الزمان - طبعة العراق - عربية يومية دولية مستقلة
www.Azzaman-Iraq.com
عشرة أعوام على تهجير مسيحيي الموصل

بواسطة azzaman

هل تعود الثقة إذا توافرت سبل العودة ؟

عشرة أعوام على تهجير مسيحيي الموصل

 

الموصل - سامر الياس سعيد

في منتصف تموز (يوليو ) من عام 2014 وبعد شهر ونيف من سيطرة تنظيم داعش على مدينة الموصل  اصدر التنظيم المذكور بيانا يدعو فيه مسيحيي المدينة لمغادرتها بالتزامن مع قيام عناصره بوضع حرف النون على منازل المسيحيين في اختصار لكلمة نصارى مع عبارة عقارات الدولة الاسلامية في اشارة لمصادرة تلك البيوت والحواضر  الخاصة بالمسيحيين الامر  الذي عده المسيحيون مؤشرا على طردهم وتهجيرهم من المدينة التي امتد حضورهم فيها  لقرابة الالف عام  حتى اعتبر ذلك الحضور تاريخيا لاقوام برزت في المدينة  كالحضارة الاشورية وبقايا تلك الحضارة التي امتدت  لتشهد  اثارا دلت على التواجد المسيحي منذ القرن الثالث ومطلع القرن الرابع الميلادي  من خلال عدد من الاديرة والمعابد المسيحية التي مازالت الى يومنا هذا كدير مار متى الرابض على قمل جبل الفاف  حيث كان يدار من نحو الف راهب  تناوبوا على التجول بين الجبال هربا من الاضطهادات ومن محطات  الحياة القاسية  واليوم يمضي المسيحيون عامهم العاشر في حضرة النزوح فبالرغم من عودة عوائل مسيحية الى المدينة فان اعدادها لاتقارب ذلك الحضور الذي ناهز ال500 الف في اخر احصائية غير رسمية عادة ما تستعـــين بها الكنائس للاشارة الى ان بعض احياة الموصل ولدت مسيحية من خلال  استقرار السكان فيها.

 فعلى سبيل المثال نشا حي الدواسة في الجانب الايمن من مدينة الموصل وذلك في اربعينيات القرن الماضي على اثر  لجوء عوائل مسيحية  نازحة من مناطق الشمال لاسيما بعد ارتكاب مذبحة سميل التي اودت بنحو الف مواطن مسيحي في صيف عام 1933 الى جانب  كثافة مسيحية  في مناطق قديمة بالمدينة مثل منطقة الساعة والميدان  والتي تعدان نبض الجانب الايمن وروح المدينة القديمة لمدينة الموصل  فماذا يقول المسيحيين عن  اجواء العام العاشر لابتعادهم عن المدينة .

 حيث يشير مفيد توما  الى انه عاش تلك الاعوام الماضية بجسد بلا روح فتاريخ الاباء والاجداد لايمكن ان يمحى  ومازلنا نشعر بتبدل الهواء الذي نستنشقه حال عودتنا للموصل وكاننا نعود بالذكريات لسنوات حضورنا فيها الا ان الواقع غير مسر في مؤشرات عودتنا للكثير من المؤشرات التي ارهقتنا طيلة السنوات التي سبقت سيطرة تنظيم داعش والتي  جعلتنا لانشعر بالثقة في امكانية استئناف حياتنا في المدينة  .

مناورات سياسية

اما سالم كوركيس فقال سئمنا  المناورات السياسية التي كان من نتائجها الاطاحة بنا كمسيحيين من مدينة الموصل واليوم  لايقل الفارق عما كنا نشعر به من غياب الامان فهنالك ارباب السياسة الذين لايهمهم الا مصالحهم  ولاياتي على تفكيرهم بان مئات المسيحيين خرجوا من المدينة في يوم شديد الحرارة وساروا على اقدامهم دون اي اعادة اعتبار لعودتهم التي يراها البعض بشكل كمالي دون ان يفكر بان مسيحيي الموصل هم من ارباب المدينة ولهم بصماتها فيها  واستذكر نافع عبد الاحد العديد من البصمات المسيحية في المدينة مستنكرا بان اغلب تلك البصمات لم تكرم في مدينتها  سواء باطلاق اسمها على شارع او يقام لها نصب استذكاري  وبقيت محاولات التكريم مقتصرة على انشطة خاصة بمؤسسات خاصة وتسهم بشكل مجاملة  او للاعلام في الاسهام بمنح مؤشر لايسر للمسيحيين بان مكانتهم باقية فيما لفت مواطن مسيحي اخر يدعى عبد الكريم سالم  الى  انقسام الطوائف المسيحية لقسمين بشان العودة فهنالك طوائف تسعى لتاهيل الكنائس لاستقطاب المسيحيين فيما هنالك طوائف اخرى لم تباشر بتاهيل اي كنيسة من كنائسها كونها لاتفكر بجدوى عودة المسيحيين للمدينة  حيث مازالت بيوتهم مهجورة  وخالية من اي نبض يمكن ان يعيدهم الى ما كانوا عليه قبل حلول منتصف تموز من عام 2014 .


مشاهدات 148
أضيف 2024/07/09 - 3:48 PM
آخر تحديث 2024/07/15 - 9:04 PM

تابعنا على
إحصائيات الزوار
اليوم 142 الشهر 6915 الكلي 9368987
الوقت الآن
الثلاثاء 2024/7/16 توقيت بغداد
ابحث في الموقع
تصميم وتطوير