الزمان - طبعة العراق - عربية يومية دولية مستقلة
www.Azzaman-Iraq.com
الفنان‭ ‬فاضل‭ ‬عواد‭ ‬في‭ ‬حديث‭ ‬الذكريات‭ ‬مع (الزمان).. ‬من‭ ‬ركن‭ ‬الهواة‭ ‬الى‭ ‬نيل‭ ‬أستاذية‭ ‬الأدب‭ ‬

بواسطة azzaman

الفنان‭ ‬فاضل‭ ‬عواد‭ ‬في‭ ‬حديث‭ ‬الذكريات‭ ‬مع (الزمان).. ‬من‭ ‬ركن‭ ‬الهواة‭ ‬الى‭ ‬نيل‭ ‬أستاذية‭ ‬الأدب‭ ‬

السبعينات‭ ‬الفترة‭ ‬الذهبية‭ ‬للأغنية‭ ‬العراقية‭..‬ وزهرات‭ ‬عمر‭ ‬المختار‭ ‬قادتني‭ ‬لمقابلة‭ ‬القذافي‭ ‬

 

اجرت‭ ‬الحوار‭ -‬هدير‭ ‬الجبوري‭ ‬

جزء‭ ‬كبير‭ ‬من‭ ‬الغناء‭ ‬العراقي‭ ‬الأصيل‭ ‬يرتسم‭ ‬امام‭ ‬ناظري‭ ‬وانا‭ ‬اتجه‭ ‬لاجراء‭ ‬حوار‭ ‬مع‭ ‬الفنان‭ ‬الكبير‭ ‬الدكتور‭ ‬فاضل‭ ‬عواد‭ ‬أحد‭ ‬ابرز‭ ‬نجوم‭ ‬الاغنية‭ ‬السبعينية‭ ‬العراقية‭ ‬وهو‭ ‬احد‭ ‬الكنوز‭ ‬الفنية‭ ‬والذي‭ ‬ارتبطت‭ ‬اغانيه‭ ‬مع‭ ‬اجمل‭ ‬ذكريات‭ ‬العائلة‭ ‬العراقية‭ ‬،وظلت‭ ‬اغنيته‭ -‬لاخبر‭ ‬لاجفية‭ ‬لاحامض‭ ‬حلو‭ ‬لاشربت‭ – ‬تتقافز‭ ‬كلماتها‭ ‬وموسيقاها‭ ‬امامي‭ ‬وانا‭ ‬انوي‭ ‬الحديث‭ ‬معه‭ ‬،‭  ‬وبعد‭ ‬ابتعاد‭ ‬طويل‭ ‬عن‭ ‬وسائل‭ ‬الاعلام‭ ‬وتحاشي‭ ‬اللقاءات‭ ‬التلفزيونية‭ ‬والصحفية‭ ‬وتفرغه‭ ‬للعمل‭ ‬الاكاديمي‭ ‬في‭ ‬التدريس‭ ‬باحدى‭ ‬الجامعات‭ ‬العراقية‭ ‬وافق‭ ‬وبكل‭ ‬حب‭ ‬على‭ ‬اجراء‭ ‬هذا‭ ‬الحوار‭ ‬الصحفي‭ ‬الخاص‭ ‬لجريدة‭ ‬الزمان‭ ‬مرحبا‭ ‬بي‭ ‬وبكل‭ ‬كادر‭ ‬الجريدة‭ ‬التي‭ ‬يقدرها‭ ‬كثيرا‭ ‬وكان‭ ‬هذا‭ ‬اللقاء‭ ‬الذي‭ ‬سلط‭ ‬من‭ ‬خلاله‭ ‬الضوء‭ ‬على‭ ‬صفحات‭ ‬من‭ ‬تاريخ‭ ‬طويل‭ ‬وغني‭ :‬

فاضل‭ ‬عواد‭ ‬ولِد‭ ‬في‭ ‬بغداد‭ ‬باحد‭ ‬أحيائها‭ ‬المعروفة‭ ‬بودنا‭ ‬ان‭ ‬تستعرض‭ ‬لنا‭ ‬وللقارئ‭ ‬نبذة‭ ‬عن‭ ‬نشأتك‭ ‬وطفولتك‭ ‬قبل‭ ‬ان‭ ‬ننطلق‭ ‬للحديث‭ ‬عن‭ ‬الدخول‭ ‬الاول‭ ‬لمضمار‭ ‬الفن‭ ‬والغناء؟

