إرحلوا فالوطن أكبر منكم
محمد رسن
الجيل الذي انبعث من رماد الحروب وركام الكوارث وأهدر دمه قربانا في الميادين لا من أجل سلطة أو غنيمة بل من أجل أن تعود الحياة إلى مسارها الصحيح لن يترك العراق حتى يعيده إلى مكانته الطبيعية التي سلبت منه منذ أن استلمتم أنتم مفاتيحه في عام 2003 منذ ذلك الحين وحتى هذه اللحظة ماذا أبقيتم من الدولة أي مرفق لم تفسدوه أي قطاع لم تعبث به أيديكم أي أمل لم تغتالوه بأيادٍ باردة تحت عناوين فاشلة وشعارات خاوية من المضمون لقد فشلتم والفشل ليس اتهاما بل حقيقة واضحة بالأرقام والموازنات المهدورة والمدن المنكوبة والشباب الضائعين والدم المراق بلا معنى تمسكتم بالسلطة وكأنها ميراث وتقاسمتم المناصب كما لو أن العراق غنيمة، صنعتم الأزمات لتبقوا وراكمتم الخطاب المذهبي لتطيلوا أعماركم السياسية بينما الحقيقة أنكم لا تجيدون الحكم ولا إدارة الدولة ولا حتى مغادرتها بشرف، ألم يحن الوقت أن تقولوا كفى ماذا تريدون بعد كل الأموال لديكم والمناصب لم تفارقكم والنفوذ ملكتموه لكن ماذا عن الوطن من يعيد له كرامته من يرمم ما هدمته أيديكم من يعيد الثقة إلى الشعب الذي خذلتموه مرارا،ألا يحق للمدنيين والكفاءات والعقول النظيفة والشباب النزيه أن يتقدموا الصفوف ويحملوا مسؤولية هذا البلد ألا يحق للعراق أن يُدار بضمير لا بمزاج مريض ولا بولاءات خارجية، من يملك مشروعا وطنيا لا يخاف من التغيير ومن يعمل بإخلاص لا يخشى تسليم المسؤولية لمن هو أقدر لكن من يدرك أنه بلا فكر وبلا قاعدة وبلا رصيد منجز سيقاتل حتى النفس الأخير ليبقى ويمنع غيره من التصحيح، نحن لا ندعو للفراغ بل للبديل الوطني الحقيقي دولة مدنية تقودها عقول حرة لا عمائم حزبية قيادات تؤمن بالعراق لا بأجندات دول الجوار شباب يبنون ولا يهدمون يخدمون ولا يتاجرون، لكن كيف وقانون الانتخابات مفصل على مقاساتكم وحتى وان وصل التيار المدني لمجلس النواب فالقانون فضفاض تتلاعبون به كيفما تشاؤون لتكونوا انتم الكتلة الأكبر وبقوة السلاح والماڤيات تكممون الأفواه وتصادورها وما انقلابكم على كتلة التيار الصدري ببعيدة عنا وقبلها كتلة اياد علاوي.. ارحلوا.. العراق لا يحتمل دورة أخرى جديدة من الفساد ولا صفقة أخرى على حساب شعبه ولا انتظارا جديدا في محطة الخراب ألم يحن الوقت لتترجلوا بصمت فالشعب تعب والتاريخ لن يرحم من يراقب المشهد يدرك أن كل شيء أصبح مشلولا لا تخطيط ولا رؤية ولا مستقبل واضح بينما العالم يتقدم والعراق عالق في مستنقع المحاصصة والصفقات الخفية لا مؤسسات تنتج ولا تعليم ينهض ولا صحة تليق بشعب ضحى بكل شيء كي يعيش بكرامة هل من المعقول أن تبقى المناصب حكرًا على نفس الوجوه الفاشلة بينما الكفاءات تُقصى وتُهمش باسم الولاء الحزبي ألم تسألوا أنفسكم يوما كم حلما قتلتم وكم عقلا هاجر وكم فرصة نهبتم ثم تتساءلون لماذا فقد الناس الأمل.