الصفعة لدول الخليج
فاتح عبد السلام
من دون معلومات راشحة من اللقاء الآن، وقد ترشح لاحقاً، ينتابني شعور ان الرئيس الامريكي ترامب الذي ضيّف رئيس الوزراء القطري في دعوة عشاء في منتجعه للغولف بولاية نيوجيرزي، قال ببساطة: انّ نتانياهو يتصرف من دون أن يستشيرني، وأنا غير راض عن سلوكه..
ولا أدري إن كان لون بشرة وجه المبعوث الخاص ستيف ويتكوف الذي كان معهما، قد تغيّر ومال الى الاحمرار قليلاً أم بقي على حاله في تلك الدقائق المهمة خلال دعوة العشاء.
فما حدث مخز ولا يمكن تبريره في قصف إسرائيل دولة قطر وقتل عنصر أمن قطري مع استهداف الوفد المفاوض على ارض دولة الوساطة الأساسية التي من دونها ما كان أي أسير إسرائيلي لدى حركة حماس قد عاد الى عائلته، وكانت قطر ماضية لتقديم المزيد على طريق إطلاق جميع الاسرى في صفقة الهدنة.
هذه صورة حلمية أو خيالية أو وهمية من بعيد، لمَن يريد أن يضع بعض قوانين العلاقات بين الدول لاسيما الحليفة لبعضها، نصب عينيه ويقنع نفسه انه لا يزال هناك أمل في قانون دولي أو قانون انساني.
ليس هناك أي حيّز متاح لمشاعر واحراجات شخصية يمكن ان ترافق حديث او تصرف الدولة الأعظم في العالم، ولو كان مثل ذلك وارداً، لحصل يوم كان العراق ينهار حجراً بعد حجر وروحاً بعد روح في عملية احتلاله في العام 2003التي شارك فيها العرب ايضاً وعبر المقاعد الخلفية، في مسعى لتغيير النظام الذي كان يمكن ازاحته من دون ان يزرعوا مكانه بكتيريا الفتك بالنسيج، والتكوين، والتاريخ، والجغرافيا.
أعرف انّ قطر دولة صغيرة ليست لها خيارات كثيرة ، ولا تستطيع أن تمضي في غضبها من الخيانة التي تعرضت لها الى أشواط بعيدة، وانّ ضمانات عدم تكرار القصف ربّما تكون اقصى ما يمكن الحصول عليه حالياً، حتى لو كان الطموح أكبر من ذلك.
في معاينة بسيطة، أستطيع القول من دون تردد أنّ إسرائيل صفعت عن سابق تخطيط ودراسة دول الخليج كلها، الصديقة منها والمترددة والحيادية، من خلال الهجوم على دولة قطر التي كانت في طور تأدية خدمة ذات تنسيق دولي امريكي لمسار الهدنة، ستفيد منها إسرائيل ذاتها عبر استعادة أسراها.
fatihabdulsalam@hotmail.com