فاتح عبد السلام
منذ اكثر من عقد من الزمان تتكرر الهجمات الإسرائيلية على اهداف مختلفة في سوريا من دون ان تستثني منطقة فيها، و وتتركز الهجمات غالباً حول دمشق، وأحيانا تقع في وسطها ضربات جوية او صاروخية، وتقول التقارير المؤكدة التي تلي تلك الهجمات انّ المستهدف هو تجمع او مركز او مستودع سلاح وذخيرة لفصائل مسلحة تابعة للحرس الثوري الإيراني وبعضها لحزب الله اللبناني. ولا توجد علامات على توقف هذا المسار من الهجمات الذي لم تكن سوريا تعرفه قبل ان تنزلق الى تلك الحرب الداخلية والمدفوعة من الخارج منذ أكثر من ثلاث عشرة سنة.
انتقال الهجمات الى العراق وبغداد تحديداً، سواء من خلال ضربات أمريكية معلنة أو ربما إسرائيلية لاحقاً، وعلى اهداف من ذات الطبيعة الموجودة في سوريا مع اختلاف العناوين والواجهات، إنّما سينقل العراق الى مرحلة سريعة ومتشظية من عدم الاستقرار والتدهور الأمني ، وسوف ينعكس ذلك في حال تطور خطه البياني التصاعدي على عجلة الاقتصاد وطموحات الاستثمار الأجنبي التي لا تزال في مرحلة الامنيات غالباً.
إنّ الموكلين بالسلطة في العراق أمام مسؤولية تاريخية في منع تحول العراق الى ساحة تصفيات أو استعراض قوى، وانّ هذه السلطات تواجه استحقاق رسم خطة سلام تقودها “مرجعية” دستورية واحدة، لها الكلمة الفصل في تسيير شؤون البلد وتحديد بوصلة علاقاته الدولية، وبعد ذلك يكون العراق بيده حجة في مقارعة جميع أنواع “المعتدين” على أراضيه وأجوائه وسيادته في المحافل الدولية.
هناك صفحة مطلوب إنجازها محليا قبل كل شيء، ومن خلال رؤية سياسية وطنية مشتركة تضع مصالح العراق العليا أولاً، وتمنع الحديث او العمل او التصرف، قولاً وفعلاً، بالنيابة عن الوضع الدستوري العراقي الرسمي. انّ الفشل في الوصول الى هذه المرحلة سيضع العراق في فوهة المدفع، وسوف تختلط الأوراق ونجد حينها الجميع يهربون الى امام في مشهد تداعياته متوقعة وتلوح في الأفق.
رئيس التحرير-الطبعة الدولية