الرياضة المدرسية .. إرث قديم متى يعود ؟

نصير الزيدي

حين نعود إلى الماضي ونستذكر أجمل الذكريات، نتوقف عند حدثٍ مهم كان يمثل ركيزةً أساسية من ركائز نجاح الرياضة العراقية، ألا وهو الرياضة المدرسية... أو كما كان يُطلق عليها آنذاك: مصنع الأبطال وأساس النجاح.

في مطلع القرن الحادي والعشرين، بدأت الرياضة المدرسية تدخل طيّ النسيان، لأسبابٍ مجهولة وغير معلومة تمامًا، وأصبح درس الرياضة مجرّد خانة في جدول الحصص الدراسية، وكأنه إسقاط فرض لا أكثر. نسينا أن المنتخب المدرسي العراقي لكرة القدم كان بطلًا دائمًا لكأس العرب المدرسية، وأنه خرّج عشرات اللاعبين الذين أصبحوا فيما بعد نجومًا في المنتخبات الوطنية.

أما في ألعاب القوى، فحدّث ولا حرج. فقد أفرزت بطولات وزارة التربية نجومًا يُشار إليهم بالبَنان، بعضهم أصبح أبطالًا آسيويين في فعاليّات 100 و200 متر، أمثال عدنان طعيس ودانه حسين، ومن قبلهم ميساء حسين التي مثّلت العراق خير تمثيل في أولمبياد سيدني 2000، والقائمة تطول.

كان ملعب الكشافة شاهدًا على تلك الأحداث الرياضية الكبيرة ومهرجانات التربية التي كانت تجمع تربيّات العراق كافة، في منافسات تشبه أولمبيادًا مصغرًا يفيض بالحماس والروح الرياضية.

إننا اليوم نوجّه دعوة صادقة إلى جميع القائمين على النشاط المدرسي، لتقليب صفحات الماضي واستعادة أمجاد هذه الرياضة الأصيلة، التي كانت تمثل حجر الأساس في بناء الأبطال.

ولا ننسى أن تجربة اليابان الرياضية المبهرة انطلقت من الرياضة المدرسية بالأساس.

فالرياضة المدرسية في العراق إرث قديم... فمتى يعود؟