انا‭ ‬من‭ ‬منطقة‭ ‬الكرخ‭/ ‬محلة‭ ‬الفحامة‭ ‬ولدت‭ ‬في‭ ‬اربعينات‭ ‬القرن‭ ‬الماضي‭ ‬والمدارس‭ ‬الابتدائية‭ ‬التي‭ ‬درست‭ ‬فيها‭ ‬هي‭: ‬مدرسة‭ ‬المشاهدة‭ ‬والنجابة‭  ‬والجنيد‭  ‬ومدرسة‭ ‬التربية‭ ‬الاسلامية‭.‬

في‭ ‬حياة‭ ‬كل‭ ‬فنان‭ ‬مرحلة‭ ‬عمرية‭ ‬يكتشف‭ ‬فيها‭ ‬موهبته‭ ‬الاولية،‭ ‬فمتى‭ ‬اكتشف‭ ‬الدكتور‭ ‬فاضل‭ ‬عواد‭ ‬انه‭ ‬يمتلك‭ ‬موهبة‭ ‬الغناء‭ ‬وان‭ ‬صوته‭ ‬يحمل‭ ‬هذه‭ ‬الجمالية‭ ‬التي‭ ‬ستمكنه‭ ‬لاحقا‭ ‬من‭ ‬أن‭ ‬يصبح‭ ‬مغنيا؟

اول‭ ‬ظهوري‭ ‬في‭ ‬برنامج‭ ‬ركن‭ ‬إلهواة‭ ‬والذي‭ ‬كان‭ ‬يقدمه‭ ‬ألمخرج‭ ‬ألتلفزيوني‭ ‬الراحل‭ ‬كمال‭ ‬عاكف‭ ‬سنة‭ ‬‮١٩٦٣‬م‭ ‬ثم‭ ‬أصبحت‭ ‬عضو‭ ‬كورس‭ ‬البرنامج‭ ‬لمدة‭ ‬خمس‭ ‬سنوات‭ ‬ثم‭ ‬تقدمت‭ ‬للاختبار‭ ‬لأكون‭ ‬مطربا‭ ‬فنجحت‭ ‬في‭ ‬الاختبار‭ ‬ولكن‭ ‬جعلوني‭ ‬عضو‭ ‬كورس‭ ‬الاذاعة‭ ‬لمدة‭ ‬ستة‭ ‬أشهر‭ ‬ثم‭ ‬تم‭ ‬الاعتراف‭ ‬بي‭ ‬مطرباً‭ ‬سنة‭ ‬‮١٩٦٨‬م‭ ‬بأغنية‭( ‬لا‭ ‬خبر‭) ‬من‭ ‬كلمات‭ ‬الراحل‭ ‬زميلي‭ ‬في‭ ‬معهد‭ ‬إعداد‭ ‬المعلمين‭ ‬بمنطقة‭ ‬الاعظمية‭ ‬طارق‭ ‬ياسين‭ ‬وألحان‭ ‬الفنان‭ ‬الراحل‭ ‬حسين‭ ‬السعدي‭ ‬رحمهم‭ ‬الله‭ ‬سبحانه‭ ‬جميعا

كما‭ ‬هو‭ ‬معروف‭ ‬في‭ ‬السيرة‭ ‬الذاتية‭ ‬أنك‭ ‬كنت‭ ‬من‭ ‬الطلاب‭ ‬المميزين‭ ‬في‭ ‬الثانوية‭ ‬ونلت‭ ‬درجات‭ ‬عالية‭ ‬بعد‭ ‬اكمالها‭ ‬فما‭ ‬الذي‭ ‬جعلك‭ ‬تصر‭ ‬على‭ ‬اختيار‭ ‬معهد‭ ‬المعلمين‭ ‬لتكمل‭ ‬دراستك‭ ‬فيه‭ ‬ومعدلك‭ ‬كان‭ ‬يؤهلك‭ ‬لان‭ ‬يتم‭ ‬قبولك‭ ‬في‭ ‬كلية‭ ‬مناسبة‭ ‬وهل‭ ‬تعتقد‭ ‬ان‭ ‬في‭ ‬اختيارك‭ ‬هذا‭ ‬شئ‭ ‬من‭ ‬الظلم‭ ‬قد‭ ‬طال‭ ‬مرحلة‭ ‬مهمة‭ ‬من‭ ‬حياتك‭ ‬واغتال‭ ‬حلما‭ ‬لك‭ ‬فيها؟

