أربعون مليون دولار لإعمار غزة ولبنان
سامي الزبيدي
تعهد العراق خلال قمة بغداد بتقديكم مبلغ أربعين مليون دولار لأعمار غزة ولبنان هذا موقف جيد يحسب للعراق فيما لو كان لدى العراق مايكفيه ويزيد عن حاجته من الأموال في هذه الظروف المالية والاقتصادية الصعبة التي يعاني منها العراق خصوصا بعد انخفاض أسعار النفط حيث يعتمد العراق على إيراداته المالية من تصدير النفط في موازناته وفي كل أموره المالية , أما كان بالإمكان تخصيص نصف هذا المبلغ أي عشرة ملايين دولار لأعمار غزة وعشرة أخرى للبنان والعشرون مليون الباقية لبناء مستشفيات ومدارس العراق بحاجة ماسة لها أو لتطوير بعض محافظاتنا المتهالكة بناها التحية؟
ولو أضفنا لهذا المبلغ الأموال التي صرفت لشراء السيارات الفارهة وللبناء والديكورات والإكسسوارات وللضيافة والخدمة وللقنوات الفضائية والصحفيين لتغطية أخبار القمة وغيرها من الصرفيات كم يكون المبلغ الذي صرفه العراق للقمة ألا يصل الى مليار دولار ؟
فك اختناق
والمليار دولار في هذا الظرف المالي الصعب للعراق يعني الكثير ويعني بناء مستشفيات متخصصة بأحدث الأجهزة تخدم المواطن العراقي وبناء مئات المدارس لفك الاختناق في المدرس الثلاثية والثنائية ولتطوير قطاع الكهرباء في هذا الصيف اللاهب وصرف معونات للفقراء ولعوائل الشهداء والمعوزين في عيد الأضحى المقبل وغيرها من الخدمات , ثم لماذا لا تتبرع دول الخليج التي تستثمر مئات المليارات من الدولارات في أمريكا وفي الشركات الأمريكية التي تنتج الأسلحة التي تزود أمريكا اسرائيل بها لتقتل الفلسطينيين واللبنانيين واليمنيين وتعطي منها مساعدات مالية لإسرائيل لتعزيز اقتصادها الذي يعاني كثيرا بسبب حرب غزة ولبنان واليمن . ان أموال العراق يا سادة يا مسؤولين ملك الشعب وليست ملكاً لكم لتتصرفوا بها كيفما تشاؤون ومتى تشاؤون , ثم هل أخذتم رأي الشعب العراقي عن طريق مجلس النواب ممثلي الشعب في هذا التصرف الذي يمس حاجات الشعب ؟ هذا يتبرع للبنان والآخر لإيران والثالث للأردن ومصر واليمن ومن أموال الشعب , إنها ليست أموالكم ياسادة ولم يعطيكم الدستور والقانون حق التبرع والتصرف بأموال العراق دون مسوغ قانوني لوكانت لدينا أموال فائضة مثل دول الخليج فلا احد يلومكم لكن أوضاع العراق المالية صعبة للغاية حتى ان بعض الاقتصاديين والماليين العراقيين يحذرون من خطورة الوضع المالي ومن صعوبة تامين رواتب الموظفين والمتقاعدين خصوصا بعد ان سحبت الحكومة أموالاً كبيرة من البنوك ومن الأمانات الضريبية لتسديد الرواتب ولتمشية امورالبلاد المالية.
ثم ماذا قدم العرب للشعب العراقي سواء في سنين الحصار الذي فرضه مجلس الأمن ظلماً وجوراً على العراق تسعينيات القرن الماضي بتدخل بل بايعاز أمريكي سافر وماذا قدم العرب للشعب العراقي بعد الاحتلال الأمريكي للعراق الذي دمر العراق وشعبه وجعله(شعوبا وقبائل ) وطوائف غير المفخخات التي قتلت آلاف العراقيين الأبرياء والتي كان يقود اغلبها الفلسطينيين وأبناء المغرب العربي والخليج العربي , يا ساسة يا كرام الشعب العراقي أولى بأمواله والوطن بأمس الحاجة لها ولو كان لديكم فائضاً مالياً فلا ضير من التبرع لكل المحتاجين من أشقائنا العرب .