الزمان - طبعة العراق - عربية يومية دولية مستقلة
www.Azzaman-Iraq.com
بيت النبي ابراهيم (ع) .. زيارة معبد دب -لال- ماخ في أور الأثرية السياحية

بواسطة azzaman

بيت النبي ابراهيم (ع) .. زيارة معبد دب -لال- ماخ في أور الأثرية السياحية

حمدي العطار

 

لا تقل الاثار المحيطة بزقورة اور  اقل  اهمية  من الزقورة على الرغم من عدم شهرتها مثل الزقورة، ففي المبنى المعبد تم العثور من جراء التنقيب على القيثارة الذهبية وهي من الاثار التي تعرضت للنهب والتخريب في مراحل تاريخية متعددة!

بناية (معبد ) دب- لال- ماخ

حالفنا الحظ نحن «فريق لاماسو» بإن يساعدنا حارس يعمل في هذا المكن الاثري (مدينة اور الاثرية) أسمه «نصر الله محسن» وهذا الانسان الطيب الذي ورث مهنة العمل من جده الى ابيه ثم انتقلت المهنة اليه يملك معلومات كثيرة عن مدينة اور الاثرية ،فكان يحدثنا عن عمليات التنقيب في العهد الملكي وما سمعه من جده مرورا بالعهود الجمهورية واوضح ان تهريب الاثار لم يبدأ في 2003 بل كانت جذوره تعود التسعينيات كرد فعل تجاه الفقر الذي سببه الحصار الاقتصادي، لكنه كان تهريب فردي من قبل عصابات متفرقة لكن بعد 2003 شكلت فرق نهب شبه منظمة ولم تكافح بشكل جدي الا في 2008 أذ شكلت «مديرية شرطة  حماية الاثار والتراث» وتم تعين ضباطا وهم خبراء في الاثار ، كما لعبت مواقع التواصل الاجتماعي في تعزيز الوعي بالانترينت وكان هناك تأثير ايجابي في حماية الاثار من خلا ل خطب رجال الدين على الاخص السستناني بإصدار فتوى تحرم تهريب الاثار ، ونظمت ورش محلية ودولية حول مواضيع تتعلق بالاثار والتراث اهمها (المؤتمر العالمي الاول لتعزيز والاهتمام بالاثار والتراث في العراق) والذي انعقد في الكوفة عام 2018 ، وقد حد كل ذلك من اعمال النهب !

وهذا الحارس المثقف بالاثار هو من فتح لنا بوابة معبد «دب لال ماخ « الذي يقع الى جنوب شرق الزقورة ويتقاطع جزء منه مع سور الزقورة ، اما بالنسبة الى تسميته بهذا المصطلح ( dub- la-mah ) ويعني المسطبة الشامخة التي يشيد عليها البناء يتألف من غرفتين احدهما داخلية وتكون اعلى من الأخرى وتقوم مقام خلوة الإلهة وقد كان في الأصل مدخلا الى الممر المؤدي الى معبد  اله القمر فوق الزقورة  وصار معبدا عن طريق سد المدخل بجدار خافي ثم اقيم جداران مقتاطعان فاصبح فيه غرفتان خارجيتان  ، فسحة أمام الخلوة ثم الداخلية وهي خلوة الالهة يؤدي اليها بواسطة سلم  في هذا البناء ظهر انه مشيد على  أنقاض معبد قديم احره مختوم باسم الملك كوريكالزوز

وجرى تدمير بناية معبد «دب-لال-ماخ « بعد نهاية سلالة اور الثالثة، جراء غزو العيلاميين، تلت ذلك لاحقا أعمال ترميمات خلال عصري إيسن لارسا والبابلي القديم، قام الملوك اللاحقون باعادة بنائها متتبعين المخططات الأرضية لأصلية، لم يتغير المبنى كثيرا على مر الزمن ووفقا لما قاله ليونارد وولي «تعد هذه البناية التي جرى كشفها في اور وتتمتع باطول تاريخ « كما يوجد في هذا المبنى التي لا تزال محتفظة بقوسها الأصلي، والذي يعد أحد أقدم الأقواس المتبقية بهيته الاصلية الى يومنا هذا.

بيت النبي ابراهيم (ع)

كما سمح لنا الحارس النبيل والخبير بالوراثة بالاثار ان نزور بيت النبي ابراهيم (ع) ، وهو أحد أهم المواقع الاثرية في محافظة ذي قار، ويقع البيت بالقرب من زقورة أور ويعود تأريخ بنائه الى نحو ستىة الاف عام ق.م وقد بني بالأجر وبصورة فنية ، ويحتوي البيت على غرف وايوانات ، كما أنه مزود بمجار لتصريف مياه الامطار وتعد هذه المجاري أحد أسرار المكان، ولعل هذا البيت هو من جعل البابا زيارة الناصرية وزقورة اور والاهم زيارة بيت النبي ابراهيم والذي يستقبل هذا المرفق الاثري نحو 13 ألف حاج مسيحي شهريا من مختلف دول العالم، وتذكر المصادر ان النبي ابراهيم الخليل (ع) كان يتكلم اللغة السريانية، ثم تكلم اللغة العبرانية - وفريق لاماسو هو اول فريق يزور ويدخل بيت النبي ابراهيم يلتقط فيه الصور!

