الزمان - طبعة العراق - عربية يومية دولية مستقلة
www.Azzaman-Iraq.com
‭ ‬تواصل‭..‬وتفكيك..

بواسطة azzaman

‭ ‬تواصل‭..‬وتفكيك..

نزار محمود

 

لا‭ ‬ينبغي‭ ‬أن‭ ‬نحكم‭ ‬بصورة‭ ‬عمياء‭ ‬متعصبة‭ ‬عن‭ ‬ما‭ ‬كل‭ ‬ما‭ ‬يستجد‭ ‬في‭ ‬الحياة‭ ‬من‭ ‬تغيرات‭ ‬وتطورات،‭ ‬وهي‭ ‬مسائل‭ ‬حتمية‭ ‬لا‭ ‬يمكن‭ ‬ايقاف‭ ‬عجلة‭ ‬حدوثها‭ ‬بفعل‭ ‬عدد‭ ‬كبير،‭ ‬وكبير‭ ‬جداً،‭ ‬من‭ ‬عوامل‭ ‬ومسببات‭.‬

وفي‭ ‬خضم‭ ‬هذا‭ ‬السياق‭ ‬تقف‭ ‬وسائل‭ ‬التواصل‭ ‬الاجتماعي‭ ‬في‭ ‬قلب‭ ‬هذه‭ ‬التغيرات‭ ‬والتطورات‭ ‬في‭ ‬عصرنا‭ ‬الحديث‭.‬

لقد‭ ‬تعددت‭ ‬وتنوعت‭ ‬وسائل‭ ‬التواصل‭ ‬الاجتماعي،‭ ‬ونريد‭ ‬بها‭ ‬بالطبع‭ ‬الرقمية‭ ‬من‭ ‬سمعية‭ ‬وبصرية‭ ‬ومرئية،‭ ‬وباتت‭ ‬تأخذ‭ ‬وقتاً‭ ‬طويلاً‭ ‬نسبياً‭ ‬في‭ ‬انشغالاتنا‭ ‬اليومية‭ ‬معها‭. ‬كما‭ ‬أنها‭ ‬أصبحت‭ ‬أكثر‭ ‬العوامل‭ ‬تأثيراً‭ ‬في‭ ‬هشاشة‭ ‬التواصل‭ ‬والحميمية‭ ‬الأسرية‭! ‬فليس‭ ‬منظراً‭ ‬غريباً‭ ‬ان‭ ‬يجلس‭ ‬كل‭ ‬فرد‭ ‬في‭ ‬العائلة‭ ‬في‭ ‬غرفته‭ ‬أو‭ ‬خلوته،‭ ‬وفي‭ ‬الأقل‭ ‬في‭ ‬عالم‭ ‬انشغاله‭ ‬الخاص‭ ‬بهاتفه‭ ‬الخلوي‭.‬

فمن‭ ‬ناحية‭ ‬أصبح‭ ‬المرء‭ ‬على‭ ‬تواصل‭ ‬مع‭ ‬المئات‭ ‬والآلاف‭ ‬من‭ ‬الناس‭ ‬على‭ ‬حسابات‭ ‬الفيس‭ ‬بوك‭ ‬والواتس‭ ‬أب‭ ‬والانستغرام‭ ‬وغيرها،‭ ‬بينما‭ ‬لا‭ ‬يتحدث‭ ‬كثيراً‭ ‬مع‭ ‬اخواته‭ ‬واخوته‭ ‬أو‭ ‬والديه‭ ‬أو‭ ‬أقاربه‭ ‬من‭ ‬ناحية‭ ‬أخرى‭.‬

لم‭ ‬تعد‭ ‬الموضوعات‭ ‬الأسرية‭ ‬من‭ ‬الضرورة‭ ‬والجاذبية‭ ‬بمكان‭ ‬لتحاكي‭ ‬غيرها‭ ‬التي‭ ‬اعتدنا‭ ‬على‭ ‬الاهتمام‭ ‬بها‭ ‬اليوم‭ ‬عبر‭ ‬وسائل‭ ‬التواصل‭ ‬الاجتماعي،‭ ‬المسموحة‭ ‬وغير‭ ‬المسموحة،‭ ‬الأخلاقية‭ ‬وغير‭ ‬الأخلاقية‭. ‬فمن‭ ‬خلال‭ ‬وسائل‭ ‬التواصل‭ ‬تدخل‭ ‬الى‭ ‬عوالم‭ ‬لا‭ ‬حد‭ ‬لها‭ ‬في‭ ‬الموضوعات‭ ‬والحكايات‭ ‬والنوادر‭ ‬والمشوقات‭ ‬والمثيرات،‭ ‬ووفق‭ ‬ما‭ ‬تريد‭ ‬وترغب‭ ‬وتشتهي،‭ ‬بارادة‭ ‬حرة‭ ‬وأحياناً‭ ‬باسلوب‭ ‬شبه‭ ‬مكره‭!‬

كل‭ ‬هذا‭ ‬أبعدنا‭ ‬عن‭ ‬تقاليد‭ ‬علاقاتنا‭ ‬الأسرية‭ ‬وممارسة‭ ‬حواراتنا‭ ‬والاستماع‭ ‬الى‭ ‬بعضنا‭ ‬البعض‭. ‬ربما‭ ‬كان‭ ‬المذياع‭ ‬والتلفاز‭ ‬أولى‭ ‬الأجهزة‭ ‬التي‭ ‬كانت‭ ‬قد‭ ‬بدأت‭ ‬مشوار‭ ‬اعادة‭ ‬تشكيل‭ ‬العلاقات‭ ‬داخل‭ ‬الأسرة،‭ ‬لكنها‭ ‬لم‭ ‬تصل‭ ‬الى‭ ‬درجة‭ ‬ما‭ ‬تركته‭ ‬اليوم‭ ‬وسائل‭ ‬التواصل‭ ‬الاجتماعي‭ ‬وبرامجه‭ ‬وامكاناته‭ ‬من‭ ‬تأثيرات‭ ‬في‭ ‬“تهشيم”‭ ‬شبكة‭ ‬العلاقات‭ ‬الأسرية‭.‬

ويبقى‭ ‬التساؤل‭ ‬في‭ ‬الختام‭: ‬ما‭ ‬الذي‭ ‬يجب‭ ‬أو‭ ‬يمكن‭ ‬عمله‭ ‬في‭ ‬التعامل‭ ‬مع‭ ‬مثل‭ ‬هذه‭ ‬المستجدات‭ ‬التي‭ ‬يفرضها‭ ‬تطور‭ ‬الحياة‭ ‬في‭ ‬جوانبه‭ ‬العلمية‭ ‬والثقافية‭ ‬والاجتماعية،‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬الاستفادة‭ ‬منه‭ ‬في‭ ‬جوانبه‭ ‬الايجابية،‭ ‬من‭ ‬ناحية،‭ ‬وتجنب‭ ‬جوانبه‭ ‬السلبية‭ ‬من‭ ‬ناحية‭ ‬ثانية؟‭ ‬ابى‭ ‬أين‭ ‬نحن‭ ‬ماضون‭ ‬في‭ ‬رقمنك‭ ‬واقع‭ ‬حياتنا‭ ‬ومحاكاة‭ ‬

 


مشاهدات 439
الكاتب نزار محمود
أضيف 2024/05/22 - 5:01 PM
آخر تحديث 2024/06/30 - 5:42 AM

تابعنا على
إحصائيات الزوار
اليوم 401 الشهر 11525 الكلي 9362062
الوقت الآن
الأحد 2024/6/30 توقيت بغداد
ابحث في الموقع
تصميم وتطوير