منذ‭ ‬طفولتي‭ ‬وأنا‭ ‬اعتمد‭ ‬على‭ ‬نفسي‭ ‬واخترت‭ ‬معهد‭ ‬أعداد‭ ‬المعلمين‭ ‬لاختصار‭ ‬الفترة‭ ‬الزمنية‭ ‬والحصول‭ ‬على‭ ‬الراتب‭ ‬وقد‭ ‬أساء‭ ‬أحد‭ ‬الإعلاميين‭ ‬الي‭ ‬كثيرا‭ ‬بأنني‭ ‬دخلت‭ ‬القسم‭ ‬الداخلي‭ ‬للحصول‭ ‬على‭ ‬الخمسة‭ ‬دنانير‭ ‬كي‭ ‬اعطيها‭ ‬لعائلتي‭ ‬الفقيرة‭ ‬،فانا‭ ‬لم‭ ‬أكن‭ ‬فقيراً‭ ‬ونحن‭ ‬أربعة‭ ‬اخوة‭ ‬عزاب‭ ‬نشتغل‭ ‬جميعا‭ ‬وكنت‭ ‬طالبا‭ ‬خارجيا‭ ‬وكنت‭ ‬إلاول‭ ‬على‭ ‬الدورة‭ ‬بمعدل‮٥‬‭/ ‬‮٩٦‬‭   ‬لهذا‭ ‬تم‭ ‬تعييني‭ ‬في‭ ‬بغداد‭ ‬سنة‮١٩٦٧‬م‭.‬

هل‭ ‬دخولك‭ ‬الفن‭ ‬جاء‭ ‬مصادفة‭ ‬ام‭ ‬كان‭ ‬بقرار‭ ‬مسبق‭ ‬ومتى‭ ‬كان‭ ‬ذلك‭ ‬حدثنا‭ ‬عن‭ ‬ذلك‭ …‬وهل‭ ‬اتجهت‭ ‬للغناء‭ ‬وانت‭ ‬مازلت‭ ‬طالبا‭ ‬في‭ ‬معهد‭ ‬اعداد‭ ‬المعلمين‭ ‬وهل‭ ‬تسبب‭ ‬ذلك‭ ‬في‭ ‬التأثير‭ ‬على‭ ‬سير‭ ‬الدراسة‭ ‬؟

‭: ‬لم‭ ‬أفكر‭ ‬يوما‭ ‬ما‭ ‬أن‭ ‬اكون‭ ‬مطربا‭ ‬بل‭ ‬الصدفة‭ ‬هي‭ ‬التي‭ ‬جعلتني‭ ‬أشارك‭ ‬هاويا‭ ‬باغنية‭ ‬واحدة‭ ‬في‭ ‬برنامج‭ ‬ركن‭ ‬إلهواة‭ ‬ألتلفزيوني‭ ‬للفنان‭ ‬معن‭ ‬دندشي‭/ ‬اهلا‭ ‬وسهلا‭ ‬ابعودة‭ ‬الغياب‭ ‬ثم‭ ‬توالت‭ ‬النجاحات‭ ‬تباعا‭ ‬واخذت‭ ‬اغني‭ ‬في‭ ‬النوادي‭ ‬الاجتماعية‭ ‬الراقية‭ ‬مع‭ ‬كبار‭ ‬ألفنانين‭ ‬الرواد‭ ‬كنادي‭ ‬المنصور‭ ‬والعلوية‭ ‬وجمعية‭ ‬المهندسين‭ ‬وجميع‭ ‬النقابات‭ ‬آنذاك‭ ‬وانا‭ ‬هاو‭ ‬ولست‭ ‬مطربا‭ ‬حتى‭ ‬أصبحت‭ ‬مكافأة‭ ‬النقدية‭ ‬مساوية‭ ‬لهم‭…‬

