث عبر عنها كلا من انهاء الياس سيفو وبرزان عبد الغني وبيداء هدايا وتوفيق سعيد وعبد المسيح فرنسيس ونجيب شيخا ونضال نجيب موسى والدكتور هشام عبد الكريم ووعد الله ايليا ووليد متوكا ويوسف كبو ونشوان عزيز عمانوئيل ووبالمجمل فقد احتوى العدد على لوحات فنية ابرزت حجم الماساة وبالتزامن فقد صدر ايضا عدد جديد من مجلة الكاتب السرياني بالعدد المزدوج 51و52 والمجلة كما تشير ترويستها مجلة ادبية ثقافية يصدرها المكتب الثقافي السرياني في الاتحاد العام للادباء والكتاب في العراق وجاء العدد الاخير بنحو 356 صفحة وتركز العدد باصداء ملف مخصص لرحيل العلامة بينامين حداد والذي وافته المنية في منتصف حزيران (يونيو ) الماضي حيث استهل العدد رئيس اتحاد الادباء والكتاب السريان روند بولص بكلمة عن العلامة القاها في جلسة تابينية خاصة باستذكاره فيما ضم العدد دراسة للدكتور بشير متي الطورلي خصصها نحو نظرة لشعر مار اسحق الانطاكي فيما كتب نزار حنا الديراني عن الثقافة كما يفهمها علماء الانثربو لوجيا وكما تستعملها الاوساط الاخرى .
ضوابط اللغة
وفيما حدد الشاعر فائق بلو ضوابط اللغة الارامية في مقال خاص اضافة لدراسة اخرى عن الهايكو في كوبا مقدمة ونماذج لبينامين يوخنا دانيال كما انجز الروائي هيثم بهنام بردى دراسة خصصها عن سرهد هوزايا وريادة الهايكو باللغة السريانيةفيما تناول الدكتور بهنام عطا الله الشاعر جبو بهنام بابا في دراسة نحو قصائده الذاتية المفعمة بترانيم الروح واقمار الفصول وفي باب تراث كتب لطيف بولا عن البيوتات التراثية واقسامها ومحتوياتها اما في باب تاريخ فقد تناول الدكتور عامر الجميلي تحور صيغ بعض اسماء المواضع الجغرافية ذات الاصل السرياني المتلائمة مع النطق المحلي في الهلال الخصيب كما اصدى العدد لتغطية الكاتب حمدي العطار لفعاليات مهرجان اكيتو التي جرت في بلدة بعشيقة في نيسان (ابريل ) الماضي وفي باب اللغة ترجم الدكتور يوخنا مرزا الخامس دراسة لسام ان تنك بعنوان بناء الجمل الصحيحة كما كتب الكاتب عادل دنو عن الكريستولوجيا في مجامع كنيسة المشرق اضافة لضم العدد لدراسات نقدية من بينها دراسة لصباح هرمز عن انا كارنينا بين نزعة الموت والحب المتطرف لتولستوي وفي باب حوارات ضم العدد حوارين اجراهما الصحفي سامر الياس سعيد كان اولهما مع الفنان والشاعر زيا الاروشي والثاني مع الاب الخوي قرياقوس طراجي الذي تحدث من خلاله عن مسيرته مع القلم ومحطاته لاسيما بالكتابة باللغة السريانية كما كتب بهنام شمني عن شخصية من بلدة برطلة وصفها بالذاكرة المتقدة وهو سعيد متي شدة كما حفل العدد بمجوعة قصائد لنخبة من الشعراء باللغتين العربية والسريانية .
واذ نطوي صفحات المجلتين اللتان تمثلان حاضر الصحافة السريانية نشير الى نخبة من الاسماء التي ابرزت تلك الجهود المهمة لابصار تلك الاعداد النور واسهامها باشاعة ضياء الثقافة السريانية في سماء الوطن .