من التاريخ إلى الجغرافية
حسين الصدر
-1-
الحطيئة شاعر كبير ليس بمقدور احد ان ينكر شاعريته المتوقدة.
ولكنه اختار الهجاء وبالغ في استهداف الناس .
ويكفيك انه هجا اقرب الناس اليه
لقد هجا أُمّه فقال :
تنحَّيْ فاجلسي مني بعيداً
أراحَ اللهُ منكِ العالمينا
أَغربالاً اذا استودِعتِ سِرَّا
وكانونا على المتحدثينا
حياتُك ما علمتُ حياة سوءٍ
وموتك يُسر الصالحينا
أرأيتَ كيف يستهين بحياة أمه ولا يبالي بموتها ؟
-2-
ونشهد اليوم من بعض الأبناء عقوقاً إنْ لم يَزِدْ قُبحا على الهجاء فانه لا يقل منه وقاحة ونذالة .
هناك مَنْ يطردُ أمه مِنْ بيته ويجعلها مضطره للذهاب الى «دار العجزة» لتعيش ايامها كئيبة محزونة .
يفعل ذلك ارضاءً لزوجته التي لا تريد أنْ تساكنها أمُه، وتلح على زوجها ان يُخرج أمه من البيت ..!!
وقد تمر الشهور وهو لا يزورها ولا يصل اليها وهذا يزيدها حزنا وأوجاعا .
ليس هذا المنتظر مِنْ ولدٍ إزاء أمّه التي سهرت مِنْ أجْلِهِ الليالي وبذلت كل جهودها لإسعاده ولا أدري:
هل نسي الولد العاق الحديث الشريف القائل :
( الجنة تحت أقدام الأمهات )
وبماذا سيـــــــجيبُ ربه يوم الحساب على قبح ما صنع ؟