هل‭ ‬تعتبر‭ ‬ان‭ ‬برنامج‭ ‬ركن‭ ‬الهواة‭ ‬الذي‭ ‬قام‭ ‬بتعريف‭ ‬الجمهور‭ ‬بك‭ ‬كان‭ ‬هو‭ ‬من‭ ‬المراحل‭ ‬الاساسية‭ ‬لارساء‭ ‬الخطوات‭ ‬الاولى‭ ‬لمسيرة‭ ‬فاضل‭ ‬عواد‭ …‬وهل‭ ‬تعتبر‭ ‬ان‭ ‬اغنية‭ ‬لاخبر‭ ‬التي‭ ‬قدمتها‭ ‬بهذا‭ ‬البرنامج‭ ‬هي‭ ‬الانطلاقة‭ ‬الحقيقية‭ ‬لك‭ ‬وكيف‭ ‬خدمتك‭ ‬الصدفة‭ ‬لان‭ ‬يقع‭ ‬عليك‭ ‬الاختيار‭ ‬لتغني‭ ‬هذه‭ ‬الاغنية‭…‬

لولا‭ ‬برنامج‭ ‬ركن‭ ‬إلهواة‭ ‬لما‭ ‬أصبحت‭ ‬مطربا‭ ‬ابدا‭ ‬إذ‭ ‬كان‭ ‬من‭ ‬أهم‭ ‬البرامج‭ ‬التلفزيونية‭ ‬التي‭ ‬ينتظرها‭ ‬الجمهور‭ ‬العراقي‭ ‬في‭ ‬ستينيات‭ ‬القرن‭ ‬الماضي‭ ‬ومن‭ ‬ركن‭ ‬إلهواة‭ ‬ظهر‭ ‬الفنانون‭ ‬منهم‭: ‬الراحل‭ ‬حسين‭ ‬السعدي‭ ‬والراحل‭ ‬جاسم‭ ‬الخياط‭ ‬وفخري‭ ‬عمر‭ ‬والفنان‭ ‬الاثوري‭ ‬الراحل‭ ‬ادور‭ ‬يوسف‭ ‬المعروف‭ ‬ب‭( ‬بيبا‭) ‬وكذلك‭ ‬الفنان‭ ‬جاسم‭ ‬شرف‭ ‬وغيرهم

بعد‭ ‬اغنية‭ “‬لاخبر‭” ‬تغيرت‭ ‬مسيرة‭ ‬فاضل‭ ‬عواد‭ ‬واصبحت‭ ‬اغنياته‭ ‬من‭ ‬أجمل‭ ‬الاغاني‭ ‬البغدادية‭ ‬السبعينية‭ ‬يرددها‭ ‬الكثيرون‭ ‬من‭ ‬جمهوره‭ ‬الواسع‭.. ‬هل‭ ‬تعتقد‭ ‬ان‭ ‬الاغنية‭ ‬السبعينية‭ ‬هي‭ ‬أفضل‭ ‬مراحل‭ ‬الاغنية‭ ‬العراقيةحقا؟

‭ ‬نعم‭ ‬تعد‭ ‬الفترة‭ ‬السبعينية‭ ‬هي‭ ‬الفترة‭ ‬الذهبية‭  ‬للحركة‭ ‬الموسيقية‭ ‬الغنائية‭ ‬باعتراف‭ ‬كبار‭ ‬النقاد‭ ‬الأكاديميين‭  ‬واصحاب‭ ‬الذوق‭ ‬الراقي‭ ‬والمتابعين‭ ‬من‭ ‬الاعلاميين‭ ‬أرباب‭ ‬الاختصاص‭ ‬والخبرة‭ ‬الميدانية‭ ‬وذلك‭ ‬لظهور‭ ‬موجة‭ ‬من‭ ‬المبدعين‭ ‬من‭  ‬شعراء‭  ‬وملحنين‭ ‬ومطربين‭ ‬جدد‭ ‬قدموا‭ ‬نتاجا‭ ‬جديدا‭ ‬غير‭ ‬مطروق‭ ‬إذ‭ ‬كانت‭ ‬الأغنية‭ ‬البغدادية‭ .‬

تعتمد‭ ‬على‭ ‬مقام‭  ‬واحد‭ ‬و‭ ‬الإيقاع‭  ‬واحد‭ ‬لا‭ ‬يتغير‭ ‬منذ‭ ‬البداية‭ ‬حتى‭ ‬النهاية‭ ‬ولكن‭ ‬الأغنية‭. ‬حققت‭ ‬على‭ ‬المستوى‭ ‬العلمي‭ ‬الاكاديمي‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬طموحك‭ ‬فماذا‭ ‬درست‭ ‬وتخصصت‭ ‬بعدها؟

