العمَّاري لـ (الزمان): المسرح يعلّم الإلتزام وإحترام الوقت
الفن العراقي يجمع الأصالة والتجديد
بيروت - غفران حداد
ياسر العمّاري، ممثل كويتي، ونائب رئيس لفرقة المسرح العربي وعضو في فرقة المسرح للشباب وصاحب شركة كلاسيكال للإنتاج الفني والمسرحي، شارك ببطولة العديد من الأدوار الدرامية من ضمنها مسلسلات (حال مناير، الناس أجناس، سوق المقاصيص، رجل سنة 60، عندما تشتعل الثلوج، دلق سهيل، سابع جار، زمان الأسكافي، الخطر معهم) وأما من أعماله المسرحية (سندريلا، مراهق في الخمسين،النوخذة الصغير، المحقق كونان، قانون الأرض، جزيرة الذهب) وغيرها من أعماله الفنية المميزة.
(الزمان) اتصلت بالعمّاري وحاورته في سياق اللقاء التالي:
□ ما الذي ألهمك لدخول مجال التمثيل، وكيف بدأت مشوارك الفني؟
- حين كنت صغيرًا، كانت هناك بعض حدائق الأطفال في الكويت وهي تابعة لوزارة الشؤون الاجتماعية والعمل وما زالت موجودة، وهي خدمة ترفيهية واجتماعية لأهالي المنطقة تقدم فيها أنشطة مسرحية وكانت وقتها تشرف علينا نجاة سهيل و ابتسام سهيل، رحمة الله عليها هما من أدخلاني في هذا المجال وبهذه الأنشطة المسرحية.
□ من هم الفنانون أو المخرجون الذين أثروا في أسلوبك الفني؟
- كُثر من المخرجين الذين تأثرت بهم مثل فؤاد الشطّي حسين المفيدي، غافل فاضل، محمد دحّام الشمري، سائد الهواري، منصور المنصور، والكثير الكثير تعلمت منهم جميعا وكلهم أصدقائي واخوتي وحتى من الجيل الجديد كلهم مبدعون.
□ كيف ترى تطور صناعة الفن والدراما في الكويت خلال السنوات الأخيرة؟
- صناعة الفن الكويتي في تطور جدا كبير والدليل نرى الاعمال الكويتية متواجدة في القنوات الفضائية والمنصات لتطور كبير في الانتاج ودخول جيل جديد والساحة الفنية مليئة بالمبدعين من كتّاب السيناريو والمخرجين والممثلين الذي يغنُون رؤية جديدة ومعاصرة وخاصة في المسلسلات القصيرة والانفتاح على التقنيات الحديثة مثل التصوير السينمائي، وجودة الصورة والإضاءة والمونتاج هذا الذي جعل الانتاج الكويتي متقدم في الساحة الخليجيّة والعربيّة ولا ننسى المهرجانات والمؤسسات مثل مهرجان الكويت المسرحي ومهرجان السينما ولمشاركات الخارجية للاذاعة والتلفزيون وهذه ساهمت في تمكين وتشجيع المواهب الشابة.
□ هل هناك مشاريع قادمة؟
- نعم هنالك الكثير من الاعمال الفنية الجديدة وسأفصح عنها عندما تكون جاهزة باذن الله.
عنصر نسوي
□ برأيك هل القيود الاجتماعية لا تزال وراء قلة العنصر النسوي في الدراما الكويتية ام هنالك أسباب اخرى؟
- نعم توجد قيود اجتماعية لمدة طويلة وهذا أحد أسباب قلة العنصر النسائي لكن في بدايات الفن الكويتي أما الآن بالعكس العنصر النسائي متواجد على صعيد الدراما او الإعلام.
□ انت ممثل ومدير إنتاج معروف جدا خليجيا ولكن لم نراك بأعمال سورية او مصرية ما السبب؟
- لم اتعاون مع صنّاع الدراما المصرية او السورية لان هذه الدول لديهم الكثير من مدراء الإنتاج والفنيين فمن الطبيعي يتعاونوا مع اشخاص من محيطهم وجميعهم خير وبركة.
