الزمان - طبعة العراق - عربية يومية دولية مستقلة
www.Azzaman-Iraq.com
فنانون يستذكرون مسيرة حميد صابر الإبداعية

بواسطة azzaman

فنانون يستذكرون مسيرة حميد صابر الإبداعية

صك غفران .. أحدث المسرحيات التي تنتظر

العرض بعد الرحيل

 

البصرة - أمجاد ناصر

استذكر فنانون عبر صفحاتهم على مواقع التواصل الاجتماعي المخرج والممثل والاكاديمي حميد صابر الذي غيبه الموت الاحد الماضي اثر مرض عضال،واكتفى الفنان الرائد محمود ابو العباس بجملة نشرها على صفحته الشخصية في فيسبوك ( وداعاً أخي وصديقي الدكتور حميد صابر الموسوي , انتم السابقون ونحن اللاحقون , وأنا لله وإنا إليه راجعون ) , ليختزل فيها ذكريات أكثر من نصف قرن من العطاء و الابداع و التألق في المسرح و التلفزيون .

كما نعت نقابة الفنانين العراقيين – فرع البصرة , رحيل صابر مؤكدة( لقد فقدت الساحة الفنية والأكاديمية واحدًا من أعمدتها البارزين ، علّامةً في مجال الفنون المسرحية ، وباحثًا متعمقًا في الفكر الجمالي ، وناقدًا مميزًا أثرى المكتبة الفنية بعشرات المؤلفات والدراسات التي أصبحت مراجع علمية مهمة , تخرج على يديه أجيال من الفنانين والأساتذة في معهد الفنون الجميلة في البصرة، وكلية الفنون الجميلة – جامعة البصرة، وكلية الفنون الجميلة – جامعة واسط، وكان حاضرًا دومًا بعلمه، وخلقه، وتواضعه، وحرصه على بناء الإنسان قبل الفنان, برحيله خسرنا قامة لا تتكرر، وصوتًا أكاديميًا مخلصًا، سكن قلوب محبيه، وظل منارة علمية تُهتدى بها الأجيال).

 وأشار نقيب الفنانيين في البصرة , فتحي شداد (رحيل موجع, كيف أودّع من كان لي معلّمًا حين وقفت لأول مرة على خشبة المسرح ؟ كيف أستوعب أن الذي زرع فينا حب الفنّ، ودقّ في قلوبنا أوتار الجمال ، قد غادر بصمت الفقد العميق ؟ رحل الذي كان أستاذًا لا يدرّس ، بل يضيء ، كان يختار كلماته كما يختار المخرج مكان الممثل بدقة وصدق، ومحبة.رحل الذي كان يحمل «كاروك» كأنه حلمُ الطفولة، ويزرع في «قيد دار» نداءً للحرية ، ويعيد لنا في «ملابس العيد» بهجة الطفولة المسروقة ، وكان في «الحر الرياحي» الصوت الذي لا يساوم على الحق.لم يكن مجرد أستاذ،كان ذاكرة فنية متقدة ، وحارسًا للنص، وللأخلاق و للقيم .وداعًا أيها الكبير, ستلتقي الآن بمعلمنا الأب الروحي د. طارق العذاري، وبأبينا الطيب جبار صبري العطية، أما نحن فنمشي على دربكم نحمل أرواحكم معنا، نحفظ وصاياكم و نعيد عرض ما تعلمناه منكم ، خشبةً بعد خشبة، ونصًا بعد نص , لن نقول وداعًا بل إلى اللقاء في الذاكرة وفي كل عرض يحمل اسمكم).

انشغالات كثيرة

كما أوضح الأديب و الكاتب المسرحي عبد الكريم العامري (كم من الأحبة قد ودعت، لكني ما كنت أظن أني سأرثيك بعد لقائي بك قبل يومين ، اتصلت بك البارحة ولم ترد، واعرف أن إنشغالاتك كثيرة.. صدمة الخبر أوجعتني، ليس لدي الآن إلا أن أقول لك: وداعا حبيبي أبا مثنى، كنت خير صديق وأخ، خسرتك وخسرك الوطن وأصدقاؤك وزملاؤك ومحبيك.. نم قرير العين أيها الحبيب. أنك الآن بين يد رب رحيم كريم , آخر أعمال أخي الراحل الدكتور حميد صابر , المسرحية مونودراما (صك غفران) وهي من كتابتي وكانت ستعرض خلال هذه الأيام في كلية الفنون الجميلة ببغداد وقد تحدثنا قبل يومين عنها وذكر بعض الحوارات منها ودعاني لحضورها لكن ارادة الله تعالى ارادت ان تكون الخاتمة.. وكنا قد اتفقنا على عمل آخر لحساب نقابة الفنانين في البصرة ,  و أتمنى من صديقنا الدكتور مضاد عجيل عميد الكلية أن يحقق لفقيدنا العزيز عرضه الأخير تكريما له وأرى انه خير من يستذكر أخانا العزيز).