انا‭ ‬افضل‭ ‬دائما‭ ‬ذكر‭ ‬المراحل‭ ‬الدراسية‭ ‬التي‭ ‬مررت‭ ‬بها‭ ‬وهي‭ ‬كالاتي‭: ‬حصلت‭ ‬علي‭ ‬شهادة‭ ‬الدبلوم‭ ‬من‭ ‬معهد‭ ‬أعداد‭ ‬المعلمين‭ ‬في‭ ‬الاعظمية‭ ‬سنة‭ ‬‮١٩٦٧‬م‭ ‬وكنت‭ ‬الاول‭ ‬على‭ ‬الدورة‭/  ‬في‭ ‬سنة‭ ‬‮١٩٧٤‬م‭ ‬حصلت‭ ‬على‭ ‬شهادة‭ ‬البكالوريوس‭ ‬في‭ ‬ألأدب‭ ‬العربي‭ ‬من‭ ‬الجامعة‭ ‬المستنصرية‭/ ‬في‭ ‬سنة‭ ‬‮١٩٨٢‬م‭ ‬حصلت‭ ‬على‭ ‬شهادة‭ ‬الماجستير‭ ‬في‭ ‬آداب‭ ‬اللغة‭ ‬العربية‭ ‬من‭ ‬جامعة‭ ‬بغداد‭ ‬بدرجة‭ ‬جيد‭ ‬جدا‭/ ‬في‭ ‬سنة‭ ‬‮١٩٩٠‬م‭ ‬حصلت‭ ‬على‭ ‬شهادة‭ ‬الدكتوراه‭ ‬من‭ ‬الجامعة‭ ‬المستنصرية‭ ‬بدرجة‭ ‬جيد‭ ‬جدا‭/ ‬وفي‭ ‬سنة‭ ‬‮٢٠١٥‬‭ ‬حصلت‭ ‬على‭ ‬درجة‭ ‬أستاذ‭ ‬مساعد‭  ‬بعد‭ ‬كتابة‭ ‬ثلاثة‭ ‬بحوث‭ ‬علمية‭ ‬ونشرها‭ ‬بمجلات‭ ‬علمية‭ ‬وهنا‭ ‬يجوز‭ ‬لي‭ ‬أن‭ ‬اكون‭ ‬عميد‭ ‬كلية‭  ‬ولكن‭ ‬بعدها‭ ‬يجب‭ ‬التوقف‭ ‬عن‭ ‬النشر‭ ‬لمدة‭ ‬خمس‭ ‬سنوات‭ ‬قانونيا‭/ ‬لهذا‭ ‬بدأت‭ ‬بكتابة‭ ‬خمسة‭ ‬بحوث‭ ‬علمية‭ ‬سنة‮٢٠٢٠‬م‭ ‬وتقيم‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬أساتذة‭ ‬خبراء‭  ‬فقبلت‭ ‬جميعها‭ ‬ونشرت‭ ‬في‭ ‬المجلات‭ ‬العلمية‭ ‬ولكن‭ ‬بعد‭ ‬نشرها‭ ‬قدمت‭ ‬للجامعة‭ ‬العراقية‭ ‬التوأم‭ ‬مع‭ ‬كلية‭ ‬السلام‭ ‬لتقدم‭ ‬لأساتذة‭ ‬الاختصاص‭ ‬لاجازتها‭ ‬من‭ ‬داخل‭ ‬العراق‭ ‬وخارجه‭ ‬فأجيزت‭ ‬جميعها‭ ‬داخلا‭ ‬وخارجا‭ ‬وسلمني‭ ‬الأخ‭ ‬العزيز‭ ‬البروفسور‭ ‬علي‭ ‬الجبوري‭ ‬رئيس‭ ‬الجامعة‭  ‬مشكورا‭ ‬بيده‭ ‬البيضأء‭ ‬شهادة‭ ‬الاستاذية‭/ ‬بروفسور‭ ‬في‭ ‬آداب‭ ‬اللغة‭ ‬العربية‭ ‬سنة‭ ‬‮٢٠٢٢‬م‭ ‬والحمد‭ ‬لله‭ ‬تعالى

