الزمان - طبعة العراق - عربية يومية دولية مستقلة
www.Azzaman-Iraq.com
وقفة إنتخابية

بواسطة azzaman

وقفة إنتخابية

وليد عبدالحسين

 

خلال أكثر من شهر تقريبا عشنا وشاهدنا، بل وشاركنا، في تنافس انتخابي محموم بين آلاف المرشحين من أبناء عشائر وأساتذة بمختلف التخصصات ورجال دين وفنانين وشعراء، أستطيع القول من كل فئات المجتمع العراقي، وذلك للفوز بمقاعد في مجلس النواب العراقي العظيم، كونه مُنتِج السلطة التنفيذية القادمة، بل والمصادق حتى على أعضاء السلطة القضائية بجزأيها العادي والدستوري، ناهيك عن دوره التشريعي والرقابي، لذا لا ألوم من يتعب في أن يكون عضوا في هكذا سلطة عليا، ترسم بأناملها مستقبلا عراقيا قادما لأربع سنوات.لست في معرض الحديث عن عظمة وعلو السلطة التي فرغنا هذه الأيام من اختيار من يمثلنا فيها، بل أكتب ما يشبه النصيحة لي كناخب ولمن نال ثقة الجمهور كنائب ومن لم يحالفه الحظ كمرشح، تشاهدون وتقرأون في مواقع التواصل الاجتماعي ووسائل الإعلام آلاف المنشورات والتعليقات والتي كثير منها تنبئ بأن هناك حربا بين داحس والغبراء وضعت أوزارها قبل قليل وسيهرع المقاتلون للحصول على الغنائم!وهكذا ثقافة وهكذا نفس لن يبنيا دولة ولا برلمانا صحيحا ولن ينفع لا الفائز ولا الخاسر، بل يعمّقان هوة الخلاف والتنافس ويفضيان لاستخدام الوسائل المشروعة وغير المشروعة لاغتنام المناصب.الكل مدعو للمراجعة، أعني من فاز ومن خسر ومن انتخب بل وحتى من قاطع، أمامنا أربع سنوات قادمة من العمل والمراقبة والرقابة والاتفاق والاختلاف والنقد والتحليل وهكذا، كلٌّ سيمارس دوره الذي مقتنع به، شريطة عدم تسقيط الآخر ومعاداته.المتملق عدو الجميع بلا شك ولن نجني من ورائه مشروع عمل، بل هو مصاب بمرض مزمن ولن يشفى منه بل قد ينقل العدوى للآخرين، وجزء من علاجه أن لا يمنح دورا أكبر منه ويفهم أن تملقه معروف وواضح.

من لم ينتخبك أيها المرشح الفائز ليس عدوك بل هو غير مقتنع ببرنامجك وبكادر مكتبك والمقربين منك، فكّر أن تثبت له العكس وما المانع أن يكون أحد أعضاء فريقك في المرحلة المقبلة.أصحاب الفكر والرأي والخبرة والثقافة، عوامل نجاح لأي مشروع إن أحسنا الالتفات لهم والاستفادة من حضورهم وتأثيرهم ومشاريعهم.على من لم يحالفه الحظ أن يراجع الأسباب بعقل وحكمة لا بحزن وألم.العشيرة والمنطقة نقطة انطلاق وعامل قوة .

عمل تشريعي

ولكن ليست هي الفانوس السحري الضامن للفوز، بل مزيد من العمل والتواصل والمشاركة غير المصطنعة في فعاليات المجتمع وبشكل دائم، سيضمن مزيدا من التفوق والتألق.العمل التشريعي ليس العمل الوحيد للإنسان كي يستثمر طاقاته، بل هناك مئات الأدوار التي يمكن من خلالها أن يقدم الشخص إمكاناته وأفكاره وينتج شيئا مفيدا لبلده وأبناء شعبه.سنحتاج مزيدا من الكتابات في هذا الجانب، ولكنها خواطر سريعة لتجربة ما بعد انتهاء الانتخابات، أما التشفي والشماتة والتملق، فلن تصنع سلطة ولا شخصيات ولا تنتج عملا، بل هي نضوح إناء أناس مرضى، نتضرر منهم جميعا.


مشاهدات 35
الكاتب وليد عبدالحسين
أضيف 2025/11/17 - 2:15 AM
آخر تحديث 2025/11/17 - 5:26 AM

تابعنا على
إحصائيات الزوار
اليوم 178 الشهر 11939 الكلي 12573442
الوقت الآن
الإثنين 2025/11/17 توقيت بغداد
ابحث في الموقع
تصميم وتطوير