الزمان - طبعة العراق - عربية يومية دولية مستقلة
www.Azzaman-Iraq.com
(كلام الناس) يواصل جولته الإستقصائية في مستشفى الرشاد

بواسطة azzaman

(كلام الناس) يواصل جولته الإستقصائية في مستشفى الرشاد

جدران متهالكة وبنى تحتية غائبة ومرضى منسيّين

 

بغداد - سعدون الجابري

واصل برنامج (كلام الناس) الذي تقدمه قناة (الشرقية) بحلقة ثانية استقصائية في مستشفى الرشاد للأمراض العقلية و النفسية  ببغداد ، و الذي يعد من المشافي الأكبر مساحة في العراق و الشرق الأوسط ، إذ تبلغ مساحتة  96  دونماً و هو الأكبر ضمن 5 مشافي بالعالم .

و بين معد و مقدم البرامج علي الخالدي لـ( الزمان ) قائلاً ( كنا قد تناولنا في الجزء الأول من البرنامج حلقة خاصة عن قسم النساء في مشفى الشماعية ، و الآن نكمل جزءه الثاني عن قسم الرجال ، و على الرغم من المساحة الكبيرة لأرض مستشفى الرشاد ، حيث أغلب مساحاته خضراء و تحيطها أشجار النخيل ، لكن للأسف الشديد المشفى بصورة عامة غير مؤهل لإيواء الأعداد الهائلة من المرضى و المريضات المصابين بالأمراض النفسية و العقلية ، و الذين هم في تزايد بالأعداد .. إذا بلغ عدد نزلاءه أكثر من 1480 مريضاً من كلا الجنسين ، المشفى بناه التحتية في تدني يوماً بعد آخر لقدمه و تدني خدماته الفندقية و العلاجية ، بسبب النقص الحاصل و الكبير في أعداد الأطباء و الممرضين و عمال الخدمة من كلا الجنسين).

و أكد الخالدي ( هنا بمشفى الشماعية قصص غريبة سنتناولها في إستطلاعنا الإستقصائي هذا ، القسم الرجالي هو أكبر من قسم النساء..و أغلب نزلاءه المرضى النفسيين أصيبوا نتيجة أهمال اهاليهم ، و القسم الآخر من أهل المرضى لم يتصرفوا جيداً بالتعامل مع مرضاهم ، الذين أصابهم هذا الداء و أعدادهم كبيره جداً..منهم الصغار و منهم الكبار ، و هنا نرى و نسمع صرخة رجال سجنوا بالشفاء و خذلتهم العوده ، و سنوات الإنتظار الطويلة تكشف أزمة ضمير مجتمعي ، حيث أن العديد من المرضى و المريضات مضى على رقودهم في المستشفى سنوات طويلة تجاوزت 40 عاماً ، منهم لم يحمل أي مستمسك تعريفي أو مجهول العنوان ، و الكثير منهم أسرهم ترفض زيارتهم للمشفى ، على الرغم من أن أعداد كبيره بالمئات تعافوا و مؤهلين لمغادرة المستشفى ، لكن عوائل هؤلاء المؤهلين لم يراجعوا عن مرضاهم تاركيهم لمصير مجهول).

ردهات رجالية

وفي ردهات قسم الرجال تابع البرنامج احوال المرضى ، و المحطة الأولى في هذا القسم كانت ب ( مجموعة الرازي ) التي تظم 4 ردهات رجالية ، و مبنى القاعات هذه غير مؤهل للرقود فيها لقدمها و أنعدام البنى التحتية ، و عدد مرضى هذه المجموعة أكثر من 300 نزيل .. و القاعة الأولى يوجد فيها أكثر من 75 مريض نفسي .وقال المريض باسم محمد انه (من أهالي محافظة الديوانية ، و مضى على رقوده هنا 20 عاماً .. و عمره 85 عاماً و لم يزره أحداً من ذويه).و المريض الآخر رائد الذي أدخل لمشفى الشماعية منذ 18 عاماً ، و يقوم بالإتصال بأخية من هاتف المستشفى..لكن أخيه يرفض زيارته .و زرنا مريض كبير بالعمر لدية قطة في يوم من الأيام دخلت غرفته و هو الآخر قربها منه و تعلق فيها ، حتى بدأ يتقاسم حصتة من الطعام مع هذه القطة يعطيها اللحم و الدجاج الذي يعطوه له لغذائه ، وهو يأكل الرز و المرق و يعطي اللحوم للقطة .. و الرجل هذا يعاني من إصابته بفطريات ( الأكزيما ) و الآن يخصع للعلاج.

