الزمان - طبعة العراق - عربية يومية دولية مستقلة
www.Azzaman-Iraq.com
بصرتي الفيحاء بين دعاء والسماء

بواسطة azzaman

بصرتي الفيحاء بين دعاء والسماء

ضياء واجد المهندس

 

كانت دعاء بنت العشر سنين ،تلح على ابيها بالسؤال عن ابن عمها ( مؤمن )، الذي توفى من مرض السرطان ،رغم رحلة علاجية طويلة بين البصرة و ايران و الهند كلفت العائلة كل مدخراتهم. قالت دعاء لابيها : امي ابلغتني ، اننا لن نرى مؤمن بعد الان ،لانه رحل الى جوار ربه ، الى اين يا ابي ؟؟!!.قال الاب : الى الجنة ..قالت : و لماذا ذهب دوننا ، و لم نكن معه ؟!! ، قال: الله اختاره ، كل منا يرحل بميعاد ؟ . قالت : هل في الجنة ، الكهرباء تنقطع!!!! ، الماء مالح و قذر !!!!، الدنيا حر !!!!!، الناس و العشائر تتقاتل بالقنابل و الصواريخ !!!!، المسؤولون يسرقون الاموال !!!!، الشباب لا تعمل !!!!!، المتسولون يملئون الشوارع والاحياء !!!!، الغرباء في كل مكان و يلعبون بمقدراتنا !!!!!، قاطعها الاب ::لا ، لا ،لا .هذا كلام كبار ،يا ابنتي ...قالت : هل في الجنة نهر اصفى و انقى من شط العرب ؟؟؟!!!، هل فيها النخيل من برحي و خستاوي و خيار البلح وووو، و اشجار التين و المشمش و الرمان ووووو ؟؟؟؟!!!، هل فيها بلابل و عصافير والفراشات وووو ؟؟؟؟ هل فيها العاب و تسلية ؟؟؟!!!!، هل ..، قاطعها ابوها ثانية « : فيها كل شيء جميل ، و اجمل ما خلق الله لعباده المؤمنين الصالحين ....قالت دعاء : دعنا يا ابي نذهب سوية الى الجنة ، و نترك حالتنا التي تسوء كل ساعة ، وسط ظلم الحكومة ،و قساوة الناس ،و رغبتهم بالتملك والجشع ، و تردي حال البلد ..قال الاب : لا ندخل الجنة الا بعد الموت ..قالت : لنطلب من الله ان نموت !!!!!..ثم صمتت و بعد تأمل حزين : لا اريد ان اموت ، لان امي و جدتي و جدي و عماتي و اقاربنا و صديقاتي سيبكين علي كثيرا» .... مسكينات ، لا يعلمن ان في الموت راحة ، و فرصة للدخول الى الجنة ... قال الاب : الله يحفظك و يسلمك من الموت، و شرور ابن ادم ، لازالت الحياة امامك ، و سيتغير حالنا ، لن يتركنا الله بيد الكافرين و الظلمة ، و المنافقين و الفاسدين، انه ناصر عباده الصالحين ، و مولاهم ليوم الدين ...قالت دعاء : يا ابي كيف يتغير حالنا دون ان نموت ، و اللصوص بايديهم الحكومة و المال والنفط و المخدرات والسلاح ؟؟؟؟!!!..قال الاب : بالوحدة والاصطفاف و التاخي و التراحم ،و بالدعاء نرفع البلاء ، و بعد كل شدة و ضيق و عناء ، ياتي الفرج و اليسر و الرخاء ..لقد سالت الناس الرسول الامين (ص) سؤال ، ويسئلونك عن الاهلة ، قل ، .....و يسئلونك ماذا ينفقون ،قل ،  و يسئلونك عن اليتامى ...قل ، ويسئلونك عن الروح ،قل ....ماعدا سؤال لم يستلمه الرسول (ص) بعد (واذا سألك عبادي عني فاني قريب اجيب دعوة الداعي اذا دعاني ) ، فان الله اجاب الخلق حتى بدون ان يقول لرسوله ..يا ابنتي بالدعاء تنفتح ابواب السماء ، و تصبح افواج الظلمة هباء ، و اصواتهم خرساء ، و ابصارهم عمياء ، و عقولهم  جوفاء...يا ابنتي ثق بالله ، فانه ان ينصرنا  فلن يغلبنا احد...

اللهم بك نلوذ و نحتمي

و نصرك و دعمك نرتجي..

 

 

 

 

 


مشاهدات 16
الكاتب ضياء واجد المهندس
أضيف 2024/06/30 - 4:36 PM
آخر تحديث 2024/06/30 - 11:24 PM

تابعنا على
إحصائيات الزوار
اليوم 1 الشهر 1 الكلي 9362073
الوقت الآن
الإثنين 2024/7/1 توقيت بغداد
ابحث في الموقع
تصميم وتطوير