بيتنا الثقافي يستذكر سامي كمال.. إغنية دكيت بابك يا وطن تلخّص مرارة البعد
بغداد - ياسين ياس
أقام منتدى بيتنا الثقافي بمقره في بغداد السبت الماضي جلسة استذكار للفنان الراحل سامي كمال.حضرها جمهور غفير، في احتفاء يليق بسيرة واحد من أبرز الأصوات الفنية العراقية التي تركت بصمة لا تُنسى في الذاكرة الثقافية والموسيقية.وقدم الجلسة الفنان ستار الناصر مستعيدا جانبًا من ذكرياته معه، وقال (رحل الفنان سامي كمال في مدينة مالمو السويدية بعد صراع طويل مع المرض.لم يكن الراحل مجرد مطرب عابر .بل كان صوت المنفى والذاكرة العراقية.الشجية وصاحب الأغنية التي حملت هموم الروح المهاجرة ولم يجد لها مستقرا الا في حناجر المحبين) واضاف (كان فنانا وانسانا احب فنه واخلص له وبقي وفيا لرسالته الفنية والغنائية حتى آخر أيامه).
و قدّم الناقد الموسيقي سامر المشعل كلمة تناول فيها المسيرة الفنية لسامي كمال، متوقفًا عند فرادته الفنية وأسلوبه المميز وإسهاماته في الأغنية العراقية، مؤكدًا أن الراحل مثّل نموذجًا للفنان الملتزم بقضايا شعبه والواقف دائمًا إلى جانب الناس البسطاء. وقال (كانت أغانيه انعكاسة لمرحلة صعبة تمزج الحب والشوق الى الوطن.ومن اجمل أعماله التي مازال صداها يتردد إلى الآن (صويحب) كلمات الشاعر الراحل مظفر النواب وألحان كمال السيد وأغنية (احبة واريدة) والتي حققت شهرة واسعة (ودكيت بابك ياوطن) التي لخصت شعور جيل كامل بمرارة البعد عن الوطن).
شهادة وفاء
ثم تحدّث الفنان حسن بريسم، الذي كشف أن اسمه الفني جاء اقتداءً بأغنية الراحل الشهيرة (البريسم)، معربًا عن اعتزازه الكبير بأن يستذكر فنانًا شكّل جزءًا من وجدانه الفني. وقدّم بريسم شهادة محملة بالوفاء حول مبادئ سامي كمال ومواقفه السياسية التنويرية، والتزامه بقيم الفقراء والكادحين، وما عُرف عنه من سلوك إنساني رفيع طوال مسيرته.ثم قدم الفنان حسن بريسم مجموعة من أغاني الراحل سامي كمال تفاعل معها الجمهور وردد بعضها.
وشهدت الجلسة عدد من المداخلات والشهادات بحق الراحل من زملائه ومحبيه.منها شهادة رائد فهمي قائلا (في أواخر السبعينيات غادر سامي كمال العراق كان المنفى قدره ومحطته .تنقل مابين بيروت واليمن ثم دمشق.قبل أن يستقر في السويد. وخلال وجوده في المنفى حمل العراق في صوته وفنه). -شهادة أخرى من الفنان صباح المندلاوي قائلا (برز سامي كمال إلى جانب مجموعة من المطربين امثال رياض احمد، قحطان العطار، صلاح عبد الغفور، واخرون)واضاف (غادر العراق الى اليمن عام 1977 مع مجموعة من المطربين والملحنين امثال حميد البصري، فواد سالم واخرون). واضاف (انحاز مبكراً للفن والغناء انتقلت أسرته مطلع عام 1950 إلى بغداد حيث التقى بأسماء لامعة تركت أثرا في مسيرته الفنية كالراحل كمال السيد التحق بفرقة موسيقى الجيش اجاد العزف على آلة الكلارنيت ثم العود بعدها تحولت هوايته إلى الغناء مؤسسا فرقة الطريق العراقية وفرقة بابل الغنائية، بعدها واجه مرضا خطيرا اوقف نشاطه الغنائي واللحني لكن بقي صامدا غنى للحب والجمال والحرية رغم صعوبة الغربة). والتقت (الزمان) بياسين مناتي شقيق الفنان الراحل سامي كمال الذي تحدث عن طفولته مع شقيقه قائلا (كنا أنا وسامي في مدرسة الاماني المرحلة الابتدائية.بعدها انتقلنا إلى محافظة ميسان في مدرسة اسمها العدنانية تعرفنا على معلم اسمه جوكر مندائي كان انسان وفنان .شاهد سامي لديه خامة فنية، اهتم به وشجعه على الغناء رشحه للغناء في الحفل السنوي في قلعة صالح وغنى (هبوا يشبال العروبة) كنا ونحن صغار نتنافس على الفن والغناء وهو مطرب وملحن) واضاف (رغم قلة إنتاجه مقارنة بزملائه الا ان سامي كمال ترك بصمة واضحة في الأغنية العراقية ومن أبرز أعماله والتي كان يرددها دوما(راح المطر.. اجى المطر.. وأنه بلا حبيبة) ونحن كعائلة تتكون من ستة أفراد هو الأكبر في تسلسل الاولاد فتحمل منذ الطفولة عبء العائلة لكن انتقال العائلة إلى بغداد شكل انعطافة في حياته الفنية والغنائية وعندما وجد والدي مناتي موهبة الغناء لدى ابنه دعم الموهبة في داخله باتجاه الدخول الى المسرح العسكري كمنشد مما شكل انطلاقته الأولى في عالم التلحين والغناء ويذكر انه زار العراق عام 2010).
كما تقدّم ابن أخ الفنان الراحل سلام الجشعمي، بكلمات امتنان وشكر إلى الحزب الشيوعي العراقي ومنتدى بيتنا الثقافي على مبادرتهما في إقامة هذه الجلسة التكريمية التي أعادت إحياء ذكرى سامي كمال في قلوب محبيه.
وفي ختام الجلسة، قام سكرتير اللجنة المركزية للحزب الشيوعي العراقي رائد فهمي بتقديم شهادة تقديرية إلى كل من الفنان حسن بريسم والناقد سامر المشعل، تقديرًا لمساهمتهما في إحياء ذكرى الراحل.