إتفاق وقف النار في غزة يدخل مرحلة الحسم وترقّب الإعلان

واشنطن - مرسي أبو طوق

من المقرر إن يدخل اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة مرحلة الحسم، في ظل تصاعد الضغوط الدولية وتكثيف الجهود الأمريكية للوصول إلى صيغة نهائية تنهي القتال الدامي منذ عامين. وأعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أمس إن (التوصل إلى اتفاق في غزة بات قريبًا جدًا)، مؤكدًا (وجود فرصة حقيقية لتحقيق اختراق تاريخي، وسط ترقّب عالمي لما ستسفر عنه الساعات المقبلة). من جانبها، حذرت الأمم المتحدة من مجاعة شاملة في غزة وسط حصار خانق، في حين تتصاعد الضغوط على إسرائيل للسماح بدخول المساعدات الإنسانية. وقال المتحدث باسم مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية أوتشا ينس لايركه امس إنّ (غزة هي المكان الأكثر جوعا في العالم، حيث يتعرض السكان لخطر المجاعة)، وأشار إلى إن (إسرائيل سمحت بدخول 900 شاحنة محمّلة بمساعدات إنسانية منذ بضعة أيام، لكن حتى الآن لم تدخل سوى 600 شاحنة إلى منطقة التفريغ في غزة، بينما نُقلت حمولة عدد قليل منها فقط الى داخل القطاع)، وأضاف إن (هذا مجرّد قطرة في محيط)، ولفت إلى إن (مهمة توزيع المساعدات تواجه قيودا تشغيلية جعلتها إحدى أكثر عمليات المساعدة المعوّقة ليس فقط في عالم الان، بل في التاريخ الحديث). وأظهرت لقطات متلفزة، تدفق حشود كبيرة من الفلسطينيين اليائسين للحصول على الطعام إلى عدد محدود من مراكز توزيع المساعدات، في حالة من الفوضى. ويعاني القطاع من أزمة إنسانية حادة مع دخول محدود للمساعدات، وسط فوضى في مراكز التوزيع، بينما تستمر العمليات العسكرية الإسرائيلية بعد هدنة قصيرة. ودعا لرئيس الفرنسي ايمونويل ماكرون، أوربا لاتخاذ موقف حازم تجاه إسرائيل، محذرًا من (فقدان المصداقية الغربية) فيما ترد إسرائيل متهمة ماكرون بـ(شن حرب صليبية على الدولة اليهودية). وكانت إسرائيل قد أعلنت انها حضت حركة حماس على القبول بالمقترح الامريكي بشأن وقف لإطلاق النار في غزة والافراج عن السارى المحتجزين منذ هجوم السابع من تشرين الاول 2023، أو يتم القضاء عليها. 

واكد وزير الدفاع الاسرائيلي يسرائيل كاتس في بيان أمس إن (الجيش يواصل عملياته بكل قوة في موازاة إجلاء السكان المحليين من كل منطقة معارك)، واضاف على (حماس أن يختاروا الآن، إما الموافقة على مضمون اتفاق ويتكوف والافراج عن الرهائن وإما يتم القضاء عليهم). في غضون ذلك، أكد وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي، أن السلاح الذري غير مقبول، في وقت تجري بلاده مباحثات مع الولايات المتحدة سعيا للتوصل الى اتفاق بشأن برنامجها النووي. وأجرت طهران وواشنطن خمس جولات من المباحثات بوساطة عمانية منذ نيسان، مع تأكيد الجانبين إحراز تقدم، برغم تباين معلن بينهما بشأن احتفاظ إيران بالقدرة على تخصيب اليورانيوم. وقال عراقجي في تصريح أمس (اذا كانت المشكلة هي الأسلحة النووية، نعم، نحن نعتبرها أيضا غير مقبولة)، مضيفا (نحن متفقون معهم على هذه النقطة)، وتتهم دول غربية وإسرائيل، إيران بالسعي الى تطوير سلاح ذري، وهو ما تنفيه طهران، مؤكدة الطابع السلمي لبرنامجها النووي.