الزمان - طبعة العراق - عربية يومية دولية مستقلة
www.Azzaman-Iraq.com
الفن لايتأثر بالبهارات بين كبة لوز و المندي

بواسطة azzaman

الفن لايتأثر بالبهارات بين كبة لوز و المندي

حسن الحيدري

 

مرت الأغنية العراقية بتحولات كبيرة خلال العقود الماضية سواء على صعيد اللحن، الكلمات، أو أسلوب الأداء مما انعكس بشكل واضح على الذوق الشعبي بين جيل الثمانينات والجيل الحالي

الأغنية العراقية خلال الثمانينات كان المشهد الموسيقي العراقي يعيش فترة من الهدوء النسبي ليبرز فيها فنانون كبار تركوا بصمتهم الفنية في حبهم ( لضي الكمر) ولعشقهم لوطن ( باسم سعيد) .فقد تميز الطابع العام بأغاني رومانسية وموشحات تقليدية تعتمد على الطرب الأصيل والموسيقى العراقية الكلاسيكية

دقائق من الالحان تاخذك من الراعية في الغربية ( ولج عرنة ولج خانة ) لتصل بعدها بدقائق الى السمرة التي طرت ( نخل السماوة) جنوبي العراق

الكلمات في الفترة الثمانينية رومانسية تحمل مشاعر الحنين والعاطفة كانت تسرقها ( حريمة) من فوك الشفايف .

الإيقاع والأدوات بطيئة إلى متوسطة تستخدم فيها  آلات عراقية تقليدية مثل العود، القانون، والدفوف.

انعكاسا للذوق العام ( الآنذاكي)حيث كان الجمهور يقدّر العمق الشعوري والصوت المميز للفنان مطمئنا لسماعه كونه قد مر بسلسلة اختبارات ولجان وصولا الى موافقات رسمية لتبث اعماله الفنية على الشاشة من عدمها فضلا عن توافقها مع جو العائلة العراقية والمجتمع المحافظ.

قبل عدة اعوام ازدادت ظاهرة الفن المتدني مااستدعى السلطات الامنية لضرورة التدخل واعتقال اصحاب المحتوى ( الهابط) بعد ان برزت مصطلحات ايحائية يشير بعض مؤديها ( السهراتية) لمناطق مختلفة من جسد المرأة ويقدم بعضهم مسببات ارتفاع وزنها وكبر حجم الارداف كونها ( تضرب مندي)  ومنها  مايستخدم للوعيد والقتل والسلاح متوعدا احدهم بيت الغالي ( بطك جيلات اباب البيت)،ومنها ذات كلمات بسيطة، شبابية، مباشرة، تتناول مواضيع الحب، والحياة الاجتماعية وأحيانًا المرح والسخرية.

الإيقاعات والأدوات فيها سريع أو متغير وقريب من الاغاني الغربية وبعيد عن الاصالة والتراث العراقي واخرى لازالت تحمل حزنا سومريا وذائقة متميزة ومقبولة من فئات عمرية مختلفة  حيث يعزو الجمهور ذي الذائقة الفنية الطربية كثرة الاغاني واسماء المطربين لسهولة تسجيل واخراج الاغاني واعتماد بعضهم نشرها على منصته على اليوتيوب والاستفادة من ارباح المشاهدات فضلا عن امكانية مشاركتها بضغطة زر لسهم تحت ابهام اي مشاهد اسفل شاشة هاتفه ماساعد على انتشار الأغاني عبر الإنترنت ووسائل التواصل الاجتماعي بعد ان كانت تبث عبر وسائل الاعلام التي تمتلكها الدولة حصرا. وباوقات مجدولة . المتتبع للفن يجد ان الذوق الموسيقي  العراقي اختلف بشكل واضح بين الثمانينات والوقت الحالي منها مانسي بعد ( عشرين عام انكضن ) ومنها مازال يسمعها ويرددها  اجيال لم تعش جيل الطيور ( الترد لعشوشها عصاري) . الا ان رغم هذا الاختلاف، تظل الأغنية العراقية مرآة للمجتمع، تعكس تحولات الثقافة والعاطفة بين الأجيال منها مايؤرخ في ذاكرة المتلقي ومنها مايذوب بعد شهر من البحث عن الشهرة والطشة  لابراز اسم المخالف الذي لايعرف مهما هبط فنه المزعوم.


مشاهدات 138
الكاتب حسن الحيدري
أضيف 2025/09/20 - 3:20 PM
آخر تحديث 2025/09/26 - 5:31 PM

تابعنا على
إحصائيات الزوار
اليوم 131 الشهر 19368 الكلي 12037241
الوقت الآن
السبت 2025/9/27 توقيت بغداد
ابحث في الموقع
تصميم وتطوير