خيارات أمريكا
فاتح عبد السلام
يبدو انّ إيران استوعبت الصدمة الأولى للهجوم الإسرائيلي بعد الأسبوع الأول. وبات التقارب واضحاً في الضربات الموجعة المتبادلة بين ايران وإسرائيل، مع بقاء التفوق الجوي بسبب تدمير اساسيات المنظومات الدفاعية الجوية من جهة، ووجود مقاتلات اف 35 كما لا تزال العملية غير مكتملة في صد رشقات الصواريخ الإيرانية. لذلك لا نستبعد ان تكون الحرب طويلة، فلا مؤشرات على نفاد الإمكانات الصاروخية او الجوية للطرفين. فضلا عن انّ الرئيس الأمريكي ترامب يميل الى جعل المتصارعين يشبعان رغباتهما في تدمير الواحد للآخر.
خيارات امريكا في هذه الحرب محصورة في تدمير قلب تخصيب اليورانيوم في منشأة فوردو الإيرانية العميقة داخل الجبل، وهذا الأمر على أهميته، فإنه يقع ضمن الاحتمالات الثلاثة:
الأول، انّ التدمير النهائي قد لا يتم بشكل كامل، مهما كانت القوة التدميرية، وهذا مقلق ومضيع للهيبة.
الثاني، هو دخول الولايات المتحدة الحرب وتحمّل تبعاتها الكبيرة في المنطقة، من أجل هدف جزئي يمكن إنجازه دبلوماسياً بحدود معينة، فالولايات المتحدة لم تضع ضمن أهدافها المعلنة تدمير القدرات الصاروخية الإيرانية.
الثالث، خروج ايران من ازمة الحرب ونظامها باق لم يسقط، كاحتمال لا يمكن نفيه نهائياً، وهذا الاحتمال يضع إيران كطرف ندي مع القوى الكبرى، حتى في حال فقدانها منشأة تخصيب اليورانيوم.
الرئيس ترامب يضع الحرب في مرمى مهلة جديدة امدها اسبوعان، وبعد سيقرر إذا من الضروري استخدام القوة العسكرية.
في أفق الحروب هناك دائما مفاجآت، وهي ليست بعيدة عن القرار الأمريكي المرتقب. في غضون ذلك ستضغط إسرائيل في تدمير ما تستطيع الوصول اليه من قدرات ايران العسكرية والصناعية، وعينها على القرار الأمريكي في دعمها مباشرة او بشكل تسليحي واستخباري.
fatihabdulsalam@hotmail.com
رئيس التحرير-الطبعة الدولية