بين لحظة الفرح وبداية الواجب
احمد جواد الشريفي
لا يخلو المشهد الانتخابي في العراق من صور الفرح التي يجسدها المرشحون عند إعلان النتائج فذلك أمر طبيعي في أي تجربة ديمقراطية غير ان ما يلفت الانتباه هو حجم التوقعات التي تلقى على عاتق الفائزين والتي تبدا لحظة حصولهم على ثقة الناخب لا لحظة رفعهم لايديهم ابتهاجًاإنّ الفرح الانتخابي ليس نهاية الطريق، بل هو إشارة البدء لمسار طويل من الواجبات الوطنية التي تتطلب وعيًا بحجم التحديات التي يعيشها العراق. فنحن أمام دولة ذات ملفات داخلية حساسة تتوزع بين تحسين الخدمات وتنشيط الاقتصاد وتعزيز الأمن ومعالجة الأزمات التي راكمتها السنوات وفي المقابل يقف العراق في موقع إقليمي يستوجب دقة في اتخاذ القرار وتوازنًا في العلاقات ورؤية تستشرف ما وراء اللحظة وحين ينظر المرشح الفائز إلى مقعده بوصفه أمانة لا موقعًا وظيفيًا، يتغيّر مفهوم العمل العام. فالثقة الشعبية لا تُقاس بعدد الأصوات فقط بل بقدرة النائب على تحويل هذه الثقة إلى أداء رقابي وتشريعي يلامس احتياجات الناس، ويعكس تطلعات مجتمع يتوق إلى استقرار مستدام إنّ العراق اليوم بحاجة إلى من يُدرك أن المسؤولية لا تُختزل في الاحتفال، بل في الالتزام اليومي بالواجب الوطني. وأنّ صورة الفرح يجب أن تتبعها صورة العمل الجاد، والحوار المسؤول، والتعاون بين جميع القوى السياسية دون استثناء.وفي وقت تتجه فيه الأنظار إلى البرلمان الجديد، يبقى الأمل معقودًا على أن تتحول لحظات الفرح إلى خطوات إصلاح وقرارات رصينة ورؤية تُعيد للعراق مكانته التي يستحقها. فالوطن ينتظر والثقة التي منحتها صناديق الاقتراع تنتظر من يحسن حملها
احمد جواد الشريفي