الزمان - طبعة العراق - عربية يومية دولية مستقلة
www.Azzaman-Iraq.com
الصين مزيج بين الحضارة والتطور

بواسطة azzaman

الصين مزيج بين الحضارة والتطور

جمال المواقع وضخامة السور ودرّاجات شنغهاي المتاحة مجاناً

كمال مصطفى صالح

 

في بداية الشهر الجاري سافرنا الى العاصمة الصينية بكين مع وفد اعلامي عراقي وكانت تجربة فريدة رأينا فيها العملاق الصيني عن قرب وتعاملنا مع شعبها الذي يتسم باللطف والطيبة وباخلاق مشابه بشكل كبير العرب من حيث الكرم وحسن الضيافة، ولمسنا هذا من اول ما وصلنا مطار بكين اذ وجدنا تعامل الراقي والودود، واول ما خرجنا من المطار وتوجهنا الى الفندق لاحظنا انتشار بشكل واسع للمساحات الخضراء والاهتمام بالتشجير في كل مكان تقريبا حيث استغلال كل مساحة للزراعة اذ الطريق كله تمتع عيناك بالاشجار والتي اعطت لمسة جميلة للمدينة.

سور الصين

وفي الصباح بدأت جولتنا الاولى في سور الصين العظيم وهو عجيبة من عجائب الدنيا، والذي يتمد لاكثر من 21 الف كيلو متر ولاحظنا ان الحكومة الصينية ادخلت بعض الحداثة في مواقع عدة للسور لتجعل التجوال فيه بشكل اسهل للسواح، اذ عند وصولنا الى احد مواقع السور ذهبنا الى محطة تلفريك ليأخذنا في جولة لدقائق لنرى جمال الموقع وضخامة السور لنصل الى نقطة معينة ونكمل بقية الطريق مشيا الى اعلى نقطة في جزء مو تيان يو من السور، وخلال تجوالنا في السور وجدنا بان اقبال كبير من السواح الاجانب وكذلك الصينيين الذين كانوا هم الاغلبية الساحقة. ولاكتمال اللوحة الثقافية والتاريخية ذهبنا في المساء الى مقهى لاو شي والذي يقدم الشاي مع اعمال فنية رائعة تعكس التراث الصيني وبعض الفنون القتالية، مثل أوبرا بكين، والأغاني الصينية التراثية، والألعاب البهلوانية، وأعمال السحر، وألعاب تغيير وجوه الفنانين، ويتسم ديكور المقهى بالميزات الكلاسيكية والتراثية الصينية حيث توسطت طاولات ومقاعد مرتّبة صالة الاستقبال، وعلى سقفها مصابيح من الطراز الديواني، وعلى الجدران لوحات الرسم والخطوط اليدوية، لكي يجد السياح أنفسهم متجولين في متحف رائع تُعرض فيه تقاليد بكين.