الـله بالخير رياضة
الفوز فرحة العراقيين
اكرام زين العابدين
الف مبارك لكل العراقيين الذين كانوا بحاجة لهذا الفوز والانتصار على المنتخب الاماراتي في مباراة دراماتيكية حسمت في الدقيقة الاخيرة من الوقت بدل الضائع ، وتجاوز الاسود الملحق الآسيوي وصولاً للملحق العالمي الذي سيجري في المكسيك خلال شهر اذار المقبل.
قد لا نختلف على أن الاداء الفني بالمباراة لم يكن بمستوى الطموح ، ولكن الأهم في المباريات الفاصلة والحاسمة هو تحقيق الفوز، وهذا ما حققه اسود الرافدين في ملحمة البصرة التي اكدت بلا شك بان المنتخب العراقي يمرض لكنه لا يموت وان القادم سيكون افضل ان شاء الله.
في الاوقات الصعبة تظهر بعض العلامات الايجابية التي تسهم في اعادة الأمل للحياة ، البعض لم يكن يتوقع بان المدرب الاسترالي العجوز ارنولد قادر على فعل المستحيل خلال الفترة القصيرة الماضية ، لان العمل الفني بشكل عام يحتاج الى وقت من اجل الوصول الى الاهداف. لكن حكاية الف ليلة وليلة الكروية كانت بحاجة لوجود رجل حكيم يسهم في اعادة ترتيب الاوراق في اللحظات الحرجة والحزينة وتحويلها الى لحظات فرح وابتسامة تعلو وجوه ابناء بلاد الرافدين وان تضاف ليلة الثلاثاء لهذه الليالي الاسطورية التي كتبها التاريخ وان يسجل فيها انها اسعدت 45 ميلون عراقي وكان بطلها مدربهم العجوز ولاعبيه الابطال . الكرة العراقية عاشت اسابيع حزينه منذ خسارة مباراة فلسطين الغير متوقعة بسبب رعونة وغباء الاسباني كاساس الذي فقد عقله واهدى نقاط الفوز بطبق من ذهب للاردن التي تاهلت بشكل مباشر للمونديال . وعندها اتخذ قرار ابعاد كاساس بالرغم من اثاره المالية المزعجة بسبب طريقة كتابة عقده الذي كان لمصلحتة ، لكن رب ضارة نافعة ، لان الجميع كان متفق على ان حقبة كاساس انتهت وعلينا ان ننظر بشكل آخر وايجابي الى الملحق المقبل لآسيا. المشكلة التي واجهتنا بالملحق الاول هو قرارات الاتحاد الآسيوي الغريبة والتي اعطت الافضلية لمنتخبات قطر والسعودية وبشكل عجيب ، وكانها تقول بان البطاقات محجوزة سلفاً لهم ، ومهما كانت الظروف . وبسبب جهل الاتحاد العراقي لكرة القدم ، واعتقاده ان العراق سيتأهل بشكل مباشر من المجموعة بصحبة كوريا الجنوبية لم يعر أهمية لمكان اقامة مباريات الملحق ووافق على قرار الاتحاد القاري ولم يعترض عليه في حينها. لكنه عندما خسر المقعد المباشر وذهب الى الملحق بدأ صوت اتحادنا يعلوا ويطالب بنقل مكان اقامة مباريات الملحق من السعودية الى مكان محايد ، ولكن بعد فوات الاوان ، لان القرار اتخذ قبل اشهر من نهاية التصفيات. ولعبنا الملحق بالسعودية بعد ان عمل المدرب ارنولد المستحيل من اجل اعادة روحية الفوز للفريق، وفاز على اندونيسيا بصعوبة ، وتعادل مع السعودية وخسر بطاقة التأهل لصالح السعودية بفارق الاهداف .
مغامرة العجوز لم تتوقف او تنتهي ، عاد ونظم صفوف الاسود من جديد لبداية رحلة المنافسة بالملحق الاسيوي ، البداية كانت في ابوظبي حيث كان الفريق قريباً من تحقيق الفوز على الامارات لولا تالق الحارس الاماراتي خالد عيسي الذي انقذ مرماه من اهداف محققة، وابعد شبح الخسارة عن فريقه .
قصة الابداع اكتملت اضلاعها في ملعب البصرة ونجح الفريق من رسم لوحة جميلة اختتمها بالفوز وخطف بطاقة التأهل لنهائي الملحق العالمي وبانتظار القرعة التي ستضع النقاط على الحروف.
نشكر الجماهير العراقية التي كانت بالموعد وساندت المنتخب قبل وبعد المباراة ، الكل كان على يقين باننا قادرين على تحقيق الانتصار ، نحتاج الى الابتعاد عن الاحتفال العشوائي والمفرط لان المهمة لم تنجز بالشكل النهائي والذي سيتحقق بعون الله في المكسيك.