بشير العلاق عصامي بين ناقلة عملاقة  والثراء العلمي

عادل سعد

ان تتفقد قائمة افضل اصدقائك الذين أنقطعت اخبارهم عنك  واغلبهم شخصيات عامة اعطوا للعراق المزيد من الجهد المتميز  فللخطوة  دالة استذكار في زمن تتعرض  فيه الصداقة الحقيقية الى غيبوبة لحساب العلاقات المزينة بالمنافع الرخيصة والسلوك الممهور بيبوسة المشاعر ومحركات الصفقة .

لقد بحثت عن صديقي الدكتور بشير العلاق عبر الانترنيت لكي اعرف ، هل مازال حيا ،أو انه رحل … المفاجأة   نعيٌ قرأته عن رحيله ، صادر عن الملحقية الثقافية العراقية في العاصمة الاردنية عمان ،غير مذيل بيوم الرحيل ، فقط عثرت على مفردة زمنية هي امس  ولكن أي امس؟

على اي حال بشير العلاق واحد من الشخصيات العراقية  العلمية المتميزة ، امضيت في الصحبة معه اكثر من عشر سنوات في زمن العجاج السياسي والمخاطر التي دكت العراق حرباً وخوفاً ومحاذير وفزعاً  من احتمال وقوعك في خطأ ما  حيث اعظم انواع الرحمة ان يتم الاكتفاء في سوقك  الى الاعتقال…..   .

كنا الاثنين على حافة المشهد السياسي العراقي رغم الوظيفتين التي كنا نتمتع بهما ، كنا ثنائياً ثقافياً اعلامياً  في الاتحاد الوطني لطلبة العراق  ، نحظى برعاية أخوية  خاصة من الدكتور أنور مولود ذيبان رئيس الاتحاد ، انذاك.

توطدت العلاقة بيني وبين العلاق الى حد الملازمة اليومية ، فبأنتهاء يوم العمل مساءً كان يصطحبني معه أغلب الاحيان إلى منزله في الوزيرية الذي لا يبعد سوى عشرات الامتار عن مقر عملنا  لأمضي وطراً  هناك  ، نأكل ما تجود به زوجته الفاضلة وسط كركرات بنتيهما المزينتين ببراءة  فريدة .

نشرتُ له عدة مقالات في مجلتي( صوت الطلبة )و(الف باء).

كان يروي  لي في بعض الاحيان عن الظروف القاسية ، بل الخانقة التي واجهها في بريطانيا خلال فترة الدراسة للحصول على الدكتوراه في (ادارة التسويق) .

لقد عمل نادلاً في مطاعم وسائق شاحنة ناقلة عملاقة للبضائع بين لندن والشمال البريطاني ، وكيف كان يستثمر الوقت حين تتعرض الشاحنة الى اعطال فيضطر للمبيت فيها انتظاراً لوصول فرق الصيانة التابعة للشركة المالكة   للكشف عليها ومعالجة الوضع .

 كان الحال يستدعي المزيد من الساعات ، أو سحبها في حين يوظف بشير  الانتظار لمتابعة كتابة فصول دراسته الاكاديمية  لنيل الدكتوراه .

 بأختصار ، بشير كان عصامياً في تكوين رصيده المعاشي والمعرفي ،لم يساعده أحد من العائلة بما فيهم والده ،هكذا  نقل لي في توصيف  يسترجعه ذكريات بين الحين والاخر .

لقد أغنى المكتبة العربية بالعديد من المؤلفات العلمية  الوازنة ليس أقلها  ، (تسويق الخدمات) ،(مبادئ الادارة الحديثة  نظريات ومفاهيم) ،(الخدمات الالكترونية  بين النظرية والتطبيق) ومؤلفات علمية اخرى ،ويبقى منجزه الموسوعي (المعجم الشامل لمصطلحات العلوم الإدارية والمحاسبة والتمويل والمصارف )واحداً  من اهم المعاجم الإدارية في اللغة العربية ومصدراً  أساسياً  للباحثين في هذه العلوم وطبع اكثر من ثلاثة طبعات .،واهداني نسخة من الطبعة الاولى.