سامي قفطان.. إستثناءً
محمد إسماعيل
العمل في الإعلانات ليس معيباً، فهي فن وصناعة وإعلام، يتطلب مهنية عالية.. أكاديمياً وميدانياً؛ لذلك لا تنثلم مكانة الفنان سامي قفطان، جراء تمثيله إعلانات؛ لكن علينا أن نحلل الأسباب التي ألجأت فناناً بحجم قفطان الى الإكتفاء بالإعلانات، بدل الإفادة من غزارة إبداعه المتدفق تمثيلاً يفيض الى الأجيال الشابة التي تقف أمامه.. زميلاً في مسلسل تلفزيوني ما أو فيلم.
لو عرضت عليه أعمال تلفزيونية أو مسرحية، ما كان وقت قفطان يتسع للإعلانات ومردودها المحدود قياساً بالأعمال الكبيرة، خاصة وأن رئيس الوزراء محمد شياع السوداني، أغدق على الدراما منحة كريمة، تنفذها شبكة الإعلام العراقي.
الآن.. ربما هالة إبهار تحيط بسامي قفطان؛ عند ظهوره في إعلان، لكن مع تكرار الظهور في الإعلانات ستخبو الفورة؛ لذا على رئاسة الوزراء، أن توقر قفطان، ونظراءه الفنانين والأدباء والإعلاميين والأكاديميين؛ فهؤلاء لهم فضل على المجتمع يجعلهم فوق السياقات القانونية التي تمنع متقاعد من تقاضي راتب آخر.. يفترض تخصيص راتب تحت أي توصيف.. إستثناءً.. خارج التبويب الرسمي، تجعله سابقةً حضارية تدل على تثمين العراق لمبدعيه بتكريس القانون لخدمتهم بعد أن إستنفدوا عمراً في خدمة الفن وعموم الثقافة والعلم والمعرفة في العراق؛ لأن هؤلاء شخصيات إستثنائية، يتوجب على الدولة الإرتقاء بنفسها كي تصل الى فضاءات عطائهم.. إستثناءً.
فهل يمحي من صفحات تاريخ الفن أن سامي قفطان، ترك ليلة عرسه وجاء الى موقع التصوير لإكمال أداء دوره... وظلت حفلة العرس في بيت أبيه من دون عريس، لكن زملاءه بعد إنتهاء التصوير إحتفلوا به، من دون عروس.