□ بين اول تجربة لك على خشبة مسرحية العفريت 1982 حتى آخر عمل مسرحية محيط الأرض لهذا العام ماذا تعلمت من المسرح؟
- حين وقفت اول مرة على خشبة المسرح حينها أصبح الفن والمسرح خاصة جزء كبير من حياتي، تعلمت الالتزام، وإحترام الوقت، عشق المهنة، المسرح علمني الشجاعة وكيف اوصل الفكرة والمشاعر للناس بصدق ،علمني كيف اعيش اكثر من شخصية جديدة في آن واحد علمني المسرح الكثير والكثير، والشق الثاني من السؤال تطور في المسرح الكويتي يعني مر بأكثر من مرحلة لكن الفنان يفرح عندما يرى الجيل الجديد مليء بالحماس والطاقه ويحاولون ان يقدموا الرسالة الفنية بحماس واسلوب حديث جعل المسرح الكويتي يعود وبقوة ووجود الجمهور هو اكبر داعم والاقبال على مسرح الطفل والكبار المسرح الكويتي موجود دائما ويتطور مستمر.
□ في عام 1993 شاركت ببطولة فيلم» ليلة القبض على الوزير «وكان الممثل المصري الراحل يونس شلبي احد أبطال العمل ،كيف تصف هذه التجربة؟ وبرأيك لماذا الأفلام الكويتية بصورة عامة لم تخرج من محليتها عكس الدراما التلفزيونية؟
- مشاركتي في فيلم « ليلة القبض على الوزير» مع الفنان الراحل يونس شلبي سبقه فيلم «لا ثمن للوطن» طبعا كانت تجربة جدا جميلة وهذا ليس التجربة الاولى مع الفنانين المصريين، والافلام الكويتية منتشره خارج الكويت ايضا ولو نعود لعام 1972 كان أول فيلم روائي بعنوان (بس يا بحر) للمخرج خالد الصديق بطولة حياة الفهد تناول قساوة حياة الغواصين والبحّاره وصيد السمك وحصد الفيلم الكثير من الجوائز حصد فيلم «بس يا بحر»جوائز عالمية مرموقة عديدة، منها الجائزة الأولى في مهرجان دمشق السينمائي، وجائزة الشرف في مهرجان طهران الدولي، وجائزة النقاد الدوليين وجائزة «الأسد الفضي» في مهرجان البندقية السينمائي، بالإضافة إلى جائزة «هوغو الفضي» في مهرجان شيكاغو العالمي. كما كان أول فيلم كويتي يتم ترشيحه ضمن فئة أفضل فيلم أجنبي في جوائز الأوسكار، وفتح هذا الفيلم الباب للأفلام الكويتية والخليجية ايضا.
□ زرت بغداد مؤخرا خلال حضورك لمهرجان بغداد السينمائي، كيف وجدت العروض المشاركة؟ وماذا تعني لك بغداد؟
- بغداد هي تاريخ وثقافة وفيها الناس الطيبة شعرت اني بين اهلي زيارتي الأخيرة لمهرجان بغداد السينمائي في نسخته الثانية، وقد زرت العراق أكثر من مرة ولكن تعتبر المشاركة الأولى لي بدعوتي للمهرجان، التجربة اثرت في نفسي كثيرا وجعلتني أؤمن بأن الفن يجمعنا مهما اختلفت اللهجات واللغات وهذه المهرجانات الجميلة التي تجمع جميع الدول العربية.
□ رأيك بالفن العراقي سواء بمجال التمثيل او الغناء؟
- الفن العراقي عموما جميل ويعكس هوية وثقافة عميقة يعكس الصدق واحساس سواء على مستوى المسرح او التلفزيون وحتى اغاني المطربين الفنان العراقي يجمع بين الاصالة والتجديد بطريقة قريبة للجمهور واتمنى للجميع التوفيق.