البرزنجي يستذّكر ياس خضر في ذكرى رحيله الثانية
87 صورة فوتوغرافية توثق مسيرة صوت الأرض
بغداد - ياسين ياس
ضمن النشاطات المسائية للمركز الثقافي البغدادي أقيم الخميس الماضي معرض مميز للمؤرشف الفوتوغرافي رزكار البرزنجي يوثق فيه حياة ومسيرة المطرب الراحل ياس خضر في بناية متصرفية بغداد القديمة مستعرضاً صوراً نادرة تروي مراحل عطائه الطويل في الساحة الغنائية العراقية. وجاءت هذه المبادرة لتسليط الضوء على جهد التوثيق الفني الذي يقدمه البرزنجي في حفظ ذاكرة الرموز العراقية حيث عبّر الحضور عن إعجابهم بما تضمنه المعرض من مادة أرشيفية غنية تستحضر تاريخ أحد أبرز الأصوات التي طبعت الأغنية العراقية بطابعها الأصيل.
ويعد خضر أحد أبرز مطربي الغناء السبعيني مسجلا اولى أغانيه (الهدل) التي ذاع صيتها آنذاك مع الملحن محمد جواد اموري صوته المميز أكسبه شهرة واسعة جمع بين اللونين الريفي والعاطفي.وشارك الراحل في العديد من المهرجانات داخل وخارج العراق، و قدم العشرات من الأغاني التي أحبها الجمهور بصوته المميز وحصل على العديد من الجوائز والراحل ولد في مدينة النجف عام 1938 وتوفي في الاول من ايلول عام 2023.
وعن المعرض تحدث البرزنجي لـ(الزمان) قائلا (المعرض يتزامن مع الذكرى الثانية لرحيل ياس خضر واخذت عهد على نفسي أن أعمل له كل سنة استذكار لانه ليس صديقي بل رفيق دربي احببته لانه أضاف لي في مسيرة حياتي) واضاف (تعرفت على الراحل من خلال أغنية تايبين في اول ظهور لها عندما كنت راقد في إحدى المستشفيات جريح حرب.كان لدي راديو صغير احمله دوما معي صدفة سمعت اغنية تائبين.بعد خروجي من المستشفى وقفت قرب إحدى التسجيلات وطلبت كاسيت الأغنية كان هذا عام 1986 وبقيت ابحث عنه في كل مكان دون جدوى.بعد عام 2003 التقيت به في سوريا ولم افارقه حتى وفاته رحمه الله). وعن المعرض قال (المعرض الأول أقيم في وزارة الثقافة لمناسبة أربعينية الراحل ياس خضر ثم عرض في في اربيل. و الذكرى السنوية الأولى تضمنت استذكاره مع الفرقة الوطنية للتراث في المسرح الوطني.واليوم في الذكرى السنوية الثانية لرحيله في شارع المتنبي اقيم هذا المعرض الذي ضم 87 صورة تجسد تاريخه الفني وعلى قدر عمره مع شخصيات فنية واجتماعية وسياسية وأدبية وموسيقية وفي مراحل زمنية مختلفة).
قيمة فنية
وتجولت (الزمان) في المعرض والتقت عدد من الحضور منهم المخرجة نهله مولود التي قالت (هذا المعرض هو الوفاء للراحل ياس خضر وهذا مايميز رزكار دوما والمعــــــرض يحمل قيمة فنية عالية من الناحية الاخراجية والمكان تراثي في مساحة مفتوحه). واضافت (أنا من محبي الفنان الراحل ياس خضر كونه قيمة فنية وغنائية لاتتكرر ظهوره كان مع من شعراء وملحنين كبار في الكلمة واللحن والموسيقى وسيبقى الراحل امتداد للأجيال القادمة).
وعـــــــــن خضر تحـــدث عازف الناي شـــــكر مرزوك قائلا (ياس خضر الملقب بصوت الأرض هو ظاهرة فنية لاتتكرر وهو أحد اعمدة الغناء العراقي الاصيل وصوته المميز يجمع اللونين الريفي والعاطفي وهو يجيد اصعب الألحان وصوته الحزين وصف بأنه تجسيد للحزن السومري القديم الذي تناقلته الأجيال والراحل ياس اكتسب شهرة عربية واسعة بسبب صوته المميز ولونه الغنائي المتفرد وهو خسارة فنية كبرى). فيما قال الباحث الموسيقي انمار العمار (في بداية السبعينات تعاون ياس خضر مع الملحن الشاب طالب القره غولي وادى اغنية البنفسج واستمر التعاون مع القره غولي لينتج اغنية مرينا بيكم حمد ثم عزاز بعدها مع الموسيقي نامق اديب نتج عنه اغنية تايبين، التي انتشرت بسرعة لدى الجمهور.وعاد مرة أخرى مع القره غولي لينتج جذاب وتوالت أغانيه:مسافرين،على مودك، ولو تزعل، وظل ياس خضر يتنقل مع مختلف الملحنين وهو ما أدى إلى تنوع ادائه الفني).