الزمان - طبعة العراق - عربية يومية دولية مستقلة
www.Azzaman-Iraq.com
الموصل مدينة الحلم والعمر والانبياء

بواسطة azzaman

الموصل مدينة الحلم والعمر والانبياء

بدل رفو

 

من‭ ‬بقايا‭ ‬خريف‭ ‬العمر‭ ‬

من‭ ‬أُمنيات‭ ‬لم‭ ‬تشهد‭ ‬ميلادها‭.. ‬

من‭ ‬سياط‭ ‬اوجاع‭ ‬الغربة‭..‬

يُنهَشُ‭ ‬العُمر‭ ‬وتَتَفتَت‭ ‬ألوانه‭ ‬،

‭ ‬أبقى‭ ‬أُفتش‭..‬

في‭ ‬شرايين‭ ‬الدنيا‭ ‬وغاباتها‭..‬

في‭ ‬الدروب‭ ‬الطويلة‭.. ‬

ونهاراتي‭ ‬مليئة‭ ‬بالأثقال‭ ‬،

اُسائلها‭ ‬عن‭ ‬مملكة‭ ‬أحزاني‭..‬

عن‭ ‬سيدة‭ ‬التراب‭..‬

يُغافلني‭ ‬العمر‭ ‬بدروبٍ‭ ‬قاهرة‭.. ‬

كي‭ ‬يرتجف‭ ‬بدني‭ ‬ما‭ ‬بين‭ ‬العواصف‭ ‬والظلام‭.. ‬

وذكرياتٍ‭ ‬تكاد‭ ‬تخنقني،

فلم‭ ‬يعد‭ ‬في‭ ‬العمر‭ ‬موعدٌ‭ ‬للإياب‭..‬

لمدائن‭ ‬الطفولة‭.. ‬

لأولى‭ ‬قصائد‭ ‬العشق‭ ‬في‭ ‬ازمنة‭ ‬

الحصارات‭ ‬والحروب‭..‬

فأنت‭ ‬من‭ ‬تلهث‭ ‬وراء‭ ‬مزارات‭ ‬الدنيا‭ ‬لمرافئ‭ ‬العصور‭.. ‬

نقشت‭ ‬قصائدك‭ ‬ولَملَمتَ‭ ‬أوجاعك‭ ‬

لتورق‭ ‬منهم‭ ‬حرية‭ ‬في‭ ‬قلب‭ ‬الدنيا،‭ ‬

سهاماً‭ ‬في‭ ‬خاصرة‭ ‬خفافيش‭ ‬الشعر

‭ ‬بفارغ‭ ‬صبر‭.. ‬

في‭ ‬عُمق‭ ‬صرخات‭ ‬يوم‭ ‬جديد‭.. ‬

وقتها‭.. ‬

سيرهف‭ ‬السمع‭ ‬شعراء‭ ‬الحرية‭ ‬

الراقدون‭ ‬تحت‭ ‬تراب‭ ‬الحروف‭ ‬،

‭.. ‬رغم‭ ‬نباح‭ ‬كلاب‭ ‬السلاطين

في‭ ‬كل‭ ‬بلاد‭ ‬حائرة‭ ‬بصوت‭ ‬ديكتاتور‭ ‬

يُغتالُ‭ ‬صوت‭ ‬أبجدية‭ ‬الحرية‭!! ‬

‭***     ***  ‬

‭.. ‬أحيانا

تلاحقنا‭ ‬في‭ ‬دروب‭ ‬المنافي‭ ‬لعنات‭ ‬

مِن‭ ‬مَن‭ ‬لم‭ ‬يختاروا‭ ‬الطريق‭.. ‬

ظلت‭ ‬اوتارهم‭ ‬مكسورة‭ ‬على‭ ‬قارعة‭ ‬الطرق‭ ‬المنسية،‭ ‬

لا‭ ‬تردد‭ ‬أغنية‭ ‬بحث‭ ‬عن‭ ‬صباحات‭ ‬وطن

عن‭ ‬سر‭ ‬خلود‭ ‬جلجامش‭.. ‬

امتطوا‭ ‬ظهران‭ ‬حميرهم‭.. ‬

قبلوا‭ ‬قلب‭ ‬كرسيٍ‭ ‬مزيف‭.. ‬

