تحدّيات وحلول

عبد الحكيم مصطفى

بعد مدة وجيزة جداً من تسنمه مهمة تدريب منتخب العراق الوطني لكرة القدم ، بادر غراهام أرنولد بمتابعة منافسات بطولة دوري نجوم العراق عن كثب ، وحضر مباراة فريق نادي الزوراء ونفط ميسان التي انتهت لصالح الاول بهدفين مقابل لا شيء ، وعّد المتابعين اهتمام غراهام أرنولد بتفاصيل عمله ، مؤشر حرص مدرب المنتخب على انتخاب اللاعبين لتشكيلة المنتخب ، من خلال تقييم موضوعي لادائهم من أرض الملعب وتحت ضغط المنافسة الرسمية .. ضيق الوقت لم يسمح لغراهام أرنولد بحضور عدد كبير من مباريات بطولة دوري نجوم العراق ، لتأخر التحاقه بعمله الجديد مدرباً لمنتخب العراق ، ولو تمت اجراءات التعاقد معه مباشرة بعد إقالة المدرب السابق للمنتخب كاساس ، لاختلف امر الاستقرار على تشكلية المنتخب كثيراً .

 البعض يقول ان اللاعبين الطامحين للانضمام الى المنتخب الوطني(لم) يستفيدوا من جدية مدرب المنتخب غراهام أرنولد ، لتعذر تقديم انفسهم للكادر التدريبي للمنتخب على النحو المطلوب في مدة زمنية قصيرة جداً ، وهذا صحيح ، ولكن بالمقابل يرى متابعون اخرون لمباريات دوري نجوم العراق ، ان اللاعب يجب يتحرك بإحترافية كاملة ، في مراحل الاعداد والمنافسة والانتقالية مع فريق ناديه في دوري نجوم العراق ، او مع فريق ناديه في دوريات اوربا ، في كل موسم ، ويقدم الافضل كلما كان ممكنا لان عمره الرياضي ، أقصر من أن يتحمل اي تلكؤ في إطار أي ذريعة كانت .. وفريق ثالث من المتابعين يرى ان اللاعب يجب ان يخطط لما هو أبعد من اللعب للمنتخب الوطني ، لان الاحتراف الخارجي حافز ايضا ليستثمر اللاعب كل يوم من عمره الرياضي ، ويكون الحفاظ على ( الفورمة الفنية) هدف ثابت له باستمرار .. وقال اللاعب الدولي السابق والمدرب الممارس جبار هاشم ان المدرب ارنولد لديه تصور فني جيد عن لاعبي العراق نتيجة خوض منتخب بلاده استراليا مباريات رسمية عديدة امام منتخب العراق الوطني في البطولات القارية والدولية في السنوات القليلة الماضية ، ويريد الكابتن جبار هاشم ان يقول ان مدرب المنتخب ارنولد (لم) يهضم حق اي لاعب مؤهل للانضمام الى تشكيلة المنتخب ، و(قد) لا يحتاج ارنولد مشورة الاتحاد عند انتخاب تشكيلة المنتخب للمباراتين القادمتين .

 المتفائلون يؤكدون ان اللاعبين الذين تم استدعائهم لمعسكر المنتخب الوطني ، مؤهلين للتعامل مع التحديات التي تتربص بمنتخبنا في مباراتي كوريا الجنوبية في البصرة والاردن في عمان ، حيث تراكم الخبرة موجود ، وكذلك اللعب تحت الضغط العالي ، جراء اللعب للمنتخب الوطني لاكثر من عشرين مباراة ، ولكن استعادة اللاعبين الثقة بقدراتهم هي المهمة الاصعب للمدرب ارنولد ، بعد اداء ومردود مخيب للامال في مباريات بطولة الخليج العربي وتصفيات كاس العالم .. اللاعب الدولي السابق والمحلل الدكتور رياض مزهر ، يقول لا حافز يفوق حافز الوصول الى نهائيات بطولة كاس العالم ، العام المقبل ، لذا يجب التعامل بمنتهى الجدية مع مباراتي كوريا الجنوبية والاردن ، وراهن مزهر على قدرة ارنولد على التوظيف الصحيح لامكانات اللاعبين .. ويشدد الزميل جمعة الثامر على شحن اللاعبين ليقدموا افضل ما عندهم في المباراتين القادمتين ، ويؤكد على أهمية استثمار اللعب امام (65) الف متفرج في البصرة امام كوريا الجنوبية ، ويختلف الثامر مع من يُصّعب المهمة ، ويقول فارق الامكانيات مع الاردن قليل ، وممكن الفوز عليه في ملعبه ، والتعادل مع كوريا الجنوبية ممكن ايضاً ، خاصة وان كوريا تعادلت مع فلسطين ذهاباً وإياباً ، وخسرت نقطتين امام سلطنة عمان في سيؤول .

 التحديات كثيرة ، ولكن الحلول متاحة لفوز منتخبنا الوطني ببطاقة مباشرة الى نهائيات بطولة كاس العالم 2026.