الزمان - طبعة العراق - عربية يومية دولية مستقلة
www.Azzaman-Iraq.com
مسامير في ذاكرة الوطن.. وحشية الإحتلال والخنازير البيض


مسامير في ذاكرة الوطن.. وحشية الإحتلال والخنازير البيض

نجم الجابري

 

للوطن جرح صورة عراقيه علقت في كل بيت وفي عيون كل مواطن امنيات تتوسل في حدائق المساء يسوقها من ابواب العراق موت مجهول يزور كل بيوت الوطن جسور خيبه امتدت على ضفاف مدن التاريخ أتت بالموت المجان الموت في الشوارع المقفله دون حاجه لاحصاء الضحايا فالحكمه تقول حلم المزعج مليء بالضياع والم يستمر يعانق ابواب كل النبضات الطويلة وليل السماوه القديمه بلبل أعتاد عاده يوميه يلتزمها ادى انطباعا قاسيا فكان في مازق وضاع وحشه الهذيان في الوحده القاحله عذابات مسببه تصداد في كل شيء هذا جائع صغير وتلك اسراب سنونو تحوم حول الفرات في كورنيش السماوه تشتتها الحكايه القصيره في عشيره الرحمن 35 نصا جاء بها ديوان يحيى عبد حمزه عن دار مسامير في مجموعه مسامير في محطات الذاكره الديوان بالحجم المتوسط هديه هذه المجموعه للوطن للناس وهما اصل العراق المدخل في هذا الديوان البكر يعلن يحيى عبد حمزه بوضوح وبدون وساطه عن ذاته الشاعره الذات الشاعريه العاريه من الصمت والسكون بل والسكوت وقبول الوقائع كما هي بل جاء يلامس هذا الوجع المزمن والغربه والتنظير الذي عانى منه الانسان في بلاد الرافدين لم يستخدم الشاعر خياله بل انطلق كالسهم  في لغه صادمه تحرك الوجدان والضمير وتشير للوقائع كما هي اشبه برسام جلس فوق منضده في السماء وصار يحصي ا لحظات ويرسم الرسمات ويكتب فوق الابيات لكن مولفاته  رشيده الشاعر وجراحاته وجمال اسلوبه وعذوبته ندقق معانيه حتى في اصعب اللحظات التي يصف بها الحال لقد حرك يحيى عبد حمزه من خلال القصيده اكتشافات الاعماق وتوهجات الاحلام وبمشاعره النبيلة رسم خيمه بيضاء للوطن تحميه من الغزاه والقتله من السفله و المحتلين   ان النسيج الشعري في هذه المجموعه ممتلئ بالموت والخراب والخيبات وحتى المحنه والاغتراب في الوطن كل ذلك توزع في محراب العراق دين وفاه قصائد بوابة الاهداء تفتح لك قلب الشاعر وتشطره وتدخلك اليه تغتسل بماء العشق تهرول في زمن الحرب والاحتلال

 في بناءه العام لنسيج القصيده وتقديمه للقصص اتكى الشاعر على دعائم استخدمها لايصال نصه وفكرته الى قلب وذهن المتلقي ومن هذه الدعائم الموت العراق بغداد فقراء الوطن بلاغة النصوص ومفردات السماوي حيث يستخدم محسنات البديع والبيان في تشبيهات واستعارات وانزياحات وحتى جناس وطباق وتماهي وسجع وتضاد والشواهد على ذلك كثيره

التناص شعري مع بعض الشعراء

 استدعاء الرموز التاريخية والأسطورية بشكل المكثف في معظم النصوص مثل بغداد والوطن تدعيم القصائد بشيء من الميثولوجيا

 التركيز على موضوع واحد في معظم القصائد وحب الوطن الاحتلال

 تكرار بعض العبارات وملامسة الحقيقه كبيره التي هي محنه الوطن وللتاكيد غالبا مثل بغداد المزج بين القصائد والومضة الشعرية

 ومعظم الديوان عبارة عن ومضات على شكل لافتة عنوان الديوان من نصوصه الشعرية والنثرية

منذ اللحظة الأولى عندما يقترب المتلقي يجد صرخات الشاعر واقفه كبوح مخلص يقارب الخيبات

عبر الشاعر عن مكنونات نفسه في تلك الفتره العصيبة من تاريخ الوطن الاحتلال الغاشم بلغة بعيدة عن السطحية المتعارف عليها

صور ورؤى

كلمات القاموسية بل  تقدم الشاعر خطوات اكيدة لمواجهة الاشياء بمسمياتها وهذا جندي امريكي اسود قبيح وكانت لغته كالبرق وجاء مثقلا بالدلالات والصور والرؤى ومسافاتها لا حدود لها لغه السماوي شفيفه عذبه كالينابيع تتفجر كل حين عند كل نص جديد

 حينما ندخل عالم الشاعر بل عوالمه وبدء من النص الاول ومن خلال القصيده الاولى تجد اللغة التعبيرية متوهجة يقول صفحة 9 يخافون العراق

