لمن تقرع الأجراس؟
إنه حميد سعيد.. إنها أنعام كجه جي
هاشم حسن التميمي
انتظرت ان يهدأ ضجيج الاحداث وتتوقف طبول الحرب واخرج من صمتي لاقول كلمتي بل شهادتي للتاريخ عن الشاعر الكبير حميد سعيد والزميلة الصحفية والروائية انعام كجة جي لحصولهما بجدارة وبتزامن جميل على جائزة عويس الثقافية. مما اسعد الاغلبية واغضب البعض من الذين في قلوبهم مرض واعتلال في صحتهم النفسية التي تكره النجاح والفوز بكل عناوينه.
وكما يقال فان العلامات لاتحتاج ان تعرف بل نذكر فيها لمن تناسى او اصابه الجهل كي لايتمادى بالقول غير المنصف والنقد غير الموضوعي في زمانه ومكانه في محاولة تعيسه لخدش صورة جميلة تشكلت بعد ستة عقود من الابداع والعطاء كان فيها حميد سعيد كما ذكر الصحفي الرائد. زميلنا زيد الحلي في مقالته امس عمودا وقامة شعرية كبيرة في الشعر العربي الحديث اتسمت بالتجديد واضيف اليه والتوهج وتفاعل الذات مع هموم الناس وكما عرفته عن قرب كان شفافا وطيبا ومتواضعا ومنسجما مع قيمه لم يتلون او يجامل متمسكا بالمبادىء وصورته متطابقة مع روحه الشعرية الهادئة مثل نبع الماء الصافي في زمن تعكر فيه كل شىء… ووجدت فيه وهو يتراس المؤسسة الصحفية التي عملت فيها وهو افضل من ادارها وبدد مخاوف معشر الصحفيين من دخول الادباء لمهنتهم وكان راعيا لحرية التعبير المتوازنة مع ظروفها ومساندا للمبادرات وتحطيم قيود التقليد…وله مواقف مشهودة في حماية الصحفيين والادباء وتعرض لاحراجات كثيرة انذاك ويعرفها الوسط الثقافي …و حميد سعيد يستحق نيل هذه الجائزة تتويجا لجهده الشخصي واعترافا عربيا وعالميا من خلاله لريادة الثقافة والا دب العراقي وهذه مناسبة تستحق الاحتفاء والترفع عن هواجس البعض انطلاقا من عقيدتنا العراق اولا ومن يعمل لذلك باخلاص في مجاله وحقله يستحق ان نرفع له القبعات.
ولا انسى سيدة التحقيق الصحفي القصير الجذاب والمثير وصاحبة الالتقاطات الذكية والمدهشة بصياغاتها الذهبية انعام كجه جي التي تالقت في الصحافة داخل اسوار الوطن وفي غربتها ثم خرقت عالم الادب وكانت روائية من طراز خاص تروي لنا هموم الانسان في سعيه لانتزاع حريته ومحاولات احفاده ومعاناتهم في ظل الاحتلال الامريكي…تعلمت من انعام لغة الصحافة الموجزة والبحث عن الماسة السحرية بين ركام متناه من المشاهد اليومية الروتينية..
تحايا عراقية خالصة للكبير حميد سعيد ومثلها لانعام كجه جي…ولهما ندق الاجراس ليتعرف جيلنا الحالي على مبدعينا… ويتعلم من اصابه الاحباط كيف ينهض المبدع مثل العنقاء من تحت رماد الحروب ورغم ضحيج القطارات الفارغة…ستبقى صورة حميد وانعام في محطات الايام تنعش الذاكرة وتوقد الاحلام.