الزمان - طبعة العراق - عربية يومية دولية مستقلة
www.Azzaman-Iraq.com
مؤشّرات تباين وجهات النظر بين واشنطن وبغداد

بواسطة azzaman

مؤشّرات تباين وجهات النظر بين واشنطن وبغداد

إنهاء مهمة التحالف للحرب ضد داعش

عماد علوّ الربيعي

 

 

       تتطلع بغداد إلى انهاء مهمة وانسحاب التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة، والذي ساعد في هزيمة تنظيم داعش الارهابي، بعد تراجع عمليات تنظيم داعش الإرهابية في العراق بشكل ملحوظ، بعد خسارة التنظيم لقدراته القتالية واللوجستية وكذلك معظم قياداته من الخطين الأول والثاني، منذ عام 2020، كما هو موضح في الجدول التالي:

تراجع عمليات تنظيم داعش الإرهابية في العراق

للفترة من عام 2020 - 2023

ت

السنة

عدد العمليات

1

2020

1459

2

2021

1113

3

2022

484

4

2023

173

                    المصدر: من عمل الباحث، استنادا" الى اعداد مجلة النبأ الصادرة عن ديوان الإعلام المركزي التابع

                               لتنظيم داعش الإرهابي خلال عام 2023.

 

وخلال الأشهر الستة المنصرمة من عام 2024، لم يتمكن تنظيم داعش الإرهابي من تنفيذ الا (64) عملية إرهابية في الساحة العراقية بحسب بياناته التي أصدرها عبر جريدة النبأ الأسبوعية التي يصدرها التنظيم الإرهابي. في وقت تمكنت فيه القوات العراقية من قتل أكثر من (30) ارهابي من عناصر داعش واعتقال أكثر من (20) آخرين، خلال الأربعة أشهر الأولى من عام 2024، في عمليات شنها الجيش العراقي بالتعاون مع جهاز مكافحة الإرهاب والحشد الشعبي، في مناطق مختلفة من العراق. مما يثبت قدرة القوات المسلحة العراقية من توجيه ضربات موجعة الى فلول مفارز داعش في عمليات شملت محافظات ديالى وكركوك وصلاح الدين والأنبار، اثبتت من خلالها قدراتها القتالية على مواجهة ما تبقى من عناصر داعش في مناطق نشاطها المحتملة استنادا" الى معلومات استخبارية.. كل تلك المؤشرات اقنعت الحكومة العراقية بانه لا حاجة لبقاء قوات التحالف الدولي للحرب ضد تنظيم داعش الإرهابي، بعد تطور القدرات والخبرات القتالية والاستخبارية للقوات المسلحة العراقية.

مفاوضات عسكرية

ومنذ شباط/ فبراير 2024، شرعت بغداد وواشنطن، بإجراء مفاوضات على مستوى اللجنة الفنية العسكرية حول انهاء مهمة التحالف الدولي في العراق، اشترط خلالها الأميركيون ضمان عدم عودة التنظيم مرة أخرى، متذرعين بالتحديات التي سيطرحها ذلك الانسحاب أمام القوات العراقية، بما في ذلك التحدي الأمني والعسكري وكذلك العامل الاجتماعي المتمثل بتغلغل في بعض المناطق الريفية الصحراوية والتي تشكل حاضنة وجوده الرئيسة. وفى غياب الردع النشط والمستمر، قد تتطلع مفارز داعش الارهابية إلى الاستفادة من تدهور الوضع الأمني والحكم في المناطق التي كانت خاضعة لسيطرتها سابقًا. الأمر الذي عكس أن لقيادة التحالف الدولي (الامريكان)، وجهة نظر أخرى عبر عنها، في محاضرة حول مكافحة الإرهاب القاها نائب المبعوث الخاص للتحالف الدولي لهزيمة تنظيم داعش الارهابي، في وزارة الخارجية الأمريكية (إيان مكاري) بتاريخ 21 آذار/مارس 2024 في معهد واشنطن لدراسات الشرق الأدنى، قال فيها أنه: « ومن أجل الحفاظ على مكاسبنا، فإننا نواصل التزامنا بـ «عملية العزم الصلب»، وهي المهمة التكميلية لحلف شمال الأطلسي في العراق، وبناء القدرة على مكافحة الإرهاب بقيادة مدنية «. وهي إشارة صريحة لنية إبقاء القوات الامريكية في العراق تحت عنوان (المهمة التكميلية لحلف شمال الأطلسي الناتو NATO).. تزامن ذلك مع نشاط اعلامي وصحفي ينذر بعودة نشاط عصابات داعش الإرهابية في العراق في حالة انهاء مهمة التحالف الدولي وانسحاب القوات الامريكية من العراق، لتغيير موقف الحكومة العراقية لإعادة النظر في قرارها بطلب انسحاب وانهاء مهمة التحالف الدولي للحرب ضد تنظيم داعش الإرهابي. وقد برز ذلك بشكل واضح في التقارير والمقالات التي صدرت عن معهد واشنطن لدراسات الشرق الأدنى Washington Institute for Near East Policy، وهو أحد أهم وأشهر مطابخ السياسة الخارجية الامريكية، إزاء الشرق الأدنى (وهو المصطلح الأمريكي للشرق الأوسط)، وخصوصا» إزاء العراق وسوريا، حيث تشهد الساحتان انتشارا» للقوات الامريكية تحت عنوان محاربة تنظيم داعش الإرهابي.