وأنت‭ ‬أيها‭ ‬الشاعر‭..‬

بقيتَ‭ ‬ماشياً‭ ‬وتصلي‭ ‬للقبلة‭ ‬والهدف‭..‬

تُهددْ‭ ‬أوجاعك‭ ‬على‭ ‬بوابات‭ ‬المدن‭ ‬العتيقة‭.. ‬

تَشقى‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬عطر‭ ‬الحرية‭  ‬

في‭ ‬أوطان‭ ‬الدفء‭ ‬والانعتاق

ورائحة‭ ‬التراب‭ ‬والمطر‭ ‬والنعناع‭!! ‬

‭***     ***‬

الموصل‭ ..  ‬

مدينة‭ ‬الطفولة

كانت‭ ‬جحافل‭ ‬الاوجاع‭ ‬كالامواج‭ ‬تصارعني‭ ‬

في‭ ‬ظلمة‭ ‬ليلٍ‭ ‬لايطاق‭ ‬،

انها‭ ‬الحرب‭ ‬ومخيلتي‭ ‬مليئة‭ ‬بمناظر‭ ‬الموت‭.. ‬ومسامعي‭ ‬

بأصوات‭ ‬الرصاص‭. ‬

رمقت‭ ‬الماضي‭ ‬وبلعت‭ ‬ريقي‭.. ‬

وها‭ ‬انا‭ ‬اليوم‭ ‬الطائر‭ ‬في‭ ‬سموات‭ ‬الشعر،‭ ‬

والخبز‭ ‬الاسمر‭ ‬والقهوة‭ ‬الايطالية

‭ ‬في‭ ‬جزيرة‭ (‬بورانو‭)*‬

لكن‭ ‬ذكريات‭ ‬الطفولة‭ ‬والموصل‭ ‬تلاحقني

كلما‭ ‬وضعت‭ ‬رأسي‭ ‬على‭ ‬وسادتي‭. ‬

الموصل‭ ..‬مدينة‭ ‬الخير‭ ‬والفقراء‭ ‬والنقاء

لم‭ ‬تُدفن‭ ‬فيها‭ ‬الحياة‭ ‬والانسانية‭ ‬

مدينة‭ ‬زخات‭ ‬المطر‭ ‬،‭ ‬

وعلى‭ ‬أبوابها‭ ‬سكاكر‭ (‬عبدالبرجس‭)**‬

درب‭ ‬العبور‭ ‬للقادمين‭ ‬لأحضان‭ ‬مدينة‭ ‬الحلم‭ ‬

والعمر‭ ‬والانبياء‭!!‬‭ ‬

بورانو‭…‬جزيرة‭ ‬تقع‭ ‬في‭ ‬البحر‭ ‬المتوسط‭ ‬في‭ ‬ايطاليا‭ ‬بالقرب‭ ‬من‭ ‬البندقية‭ ‬ومشهورة‭ ‬ببيوتها‭ ‬الملونة‭ ‬واشبه‭ ‬بمتحف‭ ‬كبير‭.‬

عبدالبرجس‭..‬رجل‭ ‬بوهيمي‭ ‬عاش‭ ‬في‭ ‬منطقة‭ ‬باب‭ ‬سنجار‭ ‬وكان‭ ‬يوزع‭ ‬السكاكر‭ ‬على‭ ‬المارة‭ ‬وقد‭ ‬تم‭ ‬ذكره‭ ‬ضمن‭ ‬ارشيف‭ ‬اعمال‭ ‬الادباء‭ ‬والشعراء‭ ‬في‭ ‬مدينة‭ ‬الموصل‭.‬


مشاهدات 417
الكاتب بدل رفو
أضيف 2024/03/08 - 11:23 PM
آخر تحديث 2024/07/24 - 8:42 PM

تابعنا على
إحصائيات الزوار
اليوم 313 الشهر 11676 الكلي 9373748
الوقت الآن
السبت 2024/7/27 توقيت بغداد
ابحث في الموقع
تصميم وتطوير