فوقية التخصص
علي جاسم الفهداوي
من الرائع والمشرّف أن يحمل الإنسان لقباً طبياً أو أكاديمياً، لكن هذا اللقب لا يمنح صاحبه تميزاً إنسانياً، ما لم يكن مقرونًا بالتواضع والأدب.
فالفوقية التي يُبديها بعض أصحاب المهن، خصوصاً تجاه مجالات العلوم الإنسانية، لا تعبّر عن علم راسخ بقدر ما تعكس قصوراً في الوعي.فالطبيب لا يصنع المجتمع وحده، كما لا يصنعه المؤرخ أو الفيلسوف بمفرده؛ فكل تخصص يسند الآخر، ويُكمله.المعرفة التي لا يصحبها تواضع، ليست إلا سلطة جوفاء لا روح فيها.وفي المقابل، نجد نماذج مشرقة تجمع بين العلم والخلق، كعميد كلية الطب في جامعة الأنبار وليد نصّار ، بما يتميز به من سلوك إنساني راقٍ، و طبيب الجلدية عبد الله صالح الحسن ، الذي يقدّم صورة مضيئة للمهنية المقرونة بالخلق الرفيع والإنسانية.