وكان لفريقنا «لاماسو» فرصة لزيارة مشروع مدينة اور السياحية ، التي يتواصل العمل فيها ضمن مشاريع صندوق أعمار محافظة ذي قار، وتتألف المدينة من المسرح السومري المفتوح ومسرح أور المغلق، وهي ضمن المشاريع التي  تتجاوب مع شهرة مدينة اور العالمية بعد زيارة بابا الفاتيكان لها في عام 2021، والمشروع يتضمن 5 قطاعات أساسية- كما جاء في التصميم- هي ( القطاع الديني- القطاع التعليمي- القطاع الخدمي- القطاع الترفيهي- القطاع السكني) على مساحة 370 دونما، والهدف من المشروع هو تأمين خدمات للسياح القادمين إلى مدينة اور الأثرية والتي تبعد 2 كم عن المشروع وان المدينة ستضم متحفا ومسارح ومطاعم ومراكز ثقافية وكلية للآثار والأهوار.وعلى الرغم من حرارة الجو وقوة الشمس وقت الظهيرة الا اننا استخدمنا واقي ضد الشمس وارتدينا قبعات لتحمي رؤوسنا من ضربة الشمس! لكنها كانت تجربة جميلة اوضحت لنا الكثير من اسرار مدينة اور الاثرية! شكرا لمخطط الرحلة الخبير الجيولوجي الاستاذ مثنى والاخ الحارث والكايد صلاح ارجوان ،ولا بد من الحديث عن تاريخ مدينة اور!

لمحة تاريخية

وجاءت في المصادر ان مدينة أور الحاضرة السومرية التي احتلت مركزا بارزا في تاريخ الإنسانية ، ولعبت دورا مهما في تطور مفاهيم المدنية على درب الحضارة، نتيجة لنفاعل الطبيعة والإنسان.

ورد اسم المدينة باللغة السومرية بالصيغة اوريم (اروم) وباللغة الأكدية أورو،وذكرت في كتب المؤرخين والبلدانيين العرب بصيغة قمرينا (مدينة القمر) ، (ذي قار) وذلك لكرة استعمال مادة القار في أبنيتها. وهذه المادة كانت تجلب بالسفن من مدينة هيت! وكانت مدينة اور مركزا دينيا مقدسا لدى سكان العراق القديم، فقد كرست لعبادة إله القمر(نانا بالسومرية سين بالأكدية) إضافة إلى زوجته (نن- كال) وإله الماء والحكمة والفنون (إنكي) وذاع صيتها بعد نشر نتائج تنقيبات «تشارلز ليونارد وولي» رئيس بعثة لتنقيبات المشتركة للمتحف البريطانيومتحف جامعة بنسلفانيا الأميركية  في السنوات (من 1922-1934) اذ أبرزت كشوفاته خصوصية السومريين وريادتهم، من خلال التعرف على ما توصلوا إليه من تطور عمراني تمثل في الزقورات (الأبراج المدرجة) ، وبناء المعبد، والقصور، فضلا عن تميزهم في فنون النحت وصناعة الحلي والمصوغات، وكذلك أظهرت الرقم الطينية مديات الرقي والتطور الفكري الذي بلغه السومريون في مجالات الأداب والعلوم والفللك والرياضيات .

يرقى الاستيطان في مدينة اور إلى ما يعرف بدور العبيد ( نسبة إلى تل العبيد الواقع إلى غربها) – وقد زار فريق لاماسو في رحلة سابقة هذا التل الاثري وهو ليس من السهولة الوصول اليه ويعد فريق لاماسو اول فريق يصل الى تل العبيد لاثري- ويرجع التل الى حوال منصف الأف الخامس قبل الميلاد،ودور اوروك الذي تلاه، ويعتقد أن أه هذا الدور هم أسلاف السومريين، ويطلق عليهم اسم العبيديين، وهم الذين وضعوا مبادئ الري، وطوروا الزراعة واستخدموا المعادن.

 


مشاهدات 388
الكاتب حمدي العطار
أضيف 2024/06/01 - 12:47 AM
آخر تحديث 2024/06/30 - 2:05 PM

تابعنا على
إحصائيات الزوار
اليوم 306 الشهر 11430 الكلي 9361967
الوقت الآن
الأحد 2024/6/30 توقيت بغداد
ابحث في الموقع
تصميم وتطوير