المعادن الثقيلة عدو المرأة في مستحضرات التجميل

داليدا رواندوزي

 امتد استخدام مساحيق التجميل منذ بدء الحضارات القديمة للإنسان ، حيث كان السومريون هم اول من اكتشف واستعمل مواد التجميل في العالم قبل اكثر من 5000 عام، باستخدم احمر الشفاه و المساحيق حول منطقة العين ، و جميع مكوناتها طبيعية وتستخرج من جذور النباتات و الزيوت و النشأ وفتات بعض انواع الصخور .

مستحضرات تجميل

 ومع  مرور الزمن و تطور العلم و الصناعة والاقبال الكبير على مستحضرات التجميل لكونها اصبحت من مقنيات المرأة التي تسعى دائما لتوفير ا( الميك آب ) المناسب  للمحافظة على سحرها واطلالتها المميزة بإستمرار , جعلت الشركات المصنعة ترى بأن عالم مستحضرات التجميل هو تجارة مربحة جدا بالنسبة لهم ، فقامت بتطوير المكونات بإضافة المعادن الثقيلة الى المستحضرات للتسريع من تأثيرها على الجسم , ولكون المرأة تستخدم مستحضرات التجميل بشكل يومي ومتكرر ولساعات طويلة فأصبح من الضروري معرفة مكونات عناصر وتراكيب هذه المستحضرات ومدى تأثيرها على جسم الانسان.

حيث قامت إدارة الغذاء والدواء الامريكية (FDA) بإجراء مسح لمستحضرات التجميل واخذ عينات منها،  وتم اكتشاف المعادن الثقيلة مثل: الزئبق  (Hg)، الرصاص  (Pb)، الزرنيخ  (As)، الكادميوم  (Cd)، الكروميوم (Cr) و النيكل (Ni) في العديد من مستحضرات التجميل , وحاصة التي تحتوي على الألوان مثل: ظلال العيون ، وحمرة الشفاه ، ومستحضرات الشعر، ومنتجات العناية بالوجه والجسم مثل: الصابون ، الشامبو والكريم , وهذه المعادن تصنف كمعادن سامة , ويؤدي استخدامها على الاجزاء المختلفة من الجسم الى امتصاص المعادن من خلال الطبقة القرنية (بصيلات الشعر، ومسام العرق) ومنها تنتقل الى الدم ، مما يؤدي الى استبدال العناصر الاساسية للجزيئات الحيوية المختلفة في الجسم. ومع ذلك ، فإن عملية اختراقها عبر الجلد تعتبر عملية بطيئة ، إلا ان الاستخدام المستمر لمستحضرات التجميل على المدى الطويل يزيد من تركيزها في الجسم , فأظهرت الابحاث بأن هناك البعض من مستحضرات التجميل الشائع استخدامها تحتوي على نسب من المعادن السامة أعلى بكثير من الحد المسموح به , حيث حددت إدارة الغذاء والدواء الامريكية (FDA)، ومنظمة الصحة العالمية (WHO) اللوائح والقوانين لأعلى حد مسموح به لإستخدام المعادن الثقيلة في جميع مستحضرات التجميل.

عواقب صحية

وبالرغم من المعايير المثبته عالميا ، فلا يوجد التزام حقيقي بتلك المعايير ولا بالحدود المسموح بها من قبل الدول النامية والتي حددتها إدارة الغذاء والدواء ومنظمة الصحة العالمية، فإن عدم الامتثال لتلك الضوابط والمعايير لإنتاج مستحضرات التجميل ستؤدي الى عواقب صحية مميته , فيستخدم الزرنيخ والرصاص والزئبق كإضافات ( لتعزيز وتثبيت الألوان ) في مستحضرات التجميل ، على عكس مكونات مستحضرات التجميل الاخرى ، يجب ان تحصل المعادن الثقيلة المستخدمة كمعززات ومثبتات للالوان على موافقة إدارة الغذاء والدواء لإستخدامها، و الالتزام بتلك الضوابط والنسب المسموح بها لسلامة جسم الانسان , وفق لائحة النسب المسموح باستخدامها للمعادن الثقيلة التي تعتبر كمعززات ومثبتات للالوان في مستحضرات التجميل : الزرنيخ , لا يزيد عن 3 جزء من المليون و الرصاص , لا يزيد عن 10-20 جزء من المليون و الزئبق , لا يزيد عن 1 جزء من المليون , ومن المؤسف ان الإناث هم اكثر عرضة للإصابة بالعيوب الخلقية والإعاقات الانجابية والسرطان ومشاكل الجهاز التنفسي بسبب تركيز المعادن الثقيلة في الجسم من خلال الاستخدام اليومي والمتكرر لمستحضرات التجميل ولذلك تسعى ادارة الغذاء والدواء بإجراء مسح لجميع عينات مستحضرات التجميل لتلافي المشكلات الصحية على المدى البعيد .