الفوقية التي تحكم العالم
مهند الياس
نقصد بالفوقية : هي القبة التي تتربع فوق العالم (انها تراك و لا تراها) وهي التي تحكم وتتحكم في مصير العالم - ، وتتحكم ايضا في مساراته و ازاء ماتريده وضمن معايير معينه ترسمها احداث وتقلبات السياسة . هذه القبة التي هي اشبه ما تكون بالمؤسسة الواحدة المتفرعةالى مؤسسات وكل مؤسسة حسب اختصاصها السياسي والاقتصادي والاجتماعي والثقافي ، حيث تعمل جميع هذه الحلقات ضمن اتجاهاتها المعينة في تنفيذ ماتخطط له الدائرة العليا في تلك القبة (الخفية) لتحدث التغيير المطلوب عبر الخارطة العالمية . فلو انك ترى ان حدثا قد وقع في مكان ما من خارطة العالم فان انعكاسه لا بد وان يأخذ ولو بنسبة معينة اثره قي مكان اخر .لقد ظهرت هذه القبة ، بعد الحرب العالمية الثانية ، واكتمل تأسيسها تدريجيا بعد ان اقتسم الحلفاء خريطة العالم وهيأو لانفسهم موازين الأمور التي هم بحاجة اليها وخاصة الاقتصادية وصنعوا لهم مواقعا استراتيجية لضرب النهوض لاي دولة تريد النهوض وهي من خلال هذا العمل ومن خلال تلك المخططات تريد الاستحواذ على طموح الاخر وسلبه مكانته . واذا كان حديثنا ينصب على واجهة الشرق الاوسط دون الواجهات الاخرى وذلك لما يمثل كمنطقة استراتيجية لها اثرائها الكامل على الصعيدالاقتصادي ،فهذا يعني هي الأولى بالنظر اليها من خلال منظارالدراسة والترقب والاحاطة الشاملة في رسم الاستحواذ على حدوده المترفة وخاصة ما تنتجه الأرض من شمولية بالغة الأهمية وذات الفاعلية المؤثرة على الصعيد العالمي ان صناعة الحدث الذي تنفذه هذه الفوقية المتسلطة ، لابد وان تكون نتائجه لها ابعاد مهـــمة ، ابعاد ولو في بعــــــــــض الاحيان تستوجب تضحيات على المستوى المادي والمعنوي لكن المهم ان يحقق الهدف –أي الغاية المرجوة- . ان الربيع العربي على وجه المثال هوالصورة الاقرب لذلك التوضيح البسيط ، فاحداثه التي تلاحفت ومثل لعبة الدومينو واسقطت بعض وجوه الحكام الغير مرغوب فيهم وتغيراتجاهات سياساتهم ماهي الا فاعلية من فاعليات تلك القبة ومخطط من مخططات السيناريوهات التي تكون جاهزة للتنفيذ ، واذا ما قلنا ان احداث العالم التي تعطينا يوميا صورها المتجددة ماهي الا قرارات تامة التنفيذ لحصاد النتائج .