و حكاية مريض طاعن بالسن عمره بلغ 94 عاماً..أدخل لمشفى الشماعية منذ ثمانية أعوام ، لكن لم يزره أحد من أسرته ، و هو أحد المرضى المؤهلين لمغادرة المستشفى ، لكن أهاليهم خذلوهم و تركوهم و لم يسألوا عنهم لعدة سنوات بحسب أحد موظفي المشفى .

و ذكر مقدم البرنامج : كانت لنا زياره للمجموعة الطبية للدكتور أمير عبو .. و التي رافقنا فيها مدير مستشفى الرشاد فراس الكاظمي و بدورنا وجهنا له سؤال عن قدم المشفى الذي أفتتح عام  1950 .. هل في النيه تأهيله ؟

أجاب الكاظمي : هناك تساؤل من ادارتنا الى وزارة الصحة..هل يمكن تأهيل أو بناء ردهات جديدة  للمستشفى ؟ جاءنا الجواب من  مسؤولينا بالوزارة :البناء يكون أفضل من التأهيل ، و عليه تم الإتفاق على بناء ردهات جديدة و أن نبدأ من الصفر ، لتكون خدماتها و ديمومتها أفضل ، و نحن ننتظر الخطة الجديدة للوزارة بالشروع في البناء.

و أكد المدير رداً على سؤال الخالدي هل تتوفر العلاجات في المستشفى..و هل هي كافية و من أين تجهزون بها..؟ (الحمد لله لدينا من العلاجات ما تكفينا إلا ماندر و يتم تجهيزنا من قبل شركة ( كيماديا للأدوية ) أحدى تشكيلات الوزارة ، لكن بعض الأحيان نضطر لشراء بعض الأدوية أو الأبر من مذاخر القطاع الخاص). مشيراً الى ان (نسبة المصابين بالأمراض العقلية بالبلاد أقل من نسبة الأمراض النفسية.. و هذه النسبة تقريباً موجودة في الكثير من المصحات بالعالم ، نعم هناك بعض السرية بين الطبيب النفسي مع المرضى عندنا ..و هذه الحالة موجوده في كافة  المستشفيات العالمية ، و أود أن أوضح لكم بأن العدد الكلي للراقدين في مستشفانا من داخل العاصمة بغداد هو أكثر من 700  مريض و مريضة .. و البقية من عموم المحافظات ). وأختتم الكاظمي حديثة مع الخالدي قائلاً (المستشفى شيدتها القوات البريطانية في  أربعينيات القرن الماضي ، و في عام 1950 أنجز البناء و أفتتحة البريطانيين كمعسكر و سجن لهم  في ذلك الوقت ، و تم تسليمه للحكومة العراقية في نفس العام ، و المستشفى فيه الآن حوالي 600 مريض متعافي ، لكنهم يخضعون  للعلاج بصوره مستمرة ..و أغلب هؤلاء المرضى المتعافين بلا مستمسكات أو مجهولي العنوان و لا أحد يراجعنا عنهم ).

قصص مثيرة

و أشار الخالدي (من القصص المثيره لبعض نزلاء المشفى مريض يكنى أبا حاتم عمره 66 عاماً ، و أدخل لمشفى الشماعية قبل 43 عام .. أي دخل بعمر 23 عام .دخل مصحة الشماعية بسبب أرتكابة حادث جنائي حسب قوله ، تم حجزه في ( المحجر ) أو التوقيف داخل المستشفى ، و قالو له المحجوزين القدامى في المحجر أنك ستبقى هنا سنوات طويلة ، و أصبح لدية ردة فعل و مخاوف .. إذ راودته فكرة الإنتحار بالكهرباء داخل معتقله ، لكن حبه للحياة جعله أن يصمد في المعتقل و أن يكافح لأجل البقاء.و هذا الرجل يحمل شئ من الثقافة و يجيد قراءة الشعر الحر و الغزل ، كان يزوره أخيه الأكبر لكنه أصيب بحاث سير وأقعده ، و كذلك لديه شقيقته الكبرى هي الأخرى تتفقده بين فترة و أخرى لكنها مرضت وتوفيت ، و الآن لا يوجد أحد من أسرته يزوره ، الرجل هذا يسكن في غرفة بعيده عن ردهات المشفى و يدير ويشرف على بحيرة كبيرة للأسماك تعود للمستشفى) .