في‭ ‬مرحلة‭ ‬من‭ ‬مراحل‭ ‬مسيرتك‭ ‬الفنية‭ ‬اتجهت‭ ‬الى‭ ‬الانشاد‭ ‬الديني‭ ‬والقصائد‭ ‬الصوفية‭ ‬فهل‭ ‬كنت‭ ‬تجد‭ ‬في‭ ‬نفسك‭ ‬ميل‭ ‬كبير‭ ‬لذلك‭ ‬وهل‭ ‬قيامك‭ ‬بالغناء‭ ‬بالفصحى‭ ‬نالت‭ ‬فيه‭ ‬اغانيك‭ ‬نفس‭ ‬المقدار‭ ‬من‭ ‬الشهرة‭ ‬الذي‭ ‬حققته‭(‬يانجوم‭ ‬صيرن‭ ‬كلايد‭ ‬و‭ ‬أتنه‭ ‬اتنه‭ ‬وحاسبينك‭ ‬وهلوا‭ ‬واحنا‭ ‬نهل‭ ‬ولاخبر‭ ‬وغيرها‭ ‬الكثير؟

أحببت‭ ‬التغيير‭ ‬والانتقال‭ ‬إلى‭ ‬بيئات‭ ‬أخرى‭ ‬ولم‭ ‬اعرف‭ ‬انني‭ ‬سأكون‭ ‬أحد‭ ‬شعراء‭ ‬جامعة‭ ‬بني‭ ‬وليد‭ ‬العريقة‭ ‬وانشر‭ ‬قصائدي‭ ‬في‭ ‬صحف‭ ‬بني‭  ‬وليد‭ ‬ومن‭ ‬ثم‭ ‬مشاركتي‭ ‬شاعرا‭ ‬في‭ ‬المناسبات‭ ‬الوطنية‭ ‬وأهمها‭ ‬ذكرى‭ ‬استشهاد‭  ‬الثائر‭ ‬ألوطني‭ ‬المجاهد‭ ‬الشيخ‭ ‬عمر‭ ‬المختار‭ ‬رحمه‭ ‬الله‭ ‬تعالى‭ ‬ضد‭ ‬الاحتلال‭ ‬الايطالي‭ ‬وألقيت‭ ‬أجمل‭ ‬قصيدة‭ ‬القيت‭  ‬أمام‭ ‬الجمهور‭ ‬الليبي‭ ‬الشقيق‭ ‬حتى‭ ‬بكى‭ ‬الكثيرون‭ ‬عند‭ ‬سماعها‭ ‬وهي‭ ‬طويلة‭ ‬منها‭.‬

وفي‭ ‬سلوق‭ ‬أرى‭ ‬المختار‭ ‬سارية‭/ ‬وتحت‭ ‬أخمصه‭ ‬الأوباش‭ ‬تحتضر‭/‬بشرى‭ ‬الشهادة‭ ‬جنات‭ ‬واوسمة‭/ ‬على‭ ‬الصدور‭ ‬بها‭ ‬الأحرار‭ ‬تبتشر‭/ ‬ما‭ ‬كان‭ ‬قيدا‭ ‬ولكن‭ ‬هذا‭ ‬موضعه‭/ ‬عقد‭ ‬الرجولة‭ ‬بالأطفال‭ ‬يفتخر‭/ ‬ايه‭ ‬شهيد‭ ‬العلى‭ ‬حدث‭ ‬فلا‭ ‬حرج‭/ ‬من‭ ‬جنة‭ ‬الخلد‭ ‬هذا‭ ‬اللون‭ ‬يا‭ ‬عمر‭!!!!‬وختمتها‭ ‬بقولي‭: ‬بدرأ‭ ‬ترى‭ ‬عمرا‭ ‬فانظر‭ ‬لطلعته‭/ ‬فهل‭ ‬رأيت‭ ‬سماء‭ ‬مالها‭ ‬قمر؟‭!!! ‬وفي‭ ‬المنام‭ ‬جاءني‭ ‬الشيخ‭ ‬عمر‭ ‬رحمه‭ ‬الله‭ ‬تعالى‭ ‬شاكرا‭ ‬أياي‭ ‬وأهدى‭ ‬لي‭ ‬اربع‭ ‬زهرات‭ ‬بيضاء‭ ‬ثم‭ ‬قال‭ ‬لي‭: ‬زر‭ ‬المعونة‭ ‬في‭ ‬سرت‭!! ‬ولم‭ ‬افهم‭ ‬ما‭ ‬أراد‭ ‬إلا‭ ‬بعد‭ ‬إرسال‭ ‬العقيد‭ ‬معمر‭ ‬القذافي‭ ‬الي‭ ‬يريد‭ ‬مقابلتي‭ ‬في‭ ‬مدينة‭ ‬سرت‭ ‬المشهورة‭ ‬بقوة‭ ‬ترسانتها‭ ‬العسكرية‭ ‬وفعلا‭ ‬تمت‭ ‬المقابلة‭ ‬وشكر‭ ‬جميع‭ ‬الأساتذة‭ ‬العراقيين‭ ‬الذين‭ ‬يدرسون‭ ‬في‭ ‬الجامعات‭ ‬الليبية‭ ‬وكذلك‭ ‬شكرته‭ ‬أيضا‭ ‬نيابة‭ ‬عنهم‭ ‬إذ‭ ‬استقبلنا‭ ‬الاخوة‭ ‬الليبيين‭ ‬استقبالا‭ ‬رائعا‭ ‬منذ‭ ‬دخولنا‭ ‬الحدود‭ ‬دون‭ ‬أن‭ ‬يفتشوا‭ ‬حقائبنا‭ ‬ذهابا‭ ‬وايابا‭ ‬وتحياتي‭ ‬لهم‭ ‬جميعا‭ ‬على‭ ‬حسن‭   ‬صنيعهم‭ ‬معنا‭ ‬وتعاملهم‭ ‬الأخوي‭ ‬معنا‭ ‬والحمد‭ ‬لله‭ .‬

