الزمان - طبعة العراق - عربية يومية دولية مستقلة
www.Azzaman-Iraq.com
الأستاذ فار

بواسطة azzaman

الأستاذ فار

فاطمة علي

 

يمثل الأستاذ فار رمزاً لفساد الحكومة المتزايد، إذ يقوم بابتلاع الأموال دون تردد أو رحمة،  ما يرسخ صورة نزع حقوق المواطنين وتجاهل احتياجاتهم الأساسية.

 فهو ليس مجرد شخصية منفصلة عن الواقع، بل هو تجسيد لتاريخ طويل من الاستغلال والإهمال الذي عانت منه الطبقات الضعيفة.

 تخترف الفوضى كفكرة من أفكار تلامس عمق الألم الذي يشعر به المواطنين المحتاجين، حيث أصبح كل فرد فيهم ضحية لنظام يفضل مصالحه الشخصية على العدالة الاجتماعية. في طابع ساخر، يشبه البعض الحكومة بالفئران التي تتسلق ملابسها الرسمية وتطالب بحقوق الشعب بينما تُفرغ جيوب الناس. هذا التشبيه لا يعكس فقط استهزاء بالموقف الحالي، بل يتعمق في تصوير العلاقة مع الحكومة كمنظومة مؤسسة على الازدواجية والنفاق.

إن هذا التمثيل للفاسدين ذوي النوايا الشخصية يجسد مدى انفصالهم عن معاناة المواطن العادي، ويعكس أيضاً حالة من الإحباط واليأس التي يشعر بها الناس.

فالواقع أن هؤلاء الفاسدين يسيرون في شوارع مزينة بالشعارات الزائفة بينما تندثر تحت أقدامهم آمال الناس وأحلامهم البسيطة. مما يقودنا إلى التساؤل:

 إلى أين يمضي هذا البلد إذا ما واصل التلاعب بمصالح الفقراء؟ هل سيأتي يومٌ يتيح لنا فرصة استعادة حقوقنا المنهوبة؟

 إن المشهد اليوم يتعدى مجرد تأمل في الفساد؛ فهو يدعونا للتفكير في كيفية إعادة بناء الوطن على أسس من العدالة والمساواة. انكسر الحلم الذي كان يضيء الطريق لشبابنا، الذين يواجهون مستقبلاً قاتماً بلا فرص، مما يعمق من تشتت أفكارهم وتوجهاتهم. ولكن على الرغم من كل هذا الظلم، فإن المجتمع اليوم في أشد الحاجة إلى صحوة جماعية ووعي سياسي يمكنه أن ينقلب على هذه الأوضاع المزرية.

الفقراء، الذين يعملون بجد من أجل لقمة العيش، يستحقون أن تُسمع أصواتهم وتُحترم حقوقهم. ولتكن تلك الأصوات، لواء فعال للتغيير، لا بد أن تتضامن جميع الأجيال للتأكيد

 على أن الخروج من هذه الدائرة المغلقة للفساد يحتمل بداية جديدة ترتكز على القيم الإنسانية الحقيقية.

 

 


مشاهدات 86
الكاتب فاطمة علي
أضيف 2025/07/28 - 2:08 PM
آخر تحديث 2025/07/28 - 8:49 PM

تابعنا على
إحصائيات الزوار
اليوم 737 الشهر 19098 الكلي 11172710
الوقت الآن
الإثنين 2025/7/28 توقيت بغداد
ابحث في الموقع
تصميم وتطوير