و أثناء وجودنا بالمستشفى لفت أنتباهنا وجود مجاميع من الممرضين و الممرضات الجامعيين يتجولون في أروقة المشفى و أستوقفنا عدد منهم وسألناهم عن سبب تواجدهم هناك .. قال الممرض الجامعي سعد ناصر : حضورنا في هذا المستشفى لغرض التدريب ، و أستفدنا من كيفية التعامل مع المرضى النفسيين ، و كيفية تقديم الخدمات العلاجية و التمريضية لهم .

أما الممرض سمير ماجد قال ( شاهدنا العديد من الحالات المرضية لنزلاء مستشفى الرشاد..منها النفسية و العقلية ، و أغلب الحالات هنا تحتاج لعناية كبيرة و التعامل الحسن مع المرضى .. كونهم بلا وعي مثل بقية البشر و الله يكون بعونهم)، و أوضح الممرض علي سلمان ( بعض المرضى هم ضحايا الأهل .. و لمسنا من بعضهم كانت عليهم ضغوطات من بعض عوائلهم ، جعلتهم يصابون بالأمراض العقلية و النفسية).

و قال مقدم البرنامج لأحد الممرضين (القلة منكم يحاول التهرب من التدريب بمشفى الشماعية)، اجاب (صحيح هناك من يتفاجأ بوجود أعداد كبيرة المصابين بأمراض عقلية و أنفصام الشخصية ، هذه كانت أحدى الصعوبات فى التدريب العملي لنا بالمستشفى..لكن بمرور الوقت أختفت هذه الظاهرة و الحمد لله .

و قال الخالدي : زلرنا القسم النفسي و جلسنا معهم في قاعة المسرح .. حيث شاهدنا عرض مسرحي رائع أستمتع به النزلاء ، كما قرأ بعض من المرض قصائد شعرية مختلفة لنا .

و آخر لقاء مع مريض نفسي كويتي الجنسية و هو أحمد جميل .. قصته غريبة و هي انه تشاجر مع أخية في الكويت عام 2013 ، و كان السبب عائلي و علية قرر أن يغادر بلاده متوجهاً الى بغداد ، و بعد أستقراره بالعراق قام بمراجعة الأطباء النفسانيين ، كونه تأثر بحالة الشجار مع أخيه ، و بالفعل قرر الأطباء دخوله إلى مستشفى الرشاد للأمراض العقلية و النفسية في بغداد ، و أستقر في مشفاه و هو الآن قد تعافى ، و الرجل الكويتي مولع بقراءة القرآن الكريم الذي حفظة على ظهر قلبه ، و أسمعنا بصوته قراءة سورة من كتاب الله العزيز ، و هو يتمتع بالعافية و ينتظر عودتة لبلاده دولة الكويت الشقيقة .

فريق  البرنامج ضم كلاً من :-الأعداد و التقديم : علي الخالدي ، مخرج ميداني و مدير تصوير : عمر الجابري ،تصوير : حسين الخفاجي و حسين عصام ،درون : عبود رحيمه ،المتابعة الصحفية : سعدون الجابري ،م . إضاءه : مصطفى الموسوي،مونتاج : عمر مظفر و  أدريس الكعبي .


مشاهدات 63
أضيف 2025/12/22 - 4:08 PM
آخر تحديث 2025/12/22 - 11:43 PM

تابعنا على
إحصائيات الزوار
اليوم 9 الشهر 16746 الكلي 13000651
الوقت الآن
الثلاثاء 2025/12/23 توقيت بغداد
ابحث في الموقع
تصميم وتطوير