متى يقصفون مصر وتركيا ؟
فاتح عبدالسلام
قلت في مقال استباقي هنا قبل أسبوعين انّ الدول المحتملة بالاستهداف الاسرائيلي هي قطر ومصر وتركيا. وسمعت كلاماً من معلّقين بأنّ هناك مبالغة وعدم واقعية في كلامي، لكون دولة قطر حليفة للولايات المتحدة وتستضيف كبرى القواعد الامريكية وأنها تقود جهود الوساطة في قطاع غزة، وكان لها جهود لا يمكن أن تنسى في تأمين انسحاب الجيش الأمريكي من أفغانستان وإنقاذ ما بقي من سمعته التي داستها أقدام الحفاة الجياع هناك، كما انّ العلاقة القطرية المتميزة مع الرئيس دونالد ترامب لا يزال عنوانها لم يبهت وهجه، في هدية الطائرة الرئاسية العملاقة.
وسمعت مَن قال انّ من المستحيل اللعب المماثل مع تركيا وهي دولة كبيرة، وعضو في حلف شمال الأطلسي، وجيشها قوي، ولن تسكت اذا قامت إسرائيل بضرب اهداف فلسطينية شخصية أو معنوية على أراضيها. ولا ننسى ماذا فعلت إسرائيل بالسفينة التركية التي حملت متطوعين في (اسطول الحرية) الى سواحل غزة قبل سنوات.
كما اننا شهدنا غارات اسرائيلية على جميع المطارات السورية والتي كان بعضها مرشحاً للتحول الى قواعد عسكرية تركية تدعم استقرار سوريا وهو الامر الذي ترفضه إسرائيل ووضعت حداً له، ويبدو انّ انقرة حالياً لا تريد مواجهة تل ابيب في هذا الملف. من هنا لا أزال مقتنعاً بأن إسرائيل قد تلجأ لضرب أهداف أو عمليات اغتيال دقيقة داخل تركيا، ولن تضيرها احتجاجات وشكاوى في مجلس الأمن أو قطع العلاقات الدبلوماسية.
أمّا مصر، الدولة العربية ذات التاريخ العسكري المشهود، وآخر الحصون القوية في التعداد والتجهيز، فهي الهدف الأسهل بعد قطر لدى العقلية الإسرائيلية الحاكمة، ليس لأنّ الجيش المصري ضعيف وغير قادر على الرد، لكن بسبب محاولة تل ابيب فرض سياسة اليد الطولى من دون رادع ، وكذلك بسبب سيادة قناعة في اسرائيل بأنّ رد الفعل المصري لن يغادر سقف اتفاقية كامب ديفيد مهما حدث، وقد اجرت إسرائيل عمليات اختبار وجس نبض في المجال الأمني الحيوي لمصر من جهة قطاع غزة حيث رفح ومحور فيلادلفيا، واستطاعت أن تصل بالتداعيات الى حافة الهاوية مع التلويح بما هو أكبر في طرق باب التهجير المحظور لدى مصر.
الخلاصة، لا يمكن استبعاد احتمال شن إسرائيل غارات جوية أو تصفيات مباشرة لأهداف ملاحقة داخل مصر وتركيا.