كما أكد التدريسي في كلية الفنون الجميلة جامعة البصرة ماهر الكتيباني ( كان محبا لموهبتي في التمثيل ايام المعهد والكلية ويطريني ويشجعني ويصفني بالمحترف .. تعلمت منه الكثير استاذي حميد صابر الذي يمتلك الثقافة الموسوعية ، وايقاع توصيل المعلومة ببلاغة متفردة .. رحيله ثلم الروح ثلمة جديدة وكل رحيل يضاعفها حتى تذوي .. نلتقي بعد حين في ضفة اخرى ).

كما اشار الفنان مصطفى صوفي , الطالب في كلية الفنون الجميلة بغداد: (ها هي خشبة المسرح تبكي مخرجها، وتغيب الأضواء باكيةً على من كان يشعلها بنبض الفن وصدق الإبداع. رحل عنا فجأةً الأب المسرحي، الفنان الخلوق، الإنسان الذي لم يعرف سوى العطاء، الدكتور حميد صابر، تاركًا خلفه قلوبًا مكسورة، وأحلامًا علقتها على جدار الأمل , رحلتَ يا دكتور حميد، و»صك غفران» لم يُمنح بعد، بقي العمل حبيسًا في صدورنا، وأنا الذي كنت بطله، أقف الآن على الركح وحيدًا، أبحث عن إشارتك، عن صوتك، عن دفء حضورك، فلا أجد سوى الصمت الثقيل والدموع المختنقة , كنتَ لنا أكثر من مخرج، كنت أبًا وناصحًا، كنت ضوءًا لا ينطفئ في زمن كثر فيه الظلام. من أين أبدأ الحديث عنك؟ من إخلاصك لفنك؟ من حبك لطلبتك؟ من شغفك الذي لا يشيخ؟ أم من ضحكتك التي كانت تطبطب على قلوبنا في أصعب اللحظات؟ نم قرير العين يا من علّمتنا كيف نُخلص للمسرح، وكيف نكون أوفياء للحلم، وللخشبة، وللحياة. لن ننساك، وستظلّ حيًّا فينا، في كل مشهد نؤديه، في كل نص نكتبه، في كل دمعة تُسكب على المسرح).

و يضيف زميله الفنان أحمد الامير ( بك عرفنا معنى الفن والحب والإبداع , أشرَقت بنا إلى عوالم المعرفة والحكمة , كَلِماتُك مدرسة و وجودك تجربة خالصة , كنت المعلم والمرشد والمُلهم , رَحِيلُك غُصْه وفقدُك كَرب وفراقُك كَسرَ , ستبقى في القلب بذرة تَنموا في مُهجنا , ذَهبت لكنك خالدٌ فـ نحنُ إمتِدادُك , الفن لا يموت..... المسرح لا يموت).

سيرة ذاتية

و حميد صابر الموسوي، ممثل ومخرج ومؤلف عراقي. استاذ جامعي مارس التدريس منذ عام 1981 في معهد الفنون الجميلة بالبصرة ودرس الإخراج وفن التمثيل وبعد ذلك قام بالتدريس في كلية الفنون الجميلة بجامعة البصرة منذ عام 1991 بعد حصوله على شهادة الدكتوراه عن الرسالة الموسومة (ماهية الصورة في العرض المسرحي) ودرس فنون المسرح المختلفة بالإضافة الى فلسفة علم الجمال وتاريخ المسرح العربي وثم قام بالتدريس في الجامعات السورية وأسس ورشةَ مسرحية في بيروت ودمشق وشارك بعدة مهرجانات عربية ومحلية. في بداية مسيرته المسرحية أسس فرقة مسرح الساعة في البصرة التي كانت تضم مجموعة من هواة المسرح ومن خلال هذه الفرقة قدم أعمالا أبرزها هاملت يستيقظ متأخرا والمهرج وباب الفتوح وماذا في الصحيفة اليومية وأخرج للمسرح القومي في المدينة الأعمال التالية احتفالية للوطن والناس من تأليف الشاعر شاكر العطار وقدم في الكلية الأعمال المسرحية التي حظيت باهتمام نقدي بارز وجوائز وشهادات تقديرية منها قيدار تأليف الشاعر الكبير عبد الكريم العامري ثم ملابس العيد للشاعر الكبير كاظم الحجاج ومسرحية كاروك للشاعر المبدع عبد الكريم العامري وحصلت هذه المسرحية على جائزة الإبداع الكبرى في مهرجان المسرح العراقي الخامس وأخرج مسرحية الحر الرياحي التي قدمت في مسارح دمشق وبيروت واشترك بعدة أعمال تلفزيونية ولديه دراسات وبحوث في فلسفة المسرح وجمالياته ونشر في الصحف والمجلات العربية والعراقية قام بتأليف مسلسل ظل الحكايا، وأخرج مسرحية سليمان الحلبي , وشارك في بطولة العديد من المسلسلات العــــــــــــــــــراقية والعـــــربية .

 


مشاهدات 255
أضيف 2025/04/08 - 5:02 PM
آخر تحديث 2025/04/17 - 4:32 AM

تابعنا على
إحصائيات الزوار
اليوم 457 الشهر 16806 الكلي 10597453
الوقت الآن
الخميس 2025/4/17 توقيت بغداد
ابحث في الموقع
تصميم وتطوير