هل‭ ‬كان‭ ‬للغربة‭ ‬التي‭ ‬عشت‭ ‬سنينا‭ ‬فيها‭ ‬تأثير‭ ‬على‭ ‬حياتك‭ ‬الفنية‭ ‬والشخصية‭ ‬وهل‭ ‬ترى‭ ‬ان‭ ‬الفنان‭ ‬العراقي‭ ‬تعرض‭ ‬لشئ‭ ‬كبير‭ ‬من‭ ‬الظلم‭ ‬خلال‭ ‬مسيرته‭ ‬الفنية‭ ‬أجبرته‭ ‬على‭ ‬الابتعاد‭ ‬عن‭ ‬الفن‭ ‬مؤقتا‭ ‬واختيار‭ ‬طرق‭ ‬ومسارات‭ ‬مخالفة‭ ‬لموهبته‭ ‬وحبه‭ ‬لفنه؟

‭::‬لكل‭ ‬فنان‭ ‬فلسفته‭ ‬الخاصة‭ ‬في‭ ‬الحياة‭  ‬وأكثر‭ ‬الفنانين‭ ‬الذين‭ ‬أجبروا‭ ‬على‭ ‬التغرب‭ ‬هم‭ ‬أصحاب‭ ‬الفكر‭ ‬السياسي‭ ‬الناضج‭ ‬إذ‭ ‬ان‭ ‬الفنان‭ ‬مرهف‭ ‬الحس‭ ‬عاشق‭ ‬للحرية‭ ‬لا‭ ‬يبدع‭ ‬مالم‭ ‬يكن‭ ‬حراَ‭ ‬فكرا‭ ‬وابداعا‭ ‬وما‭ ‬أن‭ ‬يشعر‭ ‬أنه‭ ‬ملاحق‭ ‬او‭ ‬عليه‭ ‬ضغوط‭ ‬ما‭ ‬فليس‭ ‬له‭ ‬الا‭ ‬الرحيل‭ ‬حفاظا‭ ‬على‭ ‬عقيدته‭ ‬السياسية‭ ‬واحتراما‭ ‬لانسانيته‭…‬

هل‭ ‬كنت‭ ‬تظن‭ ‬وانت‭ ‬تغني‭ ‬جنبا‭ ‬لجنب‭ ‬مع‭ ‬زميلك‭ ‬الفنان‭ ‬سعدون‭ ‬جابر‭ ‬في‭ ‬الكورس‭ ‬الغنائي‭ ‬لفرقة‭ ‬الانشاد‭ ‬وقبلها‭ ‬في‭ ‬حدائق‭ ‬السكك‭ ‬ان‭ ‬كليكما‭ ‬سيصبح‭ ‬له‭ ‬شأن‭ ‬كبير‭ ‬يوما‭ ‬ما‭ ‬وسيكون‭ ‬له‭ ‬بصمة‭ ‬لايمكن‭ ‬ازالتها‭ ‬من‭ ‬تاريخ‭ ‬الفن‭ ‬العراقي‭ ‬الذي‭ ‬كان‭ ‬وسيظل‭ ‬يفخر‭ ‬انكما‭ ‬من‭ ‬رواده؟

