الزمان - طبعة العراق - عربية يومية دولية مستقلة
www.Azzaman-Iraq.com
معرض في موسكو يمجّد إنتصارات الجيش الروسي على مر القرون

بواسطة azzaman

الدولة الروسية تطلب الحصول على إثباتات عن مدى ولاء مواطنيها

معرض في موسكو يمجّد إنتصارات الجيش الروسي على مر القرون

 موسكو،( أ ف ب) - تستضيف قاعة في موسكو على مقربة من الساحة الحمراء الشهيرة، معرضاً بعنوان "نحن روس، الله معنا"، يضم مئات اللوحات، بينها أعمال فنية ضخمة يسعى أصحابها إلى التمجيد بـ"انتصارات" الجيش الروسي على مر القرون.ويجمع المعرض الذي يستمر حتى 25 حزيران/يونيو، لوحات وطنية ذات توجه قومي، بما ينسجم مع التيار الفني الواقعي المتوارث من حقبة القياصرة، ثم العصر السوفياتي، والتي ترمي إلى شحذ المشاعر الوطنية في أوج النزاع في أوكرانيا.ويقول رجل ذو شنب لحوالى أربعين طفلا ببزة سوداء هم تلامذة مدرسة عسكرية يزورون المعرض خلال رحلة مدرسية "قفوا هنا، بجانب هذه اللوحة التي تظهر أن نصرنا سيكون نهائياً".

ويقف وسط التلامذة فاسيلي نيستيرينكو (56 عاما)، معلّم الرسم الواقعي الروسي المعاصر، والفنان الحائز تكريمات بالجملة من فلاديمير بوتين.

التقاط صور

وقبل التقاط صورة بابتسامة عريضة مع الجنود المستقبليين، يرد الرسام ذو الشعر الأبيض والوجه الهادئ، على الأسئلة، موجهاً للحاضرين رسالة مفادها أن "الانخراط في السلك العسكري خيار دائم، يشبه عمل الفنانين".

وفيما يواجه الجيش الروسي عقبات في حربه على الاراضي الأوكرانية، يدعم الكرملين بشدة الأعمال الفنية التي تمجد بالروح القتالية وبفكرة النزاع الدفاعي بوجه كييف وحلفائها. وفي الموازاة، يقمع النظام الروسي الفنانين المنشقين.

فبسبب مواقف علنية معارضة للحرب، فقد مسؤولون في مؤسسات ثقافية عامة مناصبهم خلال الأشهر الأخيرة، في ظل طلب الدولة الروسية الحصول على إثباتات عن مدى ولاء مواطنيها لها. وقد أثبت فاسيلي نيسترينكو ولاءه هذا إلى حد كبير. فهذا الفنان المولود عام 1967 في أوكرانيا، صنع لنفسه اسماً من خلال لوحاته الدينية التي تزيّن جزءاً من كاتدرائية المسيح المخلص في موسكو، وأخيراً، أنجز أعمالاً تزدان بها جدران كنيسة كبيرة مخصصة للقوات المسلحة الروسية، افتُتحت عام 2020. منذ عام 2004? حصل نيتريسكو على لقب "فنان الشعب" الروسي، وهو شرف موروث عن الحقبة السوفياتية، ولديه مهام رسمية مهمة في المجال الثقافي. وصرح فاسيلي نيسترينكو لوكالة فرانس برس "عندما تبدأ المدافع في الكلام، يجب ألا نصمت"، وذلك مع انطلاقه في ورشة بشأن الالتزام السياسي للرسامين الأوروبيين العظماء في القرن التاسع عشر. وقد أمضى الرسام نفسه فترات بجانب القوات الروسية في أوكرانيا وسوريا للاستلهام في إنجاز لوحاته الزاخرة بالتفاصيل الدقيقة. وفي معرضه، تُظهر بعض الأعمال الركام والضحايا المدنيين، والبعض الآخر يعكس لمسات إنسانية.

لوحة رسالة

 ومن بين أعماله، لوحة "رسالة إلى أعداء روسيا" التي تصور جنوداً روس يضحكون أثناء التدخل في سوريا، ويكتبون خطاباً مستوحى من عمل شهير للرسام الروسي إيليا ريبين (1844-1930) يسلط الضوء على مشهد للقوزاق يكتبون إلى السلطان العثماني. يعلق فاسيلي نيسترينكو قائلا "لوحاتي العسكرية التاريخية خيّرة ومتفائلة ولا تظهر سواد الظلام مثل تلك التي أنجزها (الرسام الإسباني فرانسيسكو) غويا". لكن هل يُترجم ذلك من خلال إظهار الحرب على أنها تأتي بالمنفعة لروسيا؟ يجيب نيسترينكو "كل الحروب دفعت بوطننا إلى التجمّع والتركيز والقتال. لم يكن لدينا تاريخ آخر. لطالما خضنا الحروب. سواء ضد المغول أو البولنديين والسويديين والفرنسيين، ومرات عدة ضد الألمان". يقدم المعرض، بحسب توصيف الكرملين، التاريخ الروسي باعتباره سلسلة ضرورية من الحلقات العسكرية المجيدة. وتحتفل إحدى اللوحات المعروضة بضم روسيا شبه جزيرة القرم إلى أراضيها في عام 2014. ويعكس البعض الآخر مناظر طبيعية أو مشاهد من الكتاب المقدس.

ويدعم نيسترينكو الرسم التصويري الأوروبي الكلاسيكي الذي يعتبره مهدداً بشكل خطير، وهو رأي يذكّر بخطاب القوة الروسية حول الانحطاط المفترض للثقافة الغربية. ويقول فاسيلي نيسترينكو، الذي يواصل السفر بانتظام إلى أوروبا الغربية لزيارة المتاحف "أعتقد أن الوقت سيأتي قريباً عندما يكون هنا فقط (في روسيا) المكان الذي تُقدّر فيه ثقافتنا وفننا وديننا".


مشاهدات 92
أضيف 2023/05/29 - 4:59 PM
آخر تحديث 2023/09/26 - 1:08 AM

تابعنا على
إحصائيات الزوار
اليوم 282 الشهر 1097 الكلي 8907015
الوقت الآن
الثلاثاء 2023/10/3 توقيت بغداد
ابحث في الموقع
تصميم وتطوير