انسحاب دولي

فعلى سبيل المثال لا حصر، التحليل الموسوم (تهديد تنظيم «داعش» المستمر في العراق بعد انسحاب التحالف الدولي) الذي كتبه (عمر ضبيان) بتاريخ 4 أبريل 2024، والذي حاول فيه اللعب على الوتر الطائفي بقوله (رد فعل المكون السني على التوترات والانتهاكات السياسية، التي تفاقمت بسبب الانسحاب الأمريكي، يجب أن يمثل مصدر قلق رئيسي، حيث إن خروج القوات الأجنبية من البلاد في الوقت الحالي سينهي جهود ضمان الهزيمة العسكرية المستدامة للتنظيم، ويعيد للواجهة مخاطر عودته وربما حتى وجوده المسلح ويجر على البلاد الويلات ناهيك عما قد يسفر عنه الانسحاب من عقوبات اقتصادية أميركية نتيجة لعلاقات غير سليمة مع دول الجوار.)

أما دراسة هارون ي. زيلين، وإيلانا وينتر، التي صدرت عن معهد واشنطن لدراسات الشرق الأدنى بتاريخ 20 آذار/مارس 2024، تحت عنوان (عام واحد على خريطة أنشطة تنظيم الدولة الإسلامية على الصعيد العالمي)، فقد أشار فيها الباحثان الى (أن أي تغييرات محتملة في الوجود العسكري الأمريكي في سوريا أو العراق قد تخلّف تداعيات كبيرة على جهود مكافحة الإرهاب العالمية والأمن الإقليمي.). وفي 17 حزيران/يونيو 2024 نشر معهد واشنطن تحليل موجز كتبته الباحثتان سيلين أويسال، و ديفورا مارغولين تحت عنوان (هل يشهد العراق حقبة جديدة في علاقاته مع الغرب؟) ركزت فيه الباحثتان على (أن قوات الأمن في البلاد لا تتمتع سوى بقدرة محدودة على العمل ضد فلول هذه الجماعة الإرهابية إذا لم تحصل القوات على دعم التحالف في تخطيط المهام، وشن الغارات الجوية، وتنفيذ العمليات الاستخباراتية، وغيرها من المهام الرئيسية.).خلاصة القول أن الرسائل المبطنة التي تضمنتها الدراسات الصادرة عن معهد واشنطن لدراسات الشرق الأدنى، تشير الى تهيدي وشيك لعودة تنظيم داعش الإرهابي الى الساحة العراقية في حالة إصرار العراقيين على انهاء مهمة التحالف الدولي في العراق دون الانتقال الى صيغة جديدة لبقاء القوات الامريكية في العراق!  في وقت يبدو فيه أن المتغيرات الجيوسياسية الناجمة عن حرب الإبادة الجماعية التي تشنها القوات الصهيونية على الشعب الفلسطيني في قطاع غزة والدعم الأمريكي الغير محدود للقوات الصهيونية في هذه الحرب، سيجعل من الصعب على واشنطن القبول بسحب كامل لقوات التحالف الدولي من العراق في وقت تعهدت فيه ما تعرف بـ»المقاومة الإسلامية في العراق»، مواصلة هجماتها ضد التحالف الدولي للحرب ضد تنظيم داعش الارهابي، رغم المباحثات بين بغداد وواشنطن حول وجود هذه القوات في الأراضي العراقية، ويوجد في العراق نحو 2500 جندي أميركي، بينما ينتشر في سوريا زهاء 900 جندي أميركي، في إطار عمل التحالف الدولي الذي أطلقته واشنطن عام 2014.

  اللواء الركن المتقاعد

 


مشاهدات 119
الكاتب عماد علوّ الربيعي
أضيف 2024/06/26 - 4:43 PM
آخر تحديث 2024/06/30 - 1:24 AM

تابعنا على
إحصائيات الزوار
اليوم 48 الشهر 11172 الكلي 9361709
الوقت الآن
الأحد 2024/6/30 توقيت بغداد
ابحث في الموقع
تصميم وتطوير