مستحيل‭ ‬أن‭ ‬نفكر‭ ‬بهذا‭ ‬الأمر‭ ‬الصعب‭ ‬تحقيقه‭ ‬آنذاك‭  ‬وكنا‭ ‬هواة‭ ‬لاغير‭.‬

هل‭ ‬فاضل‭ ‬عواد‭ ‬اليوم‭ ‬متفرغ‭ ‬للعمل‭ ‬الاكاديمي‭ ‬وفي‭ ‬اي‭ ‬جامعة‭ ‬تقوم‭ ‬بالتدريس‭ ‬فيها‭ ‬الان‭…‬وهل‭ ‬تجد‭ ‬راحة‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬التوجه‭ ‬والاستقرار‭ ‬فيه‭ ‬؟

نعم‭ ‬انا‭ ‬الان‭ ‬مستشار‭ ‬علمي‭ ‬بعد‭ ‬حصولي‭ ‬درجة‭ ‬الاستاذية‭ ‬ومدير‭ ‬تحرير‭ ‬مجلة‭ ‬كلية‭ ‬السلام‭ ‬العلمية‭ ‬وشاعر‭ ‬المؤتمرات‭ ‬والواجهة‭ ‬الاعلامية‭ ‬للكلية‭..‬

ماهي‭ ‬مؤلفات‭ ‬الدكتور‭ ‬فاضل‭ ‬عواد؟

ألفت‭ ‬كتب‭ ‬منهجية‭ ‬تدرس‭ ‬في‭ ‬الكلية‭ ‬وحسب‭ ‬المفردات‭ ‬المقررة‭ ‬من‭ ‬قبل‭  ‬وزارة‭ ‬التعليم‭ ‬الموقرة‭  ‬وهما‭ ‬للسنة‭ ‬الأولي‭ ‬والثانية‭: ‬الأدب‭ ‬الاسلامي‭/ ‬التصوف‭ ‬الاسلامي‭/ ‬و‭ ‬ألفت‭ ‬كتابي‭ ‬الموسوم‭( ‬المنقذ‭ ‬في‭ ‬علم‭ ‬العروض‭ ‬والقافية‭)  ‬من‮٤٨٧‬‭ ‬صفحة‭  ‬وطبع‭ ‬بمطبعة‭ ‬قنديل‭ ‬سنة‮٢٠٠٥‬م‭ ‬بعمان‭/ ‬الاردن‭/  ‬وهناك‭ ‬كتاب‭ ‬اخر‭ ‬مهيأ‭ ‬للطبع‭.‬

‭ ‬على‭ ‬يد‭ ‬من‭ ‬تعلمت‭ ‬العزف‭ ‬على‭ ‬آلة‭ ‬العود؟

على‭ ‬يد‭ ‬استاذي‭ ‬في‭ ‬معهد‭ ‬المعلمين‭ ‬الأستاذ‭ ‬أكرم‭ ‬رؤوف‭ ‬رحمه‭ ‬الله‭ ‬تعالى‭.  ‬والى‭ ‬هنا‭ ‬قال‭ ‬في‭ ‬النهاية‭ ‬الدكتور‭ ‬فاضل‭ ‬عواد‭ ‬انه‭ ‬انتهت‭ ‬رحلة‭ ‬السندباد‭ ‬الطيبة‭ ‬مع‭ ‬الصحفية‭ ‬الزميلة‭ ‬هدير‭ ‬الجبوري‭ ‬راجيا‭ ‬لها‭ ‬الموفقية‭ ‬والصحة‭ ‬والسعادة‭ ‬الدائمة‭ ‬أن‭ ‬شاء‭ ‬الله‭ ‬تعالى‭ ‬ولكل‭ ‬كادر‭ ‬الزمان‭ ‬دوام‭ ‬الموفقية‭ …‬


مشاهدات 743
أضيف 2024/07/05 - 10:11 PM
آخر تحديث 2024/11/20 - 10:20 PM

تابعنا على
إحصائيات الزوار
اليوم 24 الشهر 9495 الكلي 10052639
الوقت الآن
السبت 2024/11/23 توقيت بغداد
ابحث في الموقع
تصميم وتطوير