الزمان - طبعة العراق - عربية يومية دولية مستقلة
www.Azzaman-Iraq.com
متى تكتب؟

بواسطة azzaman

متى تكتب؟

كامل عبدالرحيم

 

لا تكتب وأنت جذلان ولا تكتب وأنت غاضب، أكتب عندما تحتاج لذلك، قاعدة بسيطة أحاول تطبيقها ولا أنجح دائما.

عالمي بسيط ومعقد في نفس الوقت وسأكون بخير لو تركت هذه المنصة، لكنها المقهى الوحيد الذي أجلس فيها وحيدا أو مع أصدقاء افتراضيين، كل شيء أصبح يتعبني، القهوة والشاي أكثر من قدح الصباح وكذلك شرب الكحول مع غيري، أجلس مع نفسي فنتحاور ونتقشمر فاكتفي بكأس يتيم، لا مزيد من الأسرار أو الفضائح، يكفيني وعيي الداخلي أني خارج المنافسات والاهتمامات والشغف والمهم بعيد عن التفاهات، لكن من يقول ذلك.

 الحقيقة أنا غاضب وناقم دائما ولا يهمني استمالة أحد.

 لدي تصالح كبير مع الماضي فرغم أخطائه وحماقاته فهو لا يعذبني ولست مدينا بالاعتذار لأحد ولا أحتاج لمثله من أحد ليتركوني وشأني.

كل صباح تتراكم علي رسائل الماسينجر فتثير غضبي، لماذا يصر هؤلاء على قراءتي ما يعجبهم، لدي أطنان من الكتب والمشاهدات و وصلات الفيديو، وما يحفزني للاستمرار بقراءة الماسينجر رسائل من نوع خاص، مثل تلك الرسالة التي جاءتني من الدكتور عبد الله إبراهيم بعد كتابتي عن طارق علي، فأفادني متفضلا بما كتبه عن طارق علي في كتابه  (الأسفار)، لذا قررت الذهاب صباح الجمعة للمتنبي، وفي نفس الوقت جاءتني رسالة من الديوانية من  (صديق  (بعد أن كتبت عن الشاعر كاظم لاله ويرجوني الصديق أن أكتب عن شاعر) مظلوم)  آخر اسمه (صاحب الضويري ،(وأرسل لي ديوانه، تفاعلت كدون كيشوت مع الأمر وقلت مادمت ذاهبا للمتنبي للبحث عن الأسفار فلأبحث عن ديوان صاحب الضويري، استغرقني أمر صاحب الضويري حتى قرأت كل ما كتب عنه ومن بينها أن الشاعر الشعبي جمع ديوانا له، أعلم كفضولي لا يشبع فضوله بأن أدهم هذا له مكتبة في زقاق وبسطية في شارع المتنبي، لم أجد المكتبة ووجدت البسطية فارغة.

 قمت بجولة ووجدت صاحبها فسلمت عليه وقلت له بأني سمعت أنك تمتلك ديوان صاحب الضويري، لم يفعل الشاب ولم يكلف نفسه حتى برد التحية، لم يفعل غير الإشارة بتململ محركا كفه بغضب بمعنى أغرب عن وجهي، لم أحبه يوما و إذا به يعاملني بتلك الطريقة وهو أصغر من أصغر أبنائي، حاولت تجاوز ذلك فذهبت لصديق يلتقي في مكتبة أخرى، لا أدري من أقنعه بأنه يفهم بكل شيء.

 خرجت محبطا وناقما ويائسا، رأيت في الطريق كريم حنش، سألته عن صاحب الضويري، سكت وتركني وعاد بعد دقائق وهو يحمل بيده ديوان الضويري، شعرت بالامتنان وأنا أفكر كم تستحق مبادرته هذه وقلت خمسة آلاف دينار فيما كان هو يفكر بأني سأعتبر الديوان هدية فقال لي اعطني أربعة آلاف، فلوس الإيجارما لامهن”.

 ضحكت وقلت له والله كنت سأعطيك خمسة آلاف، خرجت من المتنبي بعدة طعنات، وأنا أقول لنفسي، ما شأنك والعالم، لست مسؤولا عن المظلومين المهمشين والمنسييناقعد واسكت.

 


مشاهدات 32
الكاتب كامل عبدالرحيم
أضيف 2025/11/15 - 3:07 PM
آخر تحديث 2025/11/16 - 2:46 PM

تابعنا على
إحصائيات الزوار
اليوم 14 الشهر 11775 الكلي 12573278
الوقت الآن
الإثنين 2025/11/17 توقيت بغداد
ابحث في الموقع
تصميم وتطوير