 لانه الاصل

ونحب الكراسي

 لاننا جياع

 ينام الوزراء والساسة حتى الظهيرة

 ورئيس المارينز يسهر حتى الظهيرة

 من أجل أن يوقظهم

 صفحة 38 يقول نعبر الجسور الخشبية

 التي عبرتنا عقودا

 نعبرها الى حيث عتمه المنايا

 أحلام الكبار بعد انتهاء العبور

 صفحة 52 يقول قبله

 قبلات

 ثلاث

 لو زرعت بخليج القلب

 لكان الحب الان حديقه

 74 يقول زرعت كل أمتعتي على رصيف الذاكره وسافرت

عدت

 وجدت الرصيف قد اصبح محطة

 وامتعتي قطارا

وركبت من اجلها

هاجرت عقدين

 وعدت

 فلم اجد شيئا

 لا قطار ولا رصيف ولا ذاكره

في النص اعلاه يشير الشاعر  الى مرحلة الضياع التي يمر بها الإنسان في محطات حياته وخيباتهم المتكررة بسبب من يحكمون بلده

 صفحة 58 يقول تشيخ الدنيا ونحن صغار

 تتمشدق بسكة الزمن

 وننظر للآخرين

 الذين صاروا شموسا

 هذه اللافتة ذات بعد إنساني آخر فا الشاعر يظهر تمام قصديته في هذه اللمحة الفلسفية للدنيا

صفحة 70 يقول

 كلما تراجعت انزلقت

 هذه الشفرات

 نبتت أعمق

وتراصت

 مع ما تبقى من خرائب اوروك

 في هذه اللمحة يسكب الشاعر لوعته ودمعته على ضياع ارثة العظيم في اوروك

ص 72 كانت الاحلام يقظة

 و الجموع تحتشد

 لا شيء أعز من رصيف المحطة

كل المتعبين

:

:وينسل بينهم

أصحاب الكليبجات السرية!؟

في هذه النص يقدم للمتلقي باقه من عذاب الامس وضياعه حيث تنتشر الشرطة السرية التي تزج بالآخرين في غياهب سجونها بدون سبب

 صفحة

97 في هذيان يقول نمتطي النخيل

 ونصعد الخيول

  الواحد منا يلهو

والآخر يتأسى

 والثالث يتشظى

 باللا معقول

 جواب السواقي

 ونفر من الطرقات

 نبحث عن خنزير أبيض نبتلعه

 كي نمضي الليل بلا عقول

 في هذا النص يصف متاهه الإنسان وضياعه في زمن الحرب والدمار حيث يتشظى في كالطرقات ثم يستعير الشاعر بعض المفردات فبدل ان يقول نحتسي الخمر يلجأ الى استعارة كلمة الخنزير الأبيض المحرم النجس من اجل ان يعيش لحظات هاربا بسكرة عن عقله وعن الحقيقه

صور ساطعة

 تمكن الشاعر بوقت قياسي بهذه النصوص النازفه بتجربته الأولى في توظيف لغته الشعرية وقدم صورة ساطعة تفوق زمن ومكان تجربته بدايات مدهشة وتوفيق في استخدام الإيقاع الموسيقي للقصيدة المحترقة يقدم للمتلقي وهو يتلقىف أشعاره  فضاءات واسعة من التخطي وقدم في حواراته  مستخدم مستحدث الملامح سردية في اكثر من نص الا ان الشاعر يؤاخذ عليه في ديوانه او مجموعته وهي لا تخل بجماليات النص والصورة والغرض الشعري

فا الشاعر استخدم تكثيف الشعري واللغوي في بعض المقاطع وكون القصائد كتبت في فترة 2006 و 2007 في معظمها فإنها كانت ابان الحرب الطائفيه التي حدثت في العراق وكان الشعراء يعانون منها ولم ينفع صراخهم وحبهم للوطن فقد حدث الكثير من المواقف المؤلمه من إرهاب منظم يقول هل يختزن الانسان ليستعيد لاحقا بعض من رؤيا وحيلها الى  معنى  درامي يكون مبهما لذات الرائي هناك مسافة فاصلة بينه وبين واقع الذات لقد قدم الشاعر يحيى عبد حمزة منجزا كبيرا تجاوز فيه كل خطوط الدهشة وكان مسكونا بترانيم حبه للعراق

 مسامير في محطات الذاكرة عبارة عن مسامير ودلائل في خارطة الوطن كتبت كبوصله لطريق اخر ووجه اخر سياتي ذات يوم مسامير ليس وجعا محصى بل  عيون حاول الأعداء طمسها لكنها ثقبه الجدار واتت تصهل بالليل كعاصفة لا تستريح.


مشاهدات 52
الكاتب نجم الجابري
أضيف 2025/07/18 - 11:55 PM
آخر تحديث 2025/07/19 - 3:28 AM

تابعنا على
إحصائيات الزوار
اليوم 135 الشهر 11828 الكلي 11165440
الوقت الآن
السبت 2025/7/19 توقيت بغداد
ابحث في الموقع
تصميم وتطوير