الزمان - طبعة العراق - عربية يومية دولية مستقلة
www.Azzaman-Iraq.com
سلّم للتصوير بعد الفاجعة

بواسطة azzaman

سلّم للتصوير بعد الفاجعة

نضال الجزائري

 

اللقطات الأولى لحريق هايبرماركت الكوت، ليلة السادس عشر من تموز الحالي، أظهرت المبنى من دون سلم طوارئ.. صباحاً ظهر سلم منصوب على الواجهة، بالتأكيد تم نصبه ليلاً بقوة زخم الفساد المتدفق يعصف بالعراق منذ 9 نيسان 2003 وسيظل عاصفاً يكتسح الثروات في مكامنها داخل الأرض ويزهق الأرواح.. إرهاباً وفقراً وشحة خدمات... بكل إشتمالات الـ (شحة).

سلم جديد

الإرادة المتنفذة.. ذاتها.. التي أنشأت مبنى الهايبرماركت، من دون الإلتزام بالضوابط المطلوبة من قبل بلدية واسط لإجازته، هي التي نصبت سلماً خلال ساعات الفجر.. سلم جديد لم يتأثر بالحريق، إختيرت الواجهة مكاناً له؛ كي يرى، على غير العادة التي تفرض سلم الطوارئ خلف المبنى وليس على واجهته؛ لأنه يراد به المراءاة؛ بهدف جب المؤاخذات بشأن الإفتقار لسلم طوارئ، وكيف أجازت بلدية واسط مبنى من دون شروط سلامة!

وما يدل على عجالة نصبه، الفتحات التي لا تقابل الأبواب والبالكونات والنوافذ والشبابيك...

الأدهى بعد مرور يومين على المصيبة، ظهر إعلان يلح على السوشل ميديا، عن الهايبرماركت، يركز على سلم طوارئ في الواجهة! لتمرير خدعة أقسى على الرأي العام العراقي من الفساد المستهتر بالأرواح والثروات.

ما جدوى إعلان عن هايبرماركت إنتفى، سوى التركيز على سلم الطوارئ المستحدث.. أمر دبر بليل.

لو كان السلم موجوداً قبل الحريق؛ لماذا الناس هي التي أنزلت المحاصرين على السطح بطرق بدائية.. الناس وليس شرطة الدفاع المدني التي لم يكن لها دور ولا 1بالمئة بل وقف منتسبوها يتفرجون لا يمتلكون ما يقدمون من مساعدة ولا يعرفون ما هو واجب شرطة الدفاع المدني؛ لأنهم أصلاً غير مدربين إلا على أداءات دينية تتشفع للرب.. جل وعلا.. بحفظ المواطنين.. مشياً على الأقدام من الكوت الى كربلاء، متضرعين بدعاء أهل الكف:

خسائر بشرية

-ربنا هيء لنا من أمرنا رشداً.

ولنتبسط بالشرح.. مبنى أنشئ لغرض شعبي.. أسواق وكافيه ومطعم؛ كيف أجيز من دون شروط السلامة، ما لم يقف وراء الكارثة مالك نافذ الإرادة.. فوق الإجازات البلدية والهندسة المعمارية؛ ما يحث على السؤال: أين سلم الطوارئ، خلال ساعات الحريق، وليس في ما بعد..

طائرة هليكوبتر واحدة، كافية لإنتشال المحاصرين بالنار على سطح المبنى، تجنبنا الخسائر البشرية، و... قاعدة النعمانية لا تفصلها عن الحادث سوى أربع دقائق جواً.

 

 


مشاهدات 73
الكاتب نضال الجزائري
أضيف 2025/07/19 - 3:27 PM
آخر تحديث 2025/07/20 - 4:18 AM

تابعنا على
إحصائيات الزوار
اليوم 163 الشهر 12571 الكلي 11166183
الوقت الآن
الأحد 2025/7/20 توقيت بغداد
ابحث في الموقع
تصميم وتطوير