وفي اول اللقاءات الرسمية للوفد كانت مع جمعية الصداقة العربية الصينية والذي كان في استقبال الوفد نائب الامين العام لجمعية الصداقة العربية الصينية زوو يان، الذي اكد على اهمية العلاقات بين الصين والعلاقات ولا سيما ان البلدين ياتيان من حضارتين عرقيتين، واضاف ان الدبلوماسية الشعبية تعتمد على السلام والتعاون والتنمية، واوضح ان الجمعية تعاونت مع مراكز بحوث ومؤسسات اعلامية لاكثر من 50 منظمة عربية وتسعى الى المزيد من التوسع في ذلك، من جانبه رحب الوفد العراقي بمسعى الجمعية واكد على اهمية التبادل الثقافي والعلمي والاقتصادي والمجالات الاخرى بين البلدين وابدى استعداده وترحيبه بتوسيع العلاقات بكل المجالات، ولا سيما الاكاديمية والاعلامية،  وتبع هذا اللقاء ، لقاء ثاني مع نائب مدير مركز الصين للدراسات الدولية CIIS السيد يو جيانغ ودار نقاش خلال اللقاء حول مبادرة الحزام والطريق والدور المرتقب للعراق فيها، وكذلك واقع العلاقات العراقية - الصينية، وكيفية تطورها وكذلك تطرق الحديث الى القضية الفلسطينية وحرب غزة والرؤيا الصينية لحل الازمة.وفي اليوم التالي كان لنا زيارة الى قناة CGTN الصينية ولا سيما القسم العربي منها  وكان لقاؤنا مع المدير التنفيذي للقسم العربي وعدد من محرري القناة وتمحور اللقاء على كيفية التعاون بين المؤسسات الاعلامية العراقية والصينية وكيفية الاستفادة من الخبرات للارتقاء الى الاعلى المستويات من العمل بين البلدين، وشملت الزيارة جولة في مبنى القناة وهو ناطحة سحاب على شكل حرف ال بالانكليزي وعلى ارتفاع 234 متر ويحتوي على 44 طابق، ويعمل فيه اكثر من عشرين الف موظف يوميا، وكذلك زرنا استوديهات القناة وغرف التحرير فيها، وبعد هذه الزيارة كانت لنا جولة في شركة بتروتشاينا الصينية للنفط والغاز والذي كان لها حصة الاسد مؤخرا في التراخيص النفط العراقية وكان في استقبال الوفد نائب المدير العام للإدارة الدولية  للشركة يانغ تاو الذي اكد خلال لقاء ضم خبراء في الشركة والوفد العراقي على اهمية المشاريع الشركة في العراق لا سيما انها تعمل في حقول نفطية عدة، كيفية تطور عملها من جانبها تسال الوفد العراقي عن المشاريع الخدمية التي تقدمها الشركة في اماكن الحقول واهميتها للمواطنين هناك، حيث اكدت الشركة على انها تعمل على ذلك.وقبيل مغادرة بكين كانت جولة في شوارعها والذي تميزت بجمالها وحداثتها مع المحافظة على لمسات تراثية تعكس حضارة الصين، وكان ما يميز شوارع بكين وكذلك شنغهاي الذي كانت محطتنا الثانية توفر الدراجات الهوائية والنارية بكثافة حيث تسهل لاي شخص له حساب على محموله (كان اغلب الصينيين اذا ما قلنا كلهم يقضي عبر المحمول كل تعاملاتهم التجارية واليومية) ان يستاجر احداهن ويتجول في شوارع المدن وبكل يسر.

