الزمان - طبعة العراق - عربية يومية دولية مستقلة
www.Azzaman-Iraq.com
ولا تزر وازرة وزر أخرى

بواسطة azzaman

ولا تزر وازرة وزر أخرى

لطيف دلو

 

تلك من أيات الذكر الحكيم «ولا تزر وازرة وزر أخرى» في القرآن الكريم هو أنَّ كل نفس تحمل وزرها، أي إثمها، ولا تؤخذ نفس بذنب نفس أخرى ، وبصغة اخرى ، لا يحاسب شخص على ذنوب شخص آخر، بل كل شخص مسؤول عن أفعاله وعن الجزاء المترتب عليها.

تواصل اجتماعي

بتأريخ 6 أب الجاري انتشر نبأ مقتل ثلاثة اشخاص منهم أثنان عربيان احدهما رياضي معروف وهما من اهالي بغداد والثالث عامل كردي عابر من قبل عامل محطة بنزين على طريق اربيل كويسجق وهو كردي (وأسفا القضية حتمت علي ذكر قوميتهم) أنتشر كالنار في الهشيم خاصة في شبكة التواصل الاجتماعي قبل الاعلان عنها من الدوائر الحكومية المختصة واجهزة الاعلام الاخرى وكل يدلي بدلوه عن الموضوع دون معرفة الحقائق عنها فيها مؤاساة والم وأشجان عن الكارثة وفق مفهوم الانسانية وفيها تنبعث منها رائحة نتنة من اللامبالات للفاجعة او دق وتر العنصرية و بالاشارة الى القاتل الغدار الكردي لربما القصد منها الاساءة إلى الكرد او جهة كردية معينة عن الحادثة كبغيضة قومية حيث عجزت عنها الحكومات العراقية إدخالها بين القوميتين المتأخيتين اثناء الثورات الكردية خلال قرن من الزمن ، فالحادثة التي وقعت ليست إلا عن إنفعالات شخصية ومشادات كلامية وتتطورت الى شجار جسدي بين اثنين من القتيلين وعامل محطة البنزين عن سكب البنزين او دفع ثمنه واستخدم الاخير بندقية كلاشنكوف في قتلهم ولم تكن انتقامية ولا سياسية قومية والقاتل القي القبض عليه من قبل الاجهزة الامنية واتخذت الاجراءات الاصولية للقتلى بما يليق بالشهداء وتأخذ القضية مجراها وفق القانون المعمول به في جميع انحاء العراق من ضمنها الاقليم ولا احد له علاقة بالقضية ولا يؤخذ شخص أخر بذنبه كما ورد في تلك الاية الكريمة .

على شاكلة هذه القضية بتاريخ 16 أيلول 2020 ذبحت دكتورة ووالدها وقتلت والدتها طعنا بالسكين حتى الموت وهم من السليمانية وساكنين في شقة بمنطقة المنصور من قبل حارس أمن من الاجهزة الامنية يعمل حارسا في السفارة الروسية بعد سطوه على شقتهم لغرض السرقة وحاولت بعض الاجهزة الاعلامية.

 أنذاك وإمالتها الى الاغتيالات التي كانت تحدث إبان المظاهرات بأن الدكتورة كانت ناشطة تعالج المتظاهرين ولكن بانت القضية على حقيقتها كما نوهنا عنها أنف الذكر دون تحريف وتشويه ودون إدخالها في العنف السياسي والقي القبض على القاتل في اربيل واحيل الى بغداد وأخذت القضية طريقها لدى المحاكم  .

حماية عسكرين

ومثال أخر في كركوك بعد سنوات من سقوط النظام البائد لآ اتذكرتاريخ الحادثة ، قتل شاب كردي من قبل حماية احد العسكرين أثناء مرورهم أمام بناية الجنسية القديمة في شارع اطلس والقي القبض على القاتل واحيلت القضية الى المحاكم دون تسييس القضية نحو القومية وحسب المعلومات التي انتشرت في حينها بأن القاتل انتقل الى بغداد ولا اعلم عن جواز الانتقال في مثل هذه القضايا قانونيا .

إن هذه الاحداث ليست الآ من إنفعالات او تصرفات  من القتلة انفسهم لا علاقة لها بالعنف السياسي ولا النزعة القومية او الطائفية ولكن يستغلها بعض الغوغائيين لاحداث الفتنة بين المكونات خاصة في هذه الظروف السياسية الصعبة .

يجب ان يتوعى المواطن عن تحريف هذه الاحداث عن حقيقتها خاصة إن حدثت بين مكونين مختلفين ثقافيا وسياسيا ويجب قمعها في حينها وعدم فسح المجال للتعامل معها لخرق اجواء الامن والاستقرار لنعيش بسلام  كما في الاربعينيان والخمسينيات القرن الماضي وأن لا تتفشى الصراعات السياسية على السلطة بين المكونات .


مشاهدات 282
الكاتب لطيف دلو
أضيف 2025/08/21 - 3:41 AM
آخر تحديث 2025/08/22 - 1:49 PM

تابعنا على
إحصائيات الزوار
اليوم 371 الشهر 15832 الكلي 11410918
الوقت الآن
الجمعة 2025/8/22 توقيت بغداد
ابحث في الموقع
تصميم وتطوير