جيل السمنة وقلة الحركة
ياسر معيوف
في السنوات الأخيرة، بات من المألوف أن نرى أطفالًا ومراهقين يعانون من السمنة والخمول الجسدي، في ظل بيئة اجتماعية وتقنية تغذي هذا النمط من الحياة. وبينما تنتشر الهواتف الذكية وتتوفر وسائل النقل السريعة، يغيب عن المشهد اليومي عنصر أساسي في نمو الطفل: الحركة. في العراق، تعاني الكثير من المدارس من تهميش واضح لدرس التربية الرياضية. البعض لا يخصص له وقتًا كافيًا، والبعض الآخر يفتقر إلى الكادر المؤهل أو البنية التحتية المناسبة. النتيجة؟ أجيال تنشأ على الجلوس، والتلقي، والانشغال بالشاشات، دون توازن صحي يعوض ذلك. التربية الرياضية ليست ترفًا. هي عامل وقائي من أمراض العصر مثل السمنة، السكري، ضعف اللياقة، وحتى التوتر النفسي. ومع أن الرياضة لا تتطلب دومًا معدات معقدة، إلا أنها تتطلب دعمًا حقيقيًا من المدرسة والأسرة والمجتمع معًا. السمنة في الطفولة ليست مشكلة شكلية، بل صحية واجتماعية خطيرة. الدراسات تشير إلى أن الأطفال الذين يعانون من السمنة معرضون أكثر للإصابة بأمراض مزمنة في سن مبكرة، وتدني الثقة بالنفس، وضعف المشاركة المجتمعية.
الحلول تبدأ من إعادة الاعتبار لدرس الرياضة في المدرسة، وتوفير بيئة محفزة للحركة، ونشر ثقافة النشاط البدني كجزء أساسي من أسلوب الحياة. لا نحتاج إلى معجزات، بل إلى وعي واستمرارية. صحة أطفالنا ليست مسؤولية وزارة التربية وحدها، بل مسؤولية مجتمع بأكمله. إن أردنا جيلًا أكثر توازنًا وقوة، فلنمنحه الحق في الحركة... قبل أن يتثبّت في مكانه.