هل سيغيرون (النظام) في إيران ؟
فاتح عبدالسلام
أي كلام يصدر عن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بشأن مصير المرشد الإيراني الأعلى علي خامنئي انّما هو أكبر من ضغط نفسي وقد يرتقي الى تهديد حقيقي.
ليست في أمان أبداً حياة المرشد الأعلى وصاحب الكلمة الأولى والأخيرة في محور له نفوذ إقليمي واسع على مدار عقود، وهناك نظريات أمنية ومنها ما يتصل بالعقيدة الإسرائيلية في القتال، تذهب الى قطع رأس القيادة الأكبر في أي معركة للسيطرة على ما هو أدنى. لكن هل يتساوى هذا الامر بين إيران كدولة وحزب الله كجزء سياسي عسكري في بلد صغير هو لبنان؟ او بين إيران وتنظيم الحوثيين مثلاً؟
هناك دولة كبيرة الإمكانات اشتغلت على قدراتها أربعين سنة متواصلة ولم تدخل حربا بعد الحرب العراقية، وهي توفر كل إمكاناتها لحرب موعودة لم يتحدد العدو الحقيقي فيها، فقد كان بحسب تسجيل فيديو معلن لقيادي للفصائل العراقية، هو السعودية، وحين أعيدت علاقات الرياض بشكل طبيعي مع طهران، عاد شعار الموت لإسرائيل الى الصدارة. امام هذه الحقائق تحتاج عملية تغيير النظام السياسي في إيران الى رسم جديد لخارطة المنطقة، وهو ما يتحدث عنه نتانياهو لكن كلامه ليس له إمكانية التنفيذ من دون قرار امريكي في احداث التغيير النوعي.
مقولة ان المرشد الأعلى في قيد الاستهداف مع إيقاف التنفيذ هي تمهيد لتغيير النظام السياسي، وهي ليست كلمات تلقى في الفراغ وانما هي صوت محدد المسافات ويبحث عن صداه. المسألة اليوم رهن العقيدة السياسية لإيران التي لا يمكن أن تسير الى جوار السياسة الامريكية من دون ان تكون متناغمة في الأساسيات الدولية والإقليمية.
اليوم، يبدو القلق الأمريكي من الصواريخ الإيرانية أكبر من النووي المسيطر عليه بالمفاوضات وبالوكالة الدولية للطاقة، ومع وجود التأثير الإسرائيلي في المحيط الدولي، سيكون سلاح الصواريخ بعيدة المدى موضع قلق مشترك وتحت العين الدولية، وهناك مخاوف يشعر بها الجميع بأنّ هناك احتمالاً في أي يوم ان تستخدم إيران صواريخها في فض نزاع معين أو تسوية قضية ترى هي دون غيرها انها تستحق القصف كما حدث قبل سنتين في ضرب مدن في كردستان العراق من دون وجود تهديد ضد ايران بحسب الحكومة العراقية نفسها.
هل ستتشدد ايران في تعزيز ترسانتها الصاروخية ام تقبل بشروط تقنينها لأغراض دفاعية فقط؟ هذه السؤال له اجابة متصلة بقرار اسقاط النظام الإيراني لو جرى بحثه فعلياً.