مسيرة مشرفة وقناص مهني لفرسان الصحافة
عبد العظيم محمد
هل نتمكن من تحديد مواطن الضعف والجمال في مسيرة الأعلام المهني العراقي التي اخذت تتشابك بل تتعقد احيانا؟
ولعل الخطة الوحيدة الصالحة التي يمكن ان نجعل منها نقطة انطلاق نحو الفرز والتشخيص في المهنية التي تتسابق بها بعض الصحف وتتنازع قصب السبق فيها هي خطة الأعتراف الصريح الموضوعي ( بالمعايب والتناقض ) التي تحفل بها صحفننا التي انطلقت مع بداية التغيير وسقوط النظام وحتى هذه اللحظة
بصراحة نقول
كثيرة هي الصحف التي صدرت وكثيرة هي ايضا الملامح المهنية المفقودة ، الأمر الذي ادى الى سقوط العديد منها .. نعم ان ماكنة الأعلام لا تهدأ ، بل كانت وما زالت تتسارع لتسابق روزنامة الزمن حتى اصبحت اخطر ماكنة بل اخطرها بعد ان شكلت الحاجة اليها والأعتماد عليها هو ( المطلب ) لتدخل في دهاليز مظلمة فقدت في اغلبها الطريق الى النور .. انه الأعلام الذي اصبح الماكنة الأهم في العالم والذي يواجهنا بقوة ، ولكن هناك تساؤلات كثيرة تطرح نفسها بالحاح .. هل ماكنتنا الأعلامية بتنوعها المقروء والمسموع والمرئي اعتمدت على النهج الوطني والتمسك بثوابت الهوية الوطنية ؟ ام ان بعضها خرج ليغازل ويعانق اجندات خارجية هدفها تشويه الحقائق واشاعة الفوضى والكذب الذي صدقه البعض وفي مقدمتهم من تصدر المشهد السياسي من رجال الصدفة مع الاسف والذين اخذوا يتبنون الخطاب المعادي بقصد او بدونه ؟ ...
وللانصاف نؤكد ان الأعلام الوطني العراقي عرف ابعاد اللعبة واخذ يدرك الواحب الوطني بعد ان غادرت العديد من الصحف الساحة الأعلامية لأنها لم تتمكن من الصمود بعد ان فقدت المهنية والمصداقية لدى القراء ، وفي المقابل نجد ان هناك صحفا لم تهتز او تتعثر في الصدور ، بل واصلت المسيرة المهنية حتى كسبت احترام القارىء والمسؤول على حد سواء .. وحتى لا نطيل نأخذ الأبرز منها والأكثر انتشارا ( جريدة الزمان ) الجريدة التي اكدت
( للمهنية عنوانا ) من خلال فرسانها الذين اثبتوا جدارة حقيقية في مواصلة المسيرة رغم كل الصعوبات .. فهنيئا لنا بهذا المطبوع الذي خرج مؤكدا التحدي الكبير بشجاعة فائقة ليعلن المواصلة والأستمرار باقتدار كبير عن طريق عمق وضخامة التحدي الذي تحلى به كادرها المهني ورئاسة تحريرها من خلال تمسكهم بهويتهم الوطنية والأنتماء الحقيقي والتمسك بالثوابت الأخلاقية وذلك الأرث الحضاري والتأريخي للعراق وشعبه وللحقيقة نقول ، ان الزمان جريدة خرجت عن الأطار التقليدي المحلي لتعانق العالم بطبعتها الدولية بقوتها مصداقيتها وجمال اختياراتها ورصدها الدقيق المسؤول ، حتى اصبحت الكشاف الواضح الذي اجاد تحديد مواطن الضعف والجمال في حياتنا اليومية سياسية كانت ام اجتماعية الامر الذي جعل الجميع يتابعها بشغف ودقة متناهية لتصبح في اغلب الأحيان ذلك المصدر الموثوق به في نقل الخبر والتحليل والرأى .. وها نحن نحتفل معها بصدور العدد ( 8000 ) الف بحلتها المعرفة وذلك التنوع الجميل بصفحاتها المشوقة ( تحريرا واخراجا ) وقنصها الفريد والمهني لفرسان الصحافة كادرها الاجمل .
مدرسة مهنية
واخيرا نقول :
ان الزمان مدرسة مهنية عالية المستوى .. الأمر الذي جعلها موضع تقدير واعجاب من قبل الجميع ..
فهنيئا لنا بهذا المطبوع المميز الكبير وهنيئا لفرسانها الأشداء وهم يسجلون النجاح المستمر في مسيرتهم الأبداعية المتطورة رغم الصعوبات التي بفضلها تحولت المهنة الى محنة حقـــــــــــيقية ومع ذلك فأن فرسان الزمان جاهدوا على ان يبقى مطبوعهم في الصدارة.