ثلاثاء الحسم
سامر الياس سعيد
اجل منتخبنا الوطني حسمه لبطاقة التاهل للملحق الثاني بارادته من خلال مباراته ضد المنتخب الاماراتي التي خاضها مساء يوم الخميس الماضي حينما كان متسيدا لدقائق الشوط الاول باكمله حتى تمكن لاعبوه من اهدار فرص محققة كانت ستزيد الغلة لذا ارتضى بالتعادل لا بل سبب تراجعه في دقائق الشوط الثاني استفسارات وتساؤلات عديدة بشان خطة اللعب المعتمدة من جانب المدرب ارنولد وامكانية قيادته للمنتخب بدون الوقوع بهواجس انخفاض منسوب اللياقة لدى اغلب اللاعبين او الخيارات المتاحة له وامكانية صنع الفارق من خلال التبديلات .
حقيقة أثار لعب منتخبنا الوطني وتباينه اسئلة عديدة حول مسؤولية المدرب الذي ظهر باسلوب مهم خلال الشوط الاول حيث حقق المطلوب باحداث ربكة وتخوف من جانب لاعبي المنتخب الاماراتي الذين لم يستثمروا لعبهم على ارضهم والمساندة الجماهيرية التي حظوا بها حيث تباين مستواهم ولم يؤدي اغلب اللاعبين المجنسين من اداء ادوارهم على الوجه الاتم بالمقارنة مع اخر استحقاقاتهم التي خاضوها خلال مباريات الملحق الاول وبالتاكيد تاثر المنتخب الاماراتي من سياسات التغيير التي طالته بدءا من استبدال المدربين الى جانب الاعتماد على اللاعبين وغياب الانسجام فيما بينهم الامر الذي بدا مشخصا من خلال دقائق المباراة بينما اكتفى لاعبو منتخبنا باهدار الفرص وعدم استثمارها الى جانب تسرعهم باللعب وكانهم دخلوا المباراة متفوقين على منافسهم متناسين بان الكفة متوازنة تماما بين المنتخبين ولديهم ذات الفرص والطموحات التي تسير مشوارهم في ادوار الملحق الثاني .
بدا منتخبنا باسلوبه الضاغط الذي لم يلعب بنفس وتيرته طيلة الاعوام الماضية كون الخوف والتوجس كان ديدن اغلب المدربين ممن امتلكوا الشخصية الدفاعية في تعاقبهم على قيادة المنتخب لذلك بدا اسلوب لعب منتخبنا في تلك الفترات اعتياديا للغاية باستثناء مباريات قليلة ومنها مباراتنا امام المنتخب الياباني في بطولة الامم الاسيوية والتي تغلب فيها المنتخب بنتيجة هدفين لهدف وهذا الامر يرهق بشكل كبير المنافس ويجعله متقوقعا في منطقة دفاعه وهذا ما بدا على لاعبي الامارات رغم هدف التعديل الذي جاء بعد دقائق قليلة منحهم جرعة المبادرة والعودة الى المباراة وهذا ما كان يستلزم معالجة سريعة من المدرب ارنولد بدليل ان هدف السبق الذي سجله منتخبنا زرع الاسترخاء والتراجع بصفوف المنتخب الامر الذي اقلق المتابعين متوقعين ان تبادر الامارات لردة فعل سريعة حيث كانت من نتائجها تحقيق هدف التعديل بدقائق معدودة .
لقد التقطت الكاميرات حركة المدرب ارنولد التي اشار بكلتا يديه الى راسه منبها اللاعبين لليقظة وعدم التغافل عن اداء الواجبات الدفاعية لكنها لم تثمر تلك الاشارات لتجاهلها من قبل اللاعبين وهذا ما تم تشخيصه بان المنتخب عالج كل ثغراته باستثناء الامور الدفاعية التي برزت مجددا للقلق وهذا ما يعيدنا الى امور قد ندركها بان بعض المراكز الدفاعية بحاجة الى لاعبين متيقظين فاخراج علي الحمادي الذي كان شعلة متوهجة بخط اوسط وادخال اين حسين كانطباع اولي من جانب المشاهدين بان المدرب يسعى من ذلك لتعزيز الشق الهجومي لكن الامر اختلف على المشاهدين فيما بعد حينما لعب حسين دور المدافع واختفى تماما من تسيد مركز الهجوم واحداث الضغط المطلوب من جانب لاعبينا لصنع الفارق وتحقيق الحسم حيث ارادوه لاعبينا من ملعب البصرة يوم غد الثلاثاء لارضاء الجماهير العريضة التي ستزحف لملعب البصرة من اجل رسم الفرحة على وجوهها في تلك الامسية الجنوبية الجميلة .