محطة السكك

ولانطلاق الى محطتنا الثاني في الزيارة كانت مدينة شنغهاي العاصمة الاقتصادية للصين ذهبنا الى محطة السكك الحديدية الجنوبية ببكين الذي كانت رائعة بالتصميم وبدات رحلتنا عبر القطار السريع الذي قطع مسافة 1318  كيلو متر نحو خمس ساعات بسرعة 350 كيلو متر بالساعة، وتعد اطول مسافة لسكة حديد بالعالم، كانت تجربة جميلة اذ القطار يحتوي على عدة مقطورات وحسب الدرجات وكذلك على مطاعم عدة، وبعد وصولنا واخذ الراحة بدات جولتنا في نهر هوانغبو وهو اطول نهر في الصين ويعد أحد روافد نهر اليانغتسي، كانت جولة ليلية شاهدنا معالم المدينة على ضفتي النهر والتي كانت مزيج ما بين المباني التراثية والذي احداهن لعائلة ساسون اليهودي ذو الاصول العراقية والابراج العملاقة والحديثة ومنها ثاني اعلى برج بالعالم برج شنغهاي ختمت الزيارة بجولة في حدائق شنغهاي على ضفة النهر، وفي صباح يوم التالي كانت لنا جولة في جامعة شنغهاي وخلالها زرنا مركز الدراسات الصيني العربي للاصلاح والتنمية والذي كان في استقبالنا نائب مدير المركز وانغ غوانغدا والسفير سوداني سابق لدى الصين، الدكتور جعفر كرار أحمد وتمحور اللقاء على سبل التعاون بين الجانبين وعلى اهمية الاعلام في تقريب بين الشعوب وعن الرغبة الحقيقة لزيادة وتطوير التعاون بين المراكز البحثية.وبعد هذا اللقاء كانت لنا جولة في معبد تشنغوانغ والشوارع التراثية والتي تميزت بالبناء الصينية اللفلكلوري ومحال التي تحتوي على هدايا تذكارية بعض المطاعم التي تمتاز بالاكل الصيني التقليدي، وفي اليوم الاخير للزيارة كانت لنا جولة في برج شنغهاي والذي يعد ثاني اعلى ناطحة سحاب في العالم بعد برج خليفة ويصل ارتفاعه الى اكثر من 632 متر ويتكون من 128 طابق وكذلك 5 طوابق اسفل البرج ويحتوي على مطاعم وفنادق ومرافق سياحة ، وتميز الصعود الى اعلى نقطة بالبرج بسرعة المصعد الذي وصل اليها باقل من دقيقة، وختام زيارتنا لشنغهاي كانت جولة بقطار شانغهاي المغناطيسي المعلق الذي يمتاز بسرعة تتجاوز 300 كيلو متر بالساعة.خلال هذه الزيارة في بكين وشنغهاي جربنا المطبخ الصيني الذي يمتاز باستخدام البهارات والفلفل الحارة بكثرة واساليبه العديدة بالتقديم والطبخ، حيث احد التجارب كانت تقديم اللحوم الحمراء والبيضاء نية مع ماء حارة يحتوي على بعض التوابل فوق موقد ويتم اخذ شرائح اللحم النيء ووضعه من قبل الزبون في الماء الحار والصبر عليه دقيقة واكله، وكذلك يمتاز المطبخ باكل السمك البحري والروبيان واسلوب التقديم بالمائدة المستديرة والتي تتحرك بشكل مستمر بين الجالسين، ومن اطيب اكلاتهم البط المشوي.ومن الملاحظ ايضا ان الشعب الصيني من الشعوب التي تعمل وتتحلى بالضبط والنظام جدا حيث تجدهم من الصباح الباكر يبدأون يومهم وسط زحمة سير في الشوارع التي تمتاز في المدينتين برغم وجود المترو والقطار السريع والباص الكهربائي والباص العادي والدراجات الهوائي والنارية والذي يستمر لغاية التاسعة مساء تقريبا عندها تجد اغلب او معظم المحال اغلقت وترى الشوارع شبه فارغة.كما بينت ايام القليلة التي زرنا فيها بكين وشنغهاي التي لم تكن كافية لمشاهدة معالمهما بان الشعب الصيني من الشعوب الكريمة والاصيلة التي تهتم وتفتخر بتراثها وحضارتها وارثها الكبير، ، كما اثبتت بان الشعوب التي تمتاز بحضارة عريقة يتشابهون الى حد كبير بعدة صفات ومنها من السماحة واللطف والكرم مع الضيف وهي الصفات التي نجدها عندنا نحن العراقيين اصحاب حضارة اشور واكد، حيث لمسنا اكثر من مرة من الصينيين عند طلب المساعدة منهم فانهم يحاولوا بكل السبل تقديمها ففي احدى المرات كنا في جولة بعد العاشرة مساء حيث الشارع فارغ واردنا تاجير دراجات هوائية وهذه تحتاج الى حساب في المحمول كما ذكرنا سابقا فاتجهنا الى عاملي توصيل وطلبنا مساعدتهم (كان التواصل بالبداية صعب لانهم لا يتكلموا الانكليزية ولم يكن معنا مترجم) فوافقا على الفور على فتح دراجتين وبقوا معنا الى ان اكتمل العدد 6 دراجات بعدها حاولنا ان نعطيهم المال مقابل تعبهم لم يوافقوا بل لم ياخذوا حتى اجور الدراجات لا هم. فالف شكر للسفارة الصينية في بغداد لهذه الدعوة التي اطلعنا فيها عن قرب على الصين وشعبها.


مشاهدات 249
أضيف 2024/06/15 - 3:51 PM
آخر تحديث 2024/06/29 - 10:03 PM

تابعنا على
إحصائيات الزوار
اليوم 404 الشهر 11528 الكلي 9362065
الوقت الآن
الأحد 2024/6/30 توقيت بغداد
ابحث في